هذه خمسون جواباً عن خمسين سؤالاً أجاب عنها الشيخ سلمان العودة في حوار أجرته مع فضيتله مجلة اليمامة في العدد 2134 الصادر يوم السبت 28 ذي الحجة 1431ه الموافق 4 ديسمبر 2010 م . 1. أشهر من نار على علم .. ولكن، كيف تحب أن تعرف نفسك ؟ - مشهور في بلد ، مغمور في بلاد ، استحضر جيداً ما بعد الرحيل حيث " نار الشهرة " تنتهي إلى رماد ! 2. ما أبرز ما تسعفك الذاكرة لتذكره عن الطفل "سلمان فهد العودة"؟ - الطفولة حاضرة في وجداني ، أفرغت بعض ذكرياتها في "طفولة قلب" كتابي القادم . 3. ماذا تعني لك قرية البصر؟ - تعني الروح التي تنفستها هناك أول مرة . 4. فقيه.. شاعر..صحفي..محلل نفسي ومصلح اجتماعي..هل أنت كل هؤلاء؟ - مجرد قارئ ، يقطف من كل بستان زهرة ويهديها لمن يستحقها ! 5. الحياة كلمة.. من أين استوحيت هذا العنوان؟ - من رسالتي في الحياة : الكلمة الطيبة ، التي صنعْتها فصنعتني . 6. (لك في الشرع أربع) فهل أنت من أنصار التعدد، وهل كان لك نصيب منه؟ - " راع النصف سالم ! " ، وأنا من أنصار " التوحيد " ما أمكن. 7. لك محبون كثيرون .. لكن لك خصوم كثيرون أيضا.. هل انتهى الحوار بينك وبينهم؟ - الحوار بدأ ، واحتاجهم مثلما يحتاجونني ! كم أشعر بالغبطة حين أجدني وفرت مادة لمقال لأحدهم ، أو حين أجدهم وفروا لي مادة لكتاب كامل " شكراً أيها الأعداء " . 8. كيف شيدت صرح الفكر والثقافة في نفسك؟ - لا زلت منهمكاً ببناء أساساته . 9. السجن مرحلة مررت بها، وزيارتك القريبة للسجناء زرعت في نفوسهم تفاؤلاً وأملاً كما كان يبدو على الوجوه، فكيف كان أثر ذلك على نفسك؟ - وَذو الشَوقِ القَديمِ وَإِن تَعَزّى مَشوقٌ حينَ يَلقى العاشِقينا 10. تأليف كتب، وأبحاث ودروس، وبرامج وحضور بارز، فهل كان ذلك على حساب الانتماء الدائم والمتين لبيتك العائلي؟ - أنتمي لبيتي وأسرتي أكثر مما ينتمي كل " العاطلين الفارغين " . 11. بعد مسيرة 55 عاماً ، هل أنت راضٍ عن ما قدمت؟ - أنا راضٍ عن عطاء الله لي ، طامع في المزيد . 12. إذا اختاروك أميناً عاماً لمنظمة المؤتمر الإسلامي اليوم، ما أول قرار تتخذه؟ - هو قرار الانسحاب ، رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه . 13. الحراك الفكري والثقافي يتم معظمه على شاشات الفضائيات، أما جامعاتنا وأنديتنا الأدبية وهيئاتنا وجمعياتنا الثقافية فهي غائبة عن هذه الساحة؟ - لا زلنا لا نريد أن نُصدّق أن هامش الحوار يتسع ، وأن الصلاحيات تُنتزع ولا تمنح . 14. شخص لا يمكن أن ترفض له طلباً، من يكون؟ - بناتي غادة وآسية ونورة ولدن . 15. "رسالة حب" سيحملها الحمام الزاجل لمن سترسلها؟ - لمن كانوا سبباً في أي نجاح أحصل عليه : قرّائي ومتابعي كلمتي ، ذكوراً وإناثاً . 16. معادلة نتيجتها كسب قلوب الناس، كيف تكتبها؟ - المعادلة هي الاستعداد لأن تعتذر لمن أخطأ عليك ، وأن تبتسم في وجوه العابسين . 17. في أي جبهة تقاتل أنت اليوم؟ - في جبهة إصلاح الذات قبل خوض المعارك . 18. أين أنت من دهاليز السياسة؟ - " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " . 19. بينك وبين الكتاب علاقة ود وصحبة، ووفاء وولاء، فماذا تمخض عن تلك الروابط الوثيقة؟ - أن تتحول القراءة إلى " عادة " مصاحبة مدى الحياة ، ومتعة روحية يطيب معها العيش . 20. من إحدى وأبرز مميزات د.سلمان العودة كونه حاضر البديهة، فهل هذا مما صعب نصب الشراك لإحراجك على الهواء مباشرة؟ - من حافظ على هدوئه لا يحرج ، والتجارب العديدة علمتني ، والتكرار يعلم الشطّار ! 21. الشيخ سلمان العودة لا يخجل أو يتوانى عن الاعتذار، أو الاعتراف بالخطأ -إن وجد- فما النصيحة المختصرة للعاجزين عن ذلك؟ - قد يبدو الاعتذار نوعاً من تحصيل " الوجاهة " وادّعاء التواضع ، ولذا يجب أن يتحول إلى " اعتذار داخلي " ومصالحة مع النفس قبل الآخرين . 22. ما الذي يخرج سلمان العودة عن هدوئه؟ - سائل يتصل على جوالي ثم يرفض أن يصدق أنني أنا من يحدثه ! 23. لمن يقرأ د. سلمان العودة؟ - لكل من يحترم قرّاءه ، وأصبحت أختار المادة بحسب الموضوع وليس الكاتب . 24. "حجر الزاوية" و"الحياة كلمة" برنامجان أنجحهما فكرك وثقافتك، وتوافقك و الإعلامي المتألق "فهد السعوي، ماذا يجري وراء كواليس هذه البرامج ولا نراه نحن على الشاشة؟ - الحفريات التي أعملها في المادة المتاحة ، والعلاقات النفسية القوية مع الأستاذ فهد السعوي ، وجهد المتابعين والمشاركين ، واللحظات الأخيرة قبل الظهور على الهواء . 25. مررت بمراحل وتغييرات في مسيرة حياتك .. فما المرحلة الأكثر صعوبة؟ - هي مرحلة السجن ، والسنوات التي تلت خروجي وعانيت شداً وجذباً ما بين قناعاتي ، وإلحاحات بعض من حولي ! 26. هل طال التغيير بيتك وأجواءك العائلية؟ - التغيير الإيجابي هو خطتنا الدائمة ، والبيت أحد تجلياته .. لقد تغيرت الروح التي تسكنه وبدلاً من أن أنتظر الآخرين ليتغيروا بدأت أُغيّر ذاتي . 27. (البقاء للأكثر قدرة على التغيير) هكذا قلت، وذلك ما ملأنا ثقة ببقاء د.سلمان ، فكيف تستقرئ مستقبل تلك الفكرة في أفق المقبل من الأيام؟ - التغيير محتم وعلينا ممارسة التغيير بدلاً من الاستسلام له . 28. التيار الصحوي السلفي أنت أحد المحسوبين عليه، فهل أنت في يمين أو يسار هذا التيار؟ - لست أُصنّف نفسي ، فليصنفني الآخرون حيث شاءوا ! على أنني لا أؤمن بمثل هذه الحدود المصطنعة . 29. "ملتزم" مصطلح شاع وراج في الأوساط العامة فبرأيك هل هو تعبير عن "حالة" أم "فكر" أو سلوك شخص؟ - هو مصطلح سطحي في صناعته وفي توظيفه ومدعاة لتشطير المجتمع . 30. الأمة الإسلامية تعاني من اختلافات فكرية، وصراعات مذهبية، كيف تقرأ المستقبل على ضوء هذه المهددات؟ - أقرأ جمالية المستقبل في تجارب ناجحة ، لدول ، أو لمؤسسات ، أو لأفراد تتجاوز حالة الصراع إلى التكامل . 31. "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" أما نحن فدائماً كل جديد وحديث مشكوك فيه "ومدان حتى تثبت براءته"، لماذا؟ - هذه إحدى إفرازات فكر الضعف والهزيمة والتخلف ؛ أن تصبح البراءة متهمة عند أهلنا ! 32. تناقضات وصراعات والشيخ سلمان استطاع أن يأوي لركنٍ شديد يعصمه من الغرق، في لجة تلك الأوضاع ماذا تمتلك من أدوات الإنقاذ؟ - تعلمت أن أجعل عملي البناء وليس الهدم ، والفعل وليس ردة الفعل ، وألا أنساق مع طلبات الجمهور مع الحفاظ على احترامهم . 33. كثرت وسائط الإعلام وتعددت فحدث ما يمكن أن نسميه "انفجار الفتاوى" فهل حققت تلك الظاهرة أي إيجابيات؟ - الانفتاح الإعلامي أحدث وعياً وحراكاً وتعميقاً للانتماء واستيعاباً للمتغير ، وأبرز اختلالاً في بنيتنا الشرعية يستوجب المعالجة . 34. ما رأيك في القرار السامي بحصر الإفتاء في هيئة كبار العلماء، وهل تعتقد بأنه سيوقف مرتزقة الخطاب الديني؟ - الأمر يعتمد أساساً على وضوح آلية التنفيذ لهذا القرار ، وهي غير واضحة عندي . 35. ما أهم درس يجب تعلمه من أحداث 11سبتمبر؟ - ألا نحتقر أحداً ، فكل أحد قادر على إلحاق الضرر بك مهما كان حقيراً في نظرك . 36. مزاحمة البرامج الدينية لغيرها عبر المحطات الفضائية المختلفة تعرضت لانتقادات ورفض، لماذا؟ - ثمّ من يريد احتكار الفضاء ، وثمّ من يتكئ على أخطاء في الأداء الإعلامي للقنوات المحافظة . 37. ما المعادلة الأمثل للمزاوجة الصحيحة بين الإعلام والخطاب الديني؟ - الإعلام ترفيه ورسالة ، والرسالة صوب الحياة والمسؤولية ، والخطاب الديني الرشيد حافز وحافظ . 38. هل تعتقد بأن حوار المذاهب المختلفة وحتى أتباع الأديان يمكن أن يثمر فعلاً ويقضي على التناحر والخلاف والفهم الخاطئ؟ - ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك . 39. كيف كانت علاقتك بسماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز، و الشيخ عبدالله بن جبرين و غازي القصيبي؟ - ابن باز قدوتي ووالدي الروحي ، وابن جبرين شيخي ، والقصيبي صديقي . 40. الشيخ د.عائض القرني.. صديق أم منافس؟ - صديق حميم ، وأنا وهو نتعاون في أداء رسالة واحدة ، الشيخ عايض " بضعة مني ". 41. المجتمع السعودي تغير بسرعة كبيرة.. هل أنت مطمئن لاتجاهات هذا التغيير؟ - ليس كثيراً ، لأننا لا نملك خارطة ولا رؤية استراتيجية ولا نعرف إلى أين نتجه ؟ 42. وضع المرأة السعودية واحد من هذه المتغيرات بماذا تنصحها في هذا المنعطف الاجتماعي المهم؟ - أوصيها بحفظ الهوية وخوض الميدان وتحقيق المواطنة الجادة عوضاً عن الاعتماد على " الكفيل " الأب أو الزوج . 43. لديك مبدأ التمسك والانتماء للقلم، لكن أزرار لوحة مفاتيح الكمبيوتر ، تزداد جاذبية، كيف تحسم هذا الصراع في تعاملك مع الاثنين؟ - المعرفة واحدة ، مقروءة على الورق ، أو على الشاشة ، أو مسموعة ، أو مرئية ، والأدوات المعرفية تتكامل ، والكتاب أخلد وأوثق . 44. لماذا نجد الإعلام العربي والإسلامي ضعيفاً وتأثيره محدوداً برغم الإمكانات المادية؟ - الإعلام صناعة ضخمة ، وليس مادة فحسب ، والإعلام العربي يبدو محاكياً لا مبدعاً . 45. أكلتك المفضلة يا ترى ماذا قد تكون؟ - " لن نصبر على طعام واحد " ، قائمتي متنوعة ومنفتحة على الآخرين ! إنه عصر العولمة ، ما بين " التمر وقرص الجمر " إلى " السوشي " والوجبات السريعة . 46. صداقاتك أهي عتيقة، أم متجددة؟ - قديمة يتم تحديثها في أي لحظة أكسب فيها صديقاً جديداً ، وأنا في كل لحظة أكسب صديقاً جديداً بحمد الله ، فأصدقائي في الفيس بوك يزيدون كل يوم ألفا ! 47. تحدثت عن الحب بأروع حلة، فكيف برأيك يؤسس فصول لمحو الأمية فيه؟ - الحب المسؤول شعور إنساني راقٍ وليس أنانية أو نزوة عابرة . 48. ألديك هواية معينة ضاق الوقت وحال دون ممارستها؟ - نجحت في أن أجعل من عملي هواية استمتع بها ، فإذا لم أجد ما أحب أحببت ما أجد . 49. ماذا تعني لك تلك المعاني: . السلام: - ظل الحياة الممرع . . العنف: - ثأر نفسي يدمر صاحبه قبل الآخرين . . الحب: - أول المشاعر النبيلة وآخرها . . التضحية: - هي انتصار ضمير الجمع على ضمير المفرد . . التطرف: - شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار . . على ضوء حصيلة سفرك للخارج... هل تعتقد بأن المسافات تقرب أم تبعد بيننا و"بينهم"؟ - تقرب لو سلمت من " الأشرار " . 50. على ضوء أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هل ترى ضوءاً في نهاية النفق؟ - أرى ضوءاً في نهاية النفق ، وإذا لم أر فسوف أوهم عيني أنني أرى ، اليأس موت ، وكلنا نكره الموت