(CNN) -- شجبت الحكومة الإيرانية السبت بحدة تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الأسبوع الماضي، انتقد فيها موقف إيران في الخلاف حول الجزر الثلاث المتنازع عليها بين البلدين، وقال إن الاحتلال هو نفسه بكل مكان، وإنه لا يقارن بين إيران وإسرائيل. وقال الوزير الإماراتي، خلال جلسة استماع نظمها المجلس الوطني الاتحادي "البرلمان" لمناقشة موضوع سياسة الوزارة الثلاثاء الفائت، إن ملف الجزر: "يشكل عاملا سلبيا في العلاقة بين البلدين وستظل مؤلمة بالنسبة لكل مواطني الإمارات." وعلق على تمسك إيران بسيادتها على الجزر ووصفها للخلاف حولها بأنه أمر ناتج عن "سوء فهم" بالقول: "احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى،" وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية. والسبت، ردت إيران، وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ، رامين مهمانبرست، الذي حذر الإمارات من تكرار مثل هذه التصريحات التي جرت فيها "مقارنة الجمهورية الإسلامية ب"الكيان الصهيوني"، وفق وكالة "مهر" للأنباء. وأبدى مهمانبرست، في تصريحات نقلتها الوكالة شبه الرسمية، تشككه في أن التصريحات التي نسبت إلى وزير الخارجية الإماراتي، ربما أخرجت عن سياقها، إلا أنه عاد وحذر دولة الإمارات من تكرار مثل هذه التصريحات. وأضاف قائلاً: " فيما يتعلق بتصريحه حول الجزر الإيرانية الثلاث، ننصح المسؤولين في الإمارات والدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة بأن يتوخوا الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات." وتابع: " إن ما نقل حول الجزر الإيرانية الثلاث والمقارنة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الغاصب للقدس، أثار حساسية بالغة لدى الشعب الإيراني"، طبقاً لما أورد المصدر. ومجدداً، رجح الناطق باسم الخارجية الإيرانية إخراج تصريحات وزير الخارجية الإمارات، التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية في الدولة، عن سياقها. وشدد على أنه " في حالة صحة صدور هذه التصريحات فإننا نشعر بأنه سيكون من الصعب السيطرة على مشاعر الشعب الإيراني تجاه هكذا تصريحات غير مدروسة ". وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية من تكرار هكذا تصريحات, مضيفا "أن تكرار هذا الكلام سيواجه برد شديد من قبل الشعب الإيراني, وفي حال خروج التصريحات عن الحد المتعارف فإن رد إيران سيأتي متناسبا مع تلك التصريحات"، على ما أوردت "مهر." وتتهم الإمارات العربية المتحدةإيران باحتلال طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وهي جزر سيطرت عليها إيران عسكريا في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1971، في حقبة نظام الشاه قبل الثورة الإسلامية، وذلك قبل أيام على قيام الاتحاد بين الإمارات المكونة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971. وكان وزير الخارجية الإماراتي قد انتقد خلال الجلسة ما وصفه ب"موقف إيران المتعنت والرافض لكل مبادرات الإمارات لحل القضية بالتفاوض المباشر أو التحكيم الدولي،" واتهما بعدم السماح بالتواصل مع سكان الجزر أصحاب الأصول الإماراتية، ومنه وصول المساعدات ومواد البناء أو الخدمات الأخرى إليهم.