عرضت جريدة الوطن السعودية في تقرير نشرته صباح الاثنين انتقادات عدد من المهتمين بالإنتاج الدرامي السعودي لبعض المسلسلات السعودية التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي. ففي الوقت الذي كان الجمهور ينتظر أعمالا تدعم الصورة الزاهية عن إنسان هذا البلد، أخذت بعض المسلسلات السعودية على عاتقها إظهاره بصورة ساذجة وسطحية. ويرى الكاتب والناقد محمد السحيمي أن بعض المسلسلات قدمت صورة الإنسان السعودي بأنه سطحي وساذج وسريع الانفعال، وغير مدرك لأبعاد قضاياه وهذه مصيبة كبيرة"، يقول "حلقة الخادمة السعودية في مسلسل "سكتم بكتم" أظهرت الخادمة، وكأنها تفرح بما تحصل عليه من هبات في القصور، وحتى عندما أرادوا معالجة الموضوع، وجدوا الحل في الشتيمة حيث انتهت مهمة الخادمة عندما نعت أحد الأشخاص ابنها ب"ولد الشغالة"، وهذه عنصرية وانتقاص من قيمة عمل الخادمة والخادمات اللاتي يعملن لدينا". وأضاف السحيمي "خذ مثلا نقطة فهم الزوجات السعوديات لموضوع التعداد في مسلسل "مزحة برزحه" حيث أظهرتهن الحلقة بصورة ساذجة وسطحية جدا" ويضيف "مسلسل"بيني وبينك" أيضا في معالجته لقضية الإرهاب فيه تسطيح شديد لقضية مهمة وجوهرية، كما أن مسلسلات "سكتم بكتم" و"بيني وبينك" و"مزحة برزحه" حطت من قدر حكم الكرة السعودي، وكأنه لم يقم بالتحكيم في كأس العالم. ويستشهد السحيمي بأربعة أعمال سعودية تدعم هذه الصورة من ضمن أعمال كثيرة مضيفا "لنأخذ قضية الاختلاط مثلا، لم تضف حلقة مسلسل طاش ماطاش" لها شيئا، لم تأت بشيء مختلف عما طرحته الصحافة، فلاعقدة ولاحبكة في الموضوع". ويضيف "أيضا حلقة الخادمة السعودية في مسلسل "سكتم بكتم" لم تقدم بشكل جيد، حيث أظهرت الخادمة وكأنها تفرح بما تحصل عليه من هبات في القصور، وحتى عندما أرادوا معالجة الموضوع، وجدوا الحل في الشتيمة حيث انتهت مهمة الخادمة عندما نعت أحد الأشخاص ابنها ب" ولد الشغالة"، وهذه عنصرية وانتقاص من قيمة عمل الخادمة ومختلف جنسيات الخادمات اللاتي يعملن لدينا. في الوقت الذي أغفلوا من خلال الحلقة مشكلة الخدم من ناحية اقتصادية واجتماعية". ويتابع السحيمي "خذ مثلا نقطة فهم الزوجات السعوديات لموضوع التعداد في مسلسل "مزحه برزحه" حيث أظهرتهن الحلقة بصورة ساذجة وسطحية جدا". ويواصل السحيمي انتقاده لبقية المسلسلات مضيفاً "مسلسل"بيني وبينك" أيضا في معالجته لقضية الإرهاب ينطبق عليه نفس الكلام، ففيه تسطيح شديد لقضية مهمة وجوهرية، كما أن مسلسلات "سكتم بكتم" و"بيني وبينك" و"مزحه برزحه" قامت بالحط من قدر حكم الكرة السعودي، وكأنه لم يقم بالتحكيم في كأس العالم . وينتهى السحيمي إلى أنه من كل ماسبق قدمت هذه المسلسلات الأربع صورة الإنسان السعودي بأنه سطحي وساذج وسريع الانفعال، وغير مدرك لأبعاد قضاياه وهذه مصيبه كبيرة". من جانبه طالب رئيس جمعية المنتجين السعوديين محمد الغامدي وزارة الثقافه والإعلام بإشراف الجمعية على كامل الأعمال التي تصور داخل أراضي السعودية يقول "لكي توضع الأمور في سياقها الصحيح، لابد من إشرافنا في الجمعية على كامل الأعمال التي تصور في بلدنا، كما يحدث في كل النقابات الفنية، حيث تعرض عليها النصوص، وتجيزها، وتشرف على تصويرها، هذا العام لم يعرض علينا سوى 10 أعمال منها خمسة أعمال للتلفزيون السعودي ". وأبدى الغامدي استغرابه من وجود أشخاص في الساحة لاعلاقة لهم بالإنتاج الفني، مشيرا إلى وجود جهات تقوم بمنحهم تراخيص لتصوير أعمالهم. وأضاف "صار كل من هب ودب منتجاً، لكن الإنتاج ليس توفير المال فقط ، فالإنتاج ثقافة ، لايمكن لمقاول وتاجر خضار أن يكون منتجاً جيداً مهما امتلك من الأموال" وأشار إلى "مخالفات مازالت ترتكب مثل تصوير السعودي بالزي العسكري وبالسيارت الرسمية للجهات الأمنية، رغم صدور تعميم من وزارة الداخلية بمنع هذا الأمر". وبرأ الغامدي ساحة التلفزيون السعودي من الإساءة إلى صورة المواطن السعودي وقال "التلفزيون السعودي يراقب بشكل ممتاز الأعمال التي تعرض على شاشته ، الإساءة تأتي من قنوات أخرى التي تضع الشؤون التسويقيه في مقدمة أهدافها " وتمنى الغامدي أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بإلزام جميع المنتجين ومن لديهم أعمال بالانضمام لجمعية المنتجين السعوديين التي صدرت موافقة مجلس الوزراء ووزارة الإعلام على انطلاقتها منذ أكثرمن ثلاث سنوات، لكي تستطيع الجمعية محاسبة أي متجاوز". يقول" نحن في الاتحاد نراقب جودة الأعمال ونناقش المنتجين فيما سينتجونه، وبذلك نوفر عليهم هدر الأموال بإنتاج أعمال سخيفة" ووصف الغامدي الكوميديا التي عرضت هذا العام بأنها سخيفة، وقال "لقد كان بيننا وبين السخافة شعرة واحدة تم تجاوزها هذا العام بالمسلسلات التي قدمت على أنها مسلسلات سعودية". وأكد الغامدي أن المملكة دولة رائدة وقائدة، وينظر إليها كدولة محورية في المنطقة، لكن القنوات التلفزيونية المحسوبة على المملكة لا تعكس هذه الصورة، بل تقدم ما يحدث في المملكة بصورة سلبية". ويرمي مديرعام مؤسسة جديدة للإنتاج المنتج السعودي خالد المسيند بالكرة في ملعب الأعمال التراجيدية متهما إياها بتعرية المجتمع، مضيفا في هذا السياق " التلفزيون جهاز يدخل كل بيت، ولابد من مراعاة هذه النقطة، وبعض المسلسلات لم تراع قدسية شهر رمضان، ولم تحترم تنوع الشرائح التي يصل لها البث التلفزيوني، حيث شاهدنا بعض مشاهد الرقص وغيرها". وأضاف أن "الإساءة لصورة المجتمع وتعريته أتت من بعض المسلسلات الاجتماعية، حيث قاموا بتضخيم بعض المشكلات التي تحدث في أي مجتمع". وحول المسلسلات الكوميديه السعودية قال المسيند " لا أعتقد أن الكركترات التي يقوم بها بعض الفنانين الكوميديين السعوديين مثل القصبي والسدحان وحسن عسيري أو المالكي أو العيسى تعتبر إساءه إطلاقا ، ففي فن الكوميديا لابد من المبالغة لكي تظهر هذه الشخصيات" . وانتقد المخرج السعودي محمد الجفري الأداء السيئ للمسلسلات التلفزيونية السعودية التي عرضت في رمضان ، وقال الجفري إن أسوأ المسلسلات التي مرت علي في حياتي كلها كان مسلسل "بيني وبينك ، وأنا أطلب من الممثلين الذين قاموا بالتمثيل فيه أن يقفوا أمام المرآة، ويسألوا أنفسهم.. هل هذا تمثيل أم تهريج؟ ، فهذا المسلسل بلا هوية، ولا محتوى ولا رسالة، وقد أساء كثيراً إلى شخصية الإنسان السعودي، بل إنه أساء للمملكة ولكل عربي ومسلم". ولم يسلم مسلسل "طاش ماطاش" من انتقادات الجفري وقال إن "بعض حلقاته كانت تسخر بالمواطن وتهزأ منه، وقد صورته غبياً وساذجاً ، ولا يستطيع التفكير. وأبدى الجفري تعجبه من قدرة بعض القنوات التلفزيونية على تقديم ما أسماه تهريجاً على أنه فن كوميدي، مشيرا إلى أن جميع القنوات المحسوبة على المملكة تستخف بالرسالة الإعلامية التي تبثها عن المملكة، ومنها المسلسلات السيئة التي تظهر المواطن كشخص بلا قيمة. وعرج الجفري على التلفزيون السعودي، وقال "على الرغم من أنه قدم أفضل مما قدمته القنوات الأخرى، إلا أن هناك أخطاء في الإخراج والتصوير في المسلسل الذي شارك فيه فايز المالكي "سكتم بكتم". ووصف الإنتاج السعودي بأنه بخيل في الإنفاق على الأعمال التلفزيونية ، وبالمقارنة مع الإنتاج الخليجي يبدو أننا لم نتقدم خطوة واحدة على حد تعبيره.