ثلاثون يوما من البث المتواصل لحلقات المسلسلات السعودية في شهر رمضان والمحصلة النهائية عدم رضا كامل من الجمهور تجاه الأعمال المحلية، فالمسلسلات أصبحت نسخا كربونية من بعضها كلها تطرح نفس الأفكار على طريقة القص واللصق من الصحف والخطب فلاسيناريو محبوك بشكل جيد ولا قوالب درامية مقبولة ولا أداء تمثيلي جيد، بل أن التهريج طغى على التمثيل فتحولت جل المسلسلات المحلية إلى سيرك للتهريج أكثر منه حلقات تقدم أفكارا إيجابية وتعالج مشكلات المجتمع بأسلوب مقبول وغير صادم، ولم تقف أزمة الدراما المحلية في رمضان على هذه الأمور، بل تحولت الأعمال من منابر لمعالجة الأخطاء وطرح مشكلا المجتمع إلى منابر للسخرية والاستهزاء وتشويه صورة المجتمع السعودي والنيل من الجنسيات الآسيوية والإفريقية بطريقة غير أخلاقية ولا إنسانية على الإطلاق، مبرزة عامل العنصرية في الطرح على حساب المهنية والاحترافية في صناعة الدراما. والمشكلة الكبرى أن الأخطاء تقع كل عام دون إيجاد معالجة لها، بل أنها تتفادح رغم محاولة بعض صناع الدراما انتشال أعمالهم من هذه السقطات؛ إلا أن الاستسهال في تنفيذ الأعمال وأدئها والاعتماد على نصوص ركيكة مدرسية تتخذ من المقالات والمواد الصحافية وسيلة لملأ الحوارات الدرامية وطرحها بقالب مدرسي بدائي تنسف كل جهود الارتقاء بالأعمال الدرامية. هذه الرؤية أكدها الناقد الفني محمد السحيمي، مرجعا تدني وضع الدراما المحلية إلى وجود الأمية الدرامية وعدم محاولة، رافضا إبداء رأيه في الدراما المحلية هذا العام. وأرجع الكاتب والناقد الفني عبد الرحمن الوابلي، أحد كتاب مسلسل طاش، انخفاض مسلسل طاش إلى عدم وجود عمل منافس له، وشدد على أن أزمة الدراما المحلية تعود لعدم الاستعانة بالمواهب الشابة في الكتابة والإخراج والتمثيل مقابل سيطرة أسماء معينة على هذه الأعمال، داعيا إلى استثمار التنوع الجغرافي والغنى الثقافي بإيجاد مسلسلات تحاكي مناطق المملكة لاتتخذ الشكل الكوميدي فقط في طريقة الطرح. ولم يقف الاعتراض عند النقاد، بل أن الجمهور نفسه أبدى انزعاجه من انخفاض سوية الأعمال المحلية فمحمد النجمي يرى أن الأعمال هذا العام باستثناء بعض الحلقات من طاش وبيني وبينك وسكتم بكتم ومزحة برزحة جاءت جامدة وبعيدة عن الكوميدية وهي تهريج في تهريج. وقال محمد عمر بافضل: إن الدراما السعودية تطرح في بعض الأحيان أفكارا لكنها تقدم بطريقة ساذجة وقالب غير مقبول للمجتمع. ورغم حجم النقد الكبير للدراما المحلية هذا العام إلا أنه لايمكن إغفال نواحي إيجابية اتضحت بصورة أكبر هذا العام، مثل الاعتماد على المخرج السعودي الشاب مثل ظهور المخرج سمير عارف في طاش وعودة المخرج المخضرم خالد الطخيم للواجهة من جديد. وتكوين بعض الثنائيات الفنية الجديدة مثل محمد العيسى وريم عبد الله في مزحة برزحة.