قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري، إن الصحف المحليّة تستخدم الانتقاء في تناول مواضيع الهيئة، وإنها تتعرّض لما يحدث منها من سلبيات أكثر من الإيجابيات، في الوقت الذي تتجاهل فيه سلبيات الشركات والجهات المعلنة، وتتجاوز عن أخطائها. وقال القفاري خلال ندوة «الإعلام والهيئة» التي نظّمها كرسي الملك عبدالله للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة، في جامعة الملك سعود أمس في حضور رؤساء ومديري تحرير صحف وكتّاب ومستشارين في وزارة الثقافة والإعلام: «تظهر الانتقائية واضحة في الصحف السعودية عند تعاطيها مختلف الجوانب المتعلّقة بالهيئة، إذ يفوق حديثها عن السلبيات الحديث عن الإيجابيات، وكأن في الأمر تعمّداً، ولا سيما أن الصحف ذاتها تغض الطرف عن سلبيات الجهات المعلنة لديها، نظراً لارتباطها المادي بها». وفي مقابل ذلك، أقر بأن دوافع وسائل الإعلام المحلية نزيهة، وليست لديها أجندة غامضة «إلا أننا نتحفّظ على بعض أدواتها المهنية، لذا جئنا من خلال هذا الملتقى الذي يعدّ خطوة في الطريق الصحيح، بهدف الاقتراب من بعضنا، ولكي يدلي كل منا بما لديه، من دون أن نخلي مسؤوليتنا ونرمي بعضنا بالتهم». وانتقد بعض الأساليب الصحفية في صياغة المواد المرتبطة بالهيئة، لافتاً إلى أنها تعمل على وضع العناوين القوية والملفتة مثل «الهيئة تطارد، والهيئة تقتل»، معتبراً أن ذلك يحويه شيء من الإجحاف، كون من قام بعملية المطاردة أو القتل فرد وليس جهازاً كاملاً، مشدداً على أن هناك قضايا يصعب نشرها وتناولها، نظراً لأنها تتضمّن معلومات حساسة جداً، وتمس أعراض العائلات، مضيفاً: «لذلك نحن بحاجة إلى ترشيد النشر والاعتدال فيه، فليس كل شيء يمكن نشره». وأكد أن جهاز الهيئة لا يُحسب على أي تيار فكري أو سياسي داخل البلد أو خارجه، وأنها لم ولن تكون منفّذة لأجندات سياسية أو فكرية، مشيداً بتناول الإعلام الغربي للهيئة، وواصفاً إياه ب«المعتدل»، وتابع: «استفدنا كثيراً من طرح الإعلام الغربي، إذ وجدنا لديهم مهنية عالية وأمانة في النقل، واطّلعت بنفسي على مجموعة تقارير كانت عادلة إلى حد بعيد». وتعليقاً على مداخلة تتهم الهيئة بالتقصير في استقبال بعض وفود وزارة الثقافة والإعلام من الصحافيين الأجانب، أكد أنه ليس هناك إطار قانوني لدى الهيئة لمقابلة الوفود والنساء أو التعامل معهن، إضافة إلى أن هناك تقصيراً من وزارة الثقافة والإعلام معها، إذ تقوم بإرسال الوفد من دون مترجم، «ما يضطرنا إلى البحث عن مترجم (فزعة)، وأحياناً يأتينا الوفد مع سائق لا يعلم عن الوفد شيئاً». مطالبات بتشديد عقوبة «الخلوة» استأثرت قضايا الخلوة وتعامل رجال الهيئة إزاءها، بنصف ساعة من النقاش خلال ندوة «الإعلام والهيئة»، وأدلى المتحدثون بآرائهم حولها، وبالأساليب التي يرون أنه من اللازم تطبيقها معها، إذ طالب مدير تحرير صحيفة «عكاظ» الدكتور محمد الحربي، بعدم التفرقة في التعامل بين الشاب والفتاة عند ضبطهما في خلوة غير شرعية، مشيراً إلى أنهما يعتبران على وضع واحد ليس فيه اختلاف، متسائلاً عن ترك الفتاة وتسليمها لأسرتها سريعاً، والقيام بسجن الشاب وتطبيق العقوبة عليه، مطالباً بتفعيل العقاب على الطرفين كليهما، حتى لا يتساهل الناس مع هذا الخطأ. في حين رفض الكاتب في صحيفة «الرياض» الدكتور يوسف أباالخيل هذا الأسلوب، معتبراً أن من الخطأ تطبيق ذلك في مجتمع إسلامي كالمجتمع السعودي، مبرراً رفضه بأن المرأة تنقل عيبها بعكس الرجل، في حين أكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدكتور عبدالمحسن القفاري، أن الهيئة تتشدد في قضايا الخلوة وتتعامل معها بصرامة، حتى لا يشيع البغي ويكثر اللقطاء.