ردت إيران أمس، على بيان مجلس التعاون الخليجي، الذي صدر أمس الأول في ختام اجتماع المجلس في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، والذي دعا إلى إيجاد حلّ للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وفق التحكيم الدولي، وأكدت على مواقفها السابقة بأن الجزر إيرانية وستبقى كذلك إلى الأبد، كما اتهمت بيان دول التعاون بالتدخل في شؤونها الداخلية. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مهمان برست أن الجزر الثلاث في الخليج ستبقى إيرانية للأبد وأن تعمد تكرار طرح المواقف من قبل الأطراف الأخرى لن يساعد على رفع الإشكالات وترتيب الأوضاع الإدارية في جزيرة أبو موسى". والى جانب جزيرة ابو موسى هناك جزيرة طنب الكبرى وطنب الصغرى. وترفض إيران أي نقاش أو حوار ثنائي حيال الجزر الثلاث وتعتبرها جزءا لايتجزأ من الأراضي الإيرانية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية "فارس" عن برست، قوله: "إن الجزر إيرانية للأبد وإن تكرار إطلاق التصريحات لا أساس له كما أن التحدث بمثل هذه الأمور يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي الإيراني بما يستوجب الإدانة". واضاف الناطق باسم الخارجية الايرانية "ان الاصرار على قلب الاوضاع بهذا الشكل يؤدي الى تشويش الاذهان لدى الراي العام وحرفها عن القضايا المهمة في المنطقة والعالم الاسلامي ومنها الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني". وكانت وكالة انباء الامارات قد نقلت نهاية شهر ابريل/نيسان الماضي عن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله قوله ان "احتلال أي أرض عربية هو احتلال، وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو جنوب لبنان او الضفة الغربية او غزة، واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، فالاحتلال هو الاحتلال، ولا توجد ارض عربية أغلى من أرض عربية أخرى". ولم يعجب إيران هذا التشبيه، حيث شنت وسائلها الإعلامية المختلفة هجوما حادا على دولة الإمارات واتهمت الشيخ عبد الله بن زايد بتنفيذ أجندة غربية للنيل من "الصمود" الإيراني في وجه الغرب على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن بريطانيا وأمريكا سعتا دوما لإثارة الفرقة في المنطقة, معتبرا أن صوت بريطانيا انطلق من حنجرة وزير الخارجية الإماراتي. وأضاف بروجردي في تصريح لوکالة "مهر" الحكومية للانباء، ردا على عبدالله بن زايد حول الجزر قائلا إن الضغوط التي تمارسها أمريكا وبريطانيا على الدول العربية هي السبب وراء طرح هکذا مطالب. وأكد أن هذا هو صوت بريطانيا ينطلق من حنجرة أخرى, وها نحن نسمعه على لسان وزير الخارجية الإماراتي، معتبرا أن هذه التصريحات لا تليق بمسؤول في دولة مجاورة لأنها تثير الفرقة. في السياق ذاته أكد النائب حشمت الله فلاحة بيشة أن الجزر الثلاث إيرانية ولا توجد قوة في الدنيا تستطيع سلخها من الجسد الإيراني. واتهم بيشة وزير الخارجية الإماراتي بأنه يعمل بتأثير إسرائيل وأمريكا. اما نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى النائب اسماعيل كوثري، فاعتبر تصريحات الوزير الاماراتي بانها "من ايحاءات الصهاينة"، موضحا "ان الذين باعوا انفسهم الى الصهاينة، ولايفكرون في مصالح شعبهم ووطنهم، وفي ضوء رغبتهم في الارتهان بالكيان الصهيوني والعمالة له، ينطقون بمثل هذه التصريحات". الى جانب ذلك، استدعت الخارجية الايرانية القائم بالاعمال الإماراتي في طهران للإعراب عن احتجاجها على تصريحات الشيخ عبد الله. وحذرت الخارجية الايرانية من مغبة هذه التصريحات "غير المسؤولة"، وأکدت "ملكية ايران الأبدية للجزر الثلاث". كما لفتت الى "ان طهران لن تقبل باحالة قضية الجزر على محکمة العدل الدولية". كما هددت إيران دولة الإمارات وجميع من وصفتهم ب "الدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة"، من العودة إلى تكرار مضمون التصريحات التي أدلى بها الشيخ عبدالله بن زايد. وتشكل الجزر العربية الإماراتية، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، أهمية استيراتيجية من خلال الممرات المائية، وأصبحت محط أنظار الدول الكبرى في العالم، بعد الحرب العالمية الثانية واكتشاف البترول فيها، لحاجة هذه الدول إلى فرض سيطرتها على كل مصادر الطاقة.