انطلقت باكورة المسلسلات الرمضانية مساء أمس على عدد من القنوات الفضائية التي كان يترقبها المشاهد العربي في كل مكان، والتي اعتاد على متابعتها، وخاصة بعد المغرب في وقت ذروة المشاهدة. ومن أبرز تلك المسلسلات الدرامية التي عادة ما تنطلق بها تلك القنوات مسلسل طاش ما طاش في جزئه السابع عشر، ومسلسل بيني وبينك في جزئه الرابع، وغيرها، كما أطلت مسلسلات أخرى جديدة مثل مسلسل «سكتم بكتم»، ومسلسل «مزحة برزحة» على التلفزيون السعودي. وعرضت هذه المسلسلات عدداً من الأفكار التي كانت في بعضها جديدة، وجريئة، والبعض الآخر كان رتيباً ومكرراً في فكرته، وفي طابعها الدرامي كذلك، وحتى في أداء الممثلين فيها. وانطلق التلفزيون السعودي بمسلسلين كان الأول من بطولة فايز المالكي في مسلسل «سكتم بكتم»، وكان المالكي قد انفصل عن الثنائي راشد الشمراني، وحسن عسيري، ومسلسلهما بيني وبينك، على ال mbc ويعد ظهوره عبر التلفزيون السعودي تحد جديد يخوضه المالكي في سباق الصراع لكسب المشاهد العربي. وطرح المالكي مع الممثل علي المدفع فكرة جديدة، وجديرة بالنقاش وهي الخادمات السعوديات، والتي ظهرت مؤخراً في الوسط السعودي، وأثارت أيضاً جدلاً كبيراً إذ كيف يمكن أن تكون هناك خادمة سعودية في السعودية، أو خارج السعودية، ورأينا من خلال الأداء الذي قدمه المالكي في المسلسل وضوح الفكرة والوصول إلى الهدف المنشود من الحلقة، وهو ما سيمكن المسلسل من جذب المشاهد إليه خلال الأيام المقبلة من هذا الشهر، وهي بداية يمكن أن يقال أن التلفزيون السعودي استطاع أن يكسبها اليوم، وذلك بعد أن عرض الممثل محمد العيسى أيضاً في مسلسل «مزحة برزحة» فكرة المسلسلات التركية وأثرها على المشاهد العربي والسعودي بشكل خاص، وإن كانت الفكرة مكررة من الأعوام الماضية إلاّ أن نقاش الموضوع في طابعها الدرامي لا بد أنه ترك أثراً في نفس المشاهد. وفي المقابل عادت تجربة طاش ما طاش في نسخته 17 بعد العام الماضي وبعد أن توقف لمدة عام واحد، وطرح الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان من خلال حلقة الأمس مشكلة تلامس هموم السعودة، وخاصة في الشركات الخاصة، وما يحظى به المستثمر الأجنبي من ميزات في السعودية عكس ما يفتقده السعودي إذا ما أراد تنفيذ مشروع خاص، وتعد الحلقة برأي كثير من المتابعين من الحلقات القوية جداً، والتي تمثل انطلاقة قوية أيضاً لمسلسل طاش ما طاش 17. ويعد غياب فايز المالكي عن مسلسل بيني وبينك في جزئه الرابع خسارة كبيرة وفراغاً واضحاً بعد أن ارتبط المشاهد بالثلاثي حسن عسيري وفايز المالكي وراشد الشمراني في الأجزاء السابقة من المسلسل، ولم يكن غياب المالكي هو المؤثر الوحيد في المسلسل فكذلك الفكرة المطروحة لم تكن جديدة، في معناها ولا في مبناها، وكان يمكن أن تطرح مشكلة الفتاوى على الفضائيات، ونمطية المجتمع في التعامل مع قضاياهم بطريقة أخرى، وتخرج كذلك بعلاج وحل واضح لهذه المشكلة، وهو ما عجز عنه المسلسل حيث فاجئ المشاهد في نصفه الثاني بالحديث عن مرض انفلونزا الخنازير، بطابع كوميدي مكرر، فالأفكار كانت قوية سيما الفكرة الأولى، ولكن آدائها لم يرتقِ للمستوى المطلوب، ليعود مع هذه البداية حديث الأعوام الماضية عن ضرورة توقف هذا المسلسل في ظل العجز الواضح في الاستمرارية وهو ما ستنبئ به الأيام القادمة من هذا الشهر.