في حين يتحفز المشاهد العربي والمستثمرون في مجال الإعلام لمعرفة خفايا مشروع قناة إخبارية ارتبطت بوادر تأسيسها باسم إمبراطور الإعلام الغربي "موردوخ" بصفته رئيساً لمجلس إدارة يجلس على أحد كراسيه الأمير الوليد بنسبة تقل قليلاً عن الستة بالمائة، فان الوسط الإعلامي في السعودية يتحفز لمراقبة التجربة التلفزيونية الأولى لخمسيني قضى غالبية عمره على خط النيران الصحافية الفاصلة بين الليبرالية والوسطية . ففي الرياض وداخل مبنى شركة المملكة القابضة، بدأ فعلياً العمل على إنشاء القناة الإخبارية التي أعلن عنها قبل بضعة أشهر الأمير الثريّ الوليد بن طلال، عبر طاقم سيديره رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية المقال جمال خاشقجي. خاشقجي كشف لشبكة "ايلاف" عن أن المحطة الجديدة ستكون مستقلة مئة بالمئة، مؤكداً أنها لن تكون ذات توجه ليبرالي كما يُشاع، بل تعبر عن إحتياجات الجمهور السعودي والعربي عبر خط إصلاحي وتنموي يسهم في بناء الانسان بعيداً عن عبث الأيديولوجيات والأجندة المعدة مسبقاً - كما يقول - . وفي ما يتعلق باسم القناة قال إنه لم يتم حتى الآن تسمية القناة وهناك بحث وأسماء متداولة لم يُستقر على اختيارها، نافياً ان تسير القناة الاخبارية التي يعمل على إظهارها وفق أجندة القنوات الإخبارية المملوكة لإمبراطور الإعلام الأميركي ورئيس مجلس إدارة شركة "نيوزكورب" روبيرت موردوخ الذي يعتبر الأمير الوليد شريكاً فيها بحصة 5.7% ، مشدداً على أن القناة ستكون مستقلة مهنياً وفنياً. موقع القناة لم يتحدد بعد، هذا ما كشفه خاشقجي، لكنه وضع المنطقة الخليجية في قلب حديثه، ملمحاً الى أن الإتجاه يقودها الى العواصم التي صنعت مُدُناً إعلامية ك "دبي، وأبو ظبي، والمنامه"، تاركاً هذا الخَيار إلى معلومات أكثر سيُكشف عنها كما أفصح ل "ايلاف" في آب القادم. 6 أشخاص هو عدد الفريق الذي سيشكل رؤية القناة وطريقة عملها، وفقاً لخاشقجي، يقومون بدراسات بحثية وجولات ميدانية على التجارب التلفزيونية الاخبارية المماثلة، ويلتقون بشكل دوري مع المثقفين والمؤثرين في اتخاذ القرار ليُشكلون المعالم الأولى لوجه الشاشه الجديدة. رئيس التحرير الأكثر إستقبالاً لهجمات المجتمع السعودي في المملكة لم يخف قلقه من هيبة التجربة التلفزيونية خاصة أنها الأولى التي يخوضها مهنياً، كما لم ينفِ وجود حديث مسبق واهتمام من جهات مختلفة قبل خروجه من الوطن لخوض تجارب جديدة، لكنه كما يقول "أحب أن يخوض التجربة التلفزيونية رئيساً ومحركاً وفاعلاً بعد أن كان مشاركاً ومحاوراً في برامج تلفزيونية وإذاعية. خاشقجي تنفس في آخر حديثه لشبكة "ايلاف" الإليكترنينة رداً على مخالفيه بقوله: "أنا لا أصنع الكوابيس هم الذين يصنعونها وهم الذي يصدرون التصنيفات وهذا التيار بدأ يختفي ضوءه كلما أدرك المجتمع ضعف مزاعمه وصراخه، في إشارة إلى التيار الديني المتطرف - بزعمه - ، ما أتمناه هو التفاهم والمصالحة وإختفاء هذه التوجسات وإلغاؤها، داعياً الكبار والقابضين على يد القرار إلى عدم الإستماع الى هذه الأصوات". مضيفاً أن التطور ماضٍ على غير هواهم".