أصدر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فتوى جديدة يؤكد فيها أن "ختان الإناث" الذي تمارسه بعض الدول الإسلامية وفي مقدمتها مصر والسودان "غير جائز"، بناءً على الدراسات العلمية من المتخصصين والعلماء الذين أكدوا أن "الختان" يلحق ضررًا جسديًا ونفسيًا بالإناث، كما يؤثر على مستقبل حياتهن الزوجية. وقال القرضاوي، في الفتوى التي أصدرها الأسبوع الماضي ونشرها على موقعة على شبكة الإنترنت، إنه قرر مخالفة من سبقوه من علماء وفقهاء المسلمين في قضية ختان الإناث "لمنع الضرر وسد الذريعة التي تؤدي إلى الفساد"، وأضاف: أن العلماء والفقهاء الذين سبقوه أفتوا بضرورة ختان الأنثى لأن عصرهم لم يعطهم من المعلومات والإحصاءات ما أعطانا العصر الحالي من المعلومات. وأشار رئيس اتحاد علماء المسلمين، في الفتوى التي قد تسبب في "إثارة ردود فعل رافضة ومنددة من بعض الفقهاء والجماعات الإسلامية الأصولية والسلفيين"، إلى أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال، قائلاً: إن الفقهاء السابقين ظهر لهم ما ظهر لنا لغيروا أرائهم خاصة وإنهم كانوا يدورون مع الحق حيث دار. وقد رد القرضاوي على مئات الرسائل التي وصلته طلبًا للرأي الشرعي فى هذه القضية، قائلاً: إن ختان الإناث أو خفضها بالطريقة التي يجري بها الآن وبغير "مسوغ يوجبه"، أمرا غير مسموح به، ومحظور شرعًا، كما يدخل ضمن باب "أنه تغيير فى خلق الله الذي هو من عمل الشيطان، كما أنه لا يوجد أي إذن من الله به". واختتم فتواه بالتأكيد على أن الأدلة من القرآن والسنة والإجماع والقياس لا يوجد بها "دليل واحد" على وجوب ختان الإناث ولا على استحبابه، فهناك من يقول انه واجب أو مستحب أو مكرمة، فى حين أنه يمكن أن يتم منع بعض الأمور الجائزة والمباحة إذا ثبت أن من ورائها مفسدة أو ضرر". ومن جهة أخرى، أكد القرضاوي تأييده لموقف شيوخ الأزهر وعلماؤه الخاص بإباحة نقل وزراعة الأعضاء، مؤكدا أن السعودية التي "توصف بالتشدد الفقهي والوقوف على النصوص الحرفية للفقه الإسلامي أجازت نقل وزراعة الأعضاء"، وقال: إن جسم الإنسان وان كان ملكا لله فان الله أعطى الإنسان الولاية على جسده ليمكنه التصرف فيه ولم يحرم التبرع بالدم. كما أجاز العالم الكبير نقل الأعضاء من الأحياء للأحياء على أن يكون ذلك الأمر فى صورة تبرع، فالتبرع يعتبر صدقة مع التقييد بأنه لا يجوز التبرع بالعضو الذي لا يوجد له مثيل كالكبد والقلب أو العضو الذي لا يمكن الاستغناء عنه، كما لا يجوز التبرع بالأعضاء التناسلية حتى بعد وفاة الإنسان لأنها تظل حاملة للشفرة "الجينية"، مؤيدًا نقل الأعضاء من الميت بموت "جذع المخ" الذي أصبح من المستحيل العودة للحياة.