كشف صحفي معتقل في سجن "إيفين" بإيران؛ عن ارتباط طهران بعلاقات وطيدة وحميمية مع إسرائيل، وذلك من خلال مقابلات تمكن من إجرائها مع عناصر من الموساد، مشيرًا إلى أنّ التصريحات النارية بين الحكومتين مجرد مسرحية. وأكّد الصحفي الإيراني نادر كريمي، المعارض لحكومة الرئيس الإيراني نجاد، في مقال نشره موقع "العربية نت"، أنّ الحرب بين إيران وإسرائيل "لا تتجاوز الحرب الكلامية، التي أوهمت المسلمين أن الجمهورية الإيرانية أحد ألد أعداء إسرائيل، وأهم حماة الفلسطينيين في العالم". وأشار كريمي إلى أنّه توصل إلى تلك المعلومات من خلال عملاء الموساد، سبق والتقى بهم في تركيا وأجرى 20 ساعة من المقابلات على مدى شهرين، وأنّه سيسجل هذه الاعترافات في كتاب عقب خروجه من السجن. وأوضح كريمي، أنّ حكومتي إيران وإسرائيل حولتا الصحفيين إلى أداة للنفخ في بالون العداء بين البلدين، وإلى أدوات مثيرة في مسرحية التخاصم بينهما إلا أن ثمة واقعاً آخر خلف ستار هذه التمثيلية بحيث تبدو العلاقات ملتهبة على السطح ودافئة خلف الستار في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة. وكشف الصحفي الإيراني المعارض، عن شراء إيران لبضائع إسرائيلية، مشيرًا إلى أنه "في الوقت الذي تستخدم إيران لغة غاضبة ضد إسرائيل ولصالح الشعب الفلسطيني المظلوم، فإنهم يقدمون على شراء البضائع الاستهلاكية الإسرائيلية ويختارون في تعاملاتهم شركات من أصول إسرائيلية، وبهذا يرفدون اقتصاد البلد الذي ينعتونه بالعدو". وأشار كريمي، إلى ما اعتبرها صفقات بين إسرائيل وإيران منذ الحرب العراقية الإيرانية حيث يقوم وسطاء إيرانيون بشراء أسلحة وأجهزة غربية غالية الثمن بمساعدة وسطاء إسرائيليين . وألمح إلى دخول وخروج عملاء إسرائيل بجوازات غير إسرائيلية إلى إيران ويلتقون بأصدقائهم تحت مرأى وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية بحرية تامة، حسب قوله. وكشف الصحفي الإيراني المعتقل، أن إيران تستغل بعض الطلاب الفلسطينيين الموجودين على الأراضي الإيرانية لإرغامهم على التجسس على المجموعات الفلسطينية والسفارات العربية في طهران، مستشهدًا بطالب فلسطيني تحول إلى المذهب الشيعي وكلفته وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية مهمة التجسس على سفارتي الأردن والسودان في طهران. ونقل كريمي عن خبراء وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية قولهم: "من الضروري وجود كيان إسرائيلي يطلق بين الحين والآخر حرباً كلامية، ويغامر بتصرفاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الأرضية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتستعرض عضلاتها وتطبق سياساتها في البلدان العربية". يشار إلى أن نادر كريمي من المعارضين لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهو من جرحى الحرب العراقية الإيرانية حيث كان عضوًا في قوات الحرس الثوري الإيراني وترأس لفترة تحرير صحف منها "سياست روز" و "جهان صنعت" ومجلة "كزارش". وكانت المحكمة الابتدائية قد حكمت عليه بالسجن عشرة أعوام وبعد استئناف الحكم قبل عامين ونصف خفض إلى خمسة أعوام.