رام الله : ما زالت تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة الشيخ يوسف القرضاوي التي دعا فيها إلى انتفاضة جديدة ضد السلطة الفلسطينية تثير ردود افعال وانتقادات واسعة. فمن جانبه ، قال وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني محمود الهباش في خطبة الجمعة أمس في مسجد الرباط في بيت لحم: "إن الذين ادعوا أن منظمة التحرير الفلسطينية قد هلكت، وأن شهداءنا ليسوا شهداء، ويدعون إلى انتفاضة ضد السلطة الوطنية وشعبنا، سيسألون عن ذلك". وأضاف: "إننا نرزح تحت الاحتلال، ونقاومه بوجودنا ووحدتنا، وبناء ذاتنا ومؤسسات دولتنا التي ستكون، رغم أنف الاحتلال ومن يريد ولا يريد". واتهم الهباش، المقرب جدا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي كان حاضرا لتأدية الصلاة، الشيخ القرضاوي ب"خدمة الاحتلال"، من خلال "ادعائه أن منظمة التحرير قد هلكت، ودعوته شعبنا إلى انتفاضة جديدة ضد نفسه وقيادته والسلطة الوطنية، ووصفه في أوقات سابقة شهداءنا بالفطائس". وهاجم الهباش قيادة حماس بعد اتهامها السلطة بأنها سلمت معتقلين إلى إسرائيل، قائلا: "ثمن أمس قيادات حماس قرار الرئيس بالإفراج عن السجناء، ودعوا قادة حماس في غزة بالعمل بنفس الطريقة والإفراج عن المعتقلين الذين تحتجزهم، واليوم يدعون غير ذلك، ويغيرون من كلامهم وقراراتهم أسرع مما يغيرون جواربهم المتسخة". وكان القرضاوي قد قال في ندوة شهرين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاثنين في الدوحة: "إن منظمة التحرير الفلسطينية ذهبت إلى التهلكة ولا يمكن الحديث عن وجود سلطة فلسطينية تحت الاحتلال"، مؤكدا على ضرورة "العودة إلى المقاومة ضد المحتل". وأكد القرضاوي على إن الأمة الإسلامية مطالبة بتحرير نفسها لتتمكن من تحرير أرض فلسطين المغتصبة. مشددا على "أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من امتلاك وسائل مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل ما أوتي من قوة". وأضاف: "إن أمورنا تتجه من الأسوأ إلى الأشد سوءا"، متسائلا: "ماذا بقي من التسوية؟ ماذا عن الاستيطان الذي لم يستطع أوباما أن يوقفه، وذهب الفلسطينيون بدون شرط والآن توجد 13 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية ووحدات استيطانية حول القدس التي باتت مهددة فعلا". وقال: إن "ضعف الأمة الإسلامية أفادهم وأنه لا يمكن تحرير الأرض إلا بالجهاد وللأسف كلمة الجهاد أصبحت مستبعدة"، مطالبا بضرورة تصحيح عقل الأمة من المفاهيم الخاطئة. وأشار إلى أن مشاريع التسوية منذ أن بدأت بالمعاهدة المصرية واتفاق أوسلو لم تزرع اليهود فقط ولكن اقتلعت كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين عبر نشر عمليات التهويد وتغيير الملامح الرئيسية لهذه المنطقة ، مشيرا إلى أن كل هذا جاء بسبب الموقف الفلسطيني الرسمي برئاسة محمود عباس، معربا . وأكد أن التنسيق الأمنى بين السلطة و إسرائيل أخطر من الانقسام، وقال: "إن فلسطين ليست ملكا للفلسطينيين أو لفئة منها تتصرف فيها كما تشاء بل لكل الأمة العربية والإسلامية". وأضاف: "ان الإسرائيليين لا يستطيعون الدخول في اشتباك مع المقاومة الفلسطينية وهم يخافون من نتائج الحرب لأن وضعهم سيتدهور تدهورا كبيرا. وأكد أن نقطة الضعف لا تكمن في الانقسام الفلسطيني، بل في الاتفاق الأمني الذي يسود في الضفة الغربية". وتجدر الاشارة الى أنه هذا ليس أول هجوم متبادل بين السلطة والقرضاوي، وكانت العلاقة قد ساءت كثيرا بعد فتوى للقرضاوي أجاز فيها رجم الشخص المسئول عن تأجيل بحث تقرير"جولدستون" ،بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في 2008 ، في المجلس العالمي لحقوق الإنسان العام قبل الماضي، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني، الذي رد على الهجوم بقوله إنه "متدين أكثر منه، وإنه (القرضاوي) لا يفهم في الدين".