تعهد جمال خاشقجي، مدير عام قناة الإخبارية التي يملكها الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، أن يتيح لرموز التيار الإسلامي أينما كانوا الظهور على القناة من خلال البرامج الحوارية والثقافية والدينية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يسمح لأحد باختطاف القناة وظيفيا أو حتى من أجل مصالح فئوية، وزاد «القناة شاملة، شعارها الهم العربي، إلى جانب الاهتمام برصد الحراك التنموي في المملكة، كما ستتواجد في فضاءات الدول العربية بلا استثناء، وستعتني مهنيا بالأحداث العالمية التي تهم وجع الإنسان العربي». وتأتي تصريحات خاشقجي إثر قرار أصدره أمس الأول صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، بتعيينه مديرا عاما ورئيسا لتحرير القناة الإخبارية التي يملكها الأمير الوليد بالكامل، وشغل خاشقجي، الذي يبلغ من العمر نحو 50 عاما قبل ذلك، رئاسة تحرير صحيفة الوطن السعودية وعمل في مواقع قيادية متقدمة في صحيفتي المسلمون وعرب نيوز الناطقة باللغة الإنجليزية، إضافة إلى اشتغاله في الصحافة المكتوبة طوال 29 عاما؛ أي منذ تخرجه في جامعة ولاية إنديانا عام 1982م. وتحدث ل«عكاظ» المدير العام ورئيس التحرير مشيراً إلى أن المشاهد العربي سيكون على موعد مع قناة تطبق أعلى درجات المهنية والاحترافية في الإعلام المرئي بعد عام من الآن، وأنها ستخوض معركة شعارها الاحترام والمهنية مع القنوات الإخبارية القائمة حاليا (الجزيرة والعربية)، مشددا على أن سياسة القناة لا تشجع مطلقا نهب الكفاءات العاملة في القنوات القائمة، لكنها في الوقت ذاته لن تتردد في قبول من يتقدم لها من المؤهلين للعمل في الإعلام التلفزيوني، وستبذل قصارى جهدها لتوفر مساحة ملائمة وبيئة مثلى للشباب السعودي المتقن لفنون الإعلام الحديث. وكشف جاشقجي الذي يعد واحدا من أبرز الصحافيين العرب إثارة للجدل، عن أن القناة ستتناول إلى جانب النشرات الإخبارية والتقارير، ملفات مسكوتا عنها رغبة في خدمة المشاهد وتلامس وجعه، وبالتالي وضع القناة على خريطة الإعلام العالمي المتقدم. وعن الميزانية المعتمدة، أوضح أن الأمير الوليد بن طلال المالك للقناة «تعهد بتوفير الدعم المالي الذي يحقق النجاح، وستكون لدينا ذراع تسويقية على درجة عالية من المهنية لتحقيق التعادل بين المصروفات والإيرادات، وصولا إلى تحقيق أرباح مجزية، كون الإعلام أصبح صناعة لها أصولها وتقاليدها وقوانينها وأطرها التي لا يمكن القفز عليها». وحول مقر القناة المقترح بين أن «القناة ستتواجد في كل الدول العربية بلا استثناء، وفضاء الإعلام العربي مفتوح بالكامل، اللجنة الهندسية تدرس إمكانية تملك أقمار بث بالكامل أو الدخول في تحالفات تضمن البث على مدار الساعة، كما نبحث خيارات أفضل لمركز القناة الرئيس الذي لن يخرج عن أربع مدن هي (دبي، أبوظبي، الدوحة، والبحرين). وخلص خاشقجي إلى التأكيد على أن أعمال تأسيس وإطلاق القناة بدأت تسير بحيوية داخل مبنى شركة المملكة التي تملك حصة تقدر ب7 في المائة من الأسهم العادية في شركة نيوزكورب Newscorp الإعلامية التي يرأس مجلس إدارتها روبيرت موردوخ، مضيفا أن القناة الجديدة ستكون مستقلة 100 في المائة، ولن تكون لها أجندة ليبرالية، وستعبر عن احتياجات المشاهد على امتداد رقعة الوطن العربي بعيدا عن الأيديولوجيات، داعيا الإقصائيين ومن يحاولون التحدث باسم الدين إلى الدخول في حوار جاد مع الليبراليين، منبها «الدين ليس لأحد دون آخر، الدين الإسلامي يريد للفرد حياة أفضل وسعادة، ومصلحة الوطن هي الأهم». يذكر أن شركة المملكة القابضة تمتلك حصة تصل إلى 29.9 في المائة في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (SRMG)، التي تتولى نشر صحف عدة من أهمها الشرق الأوسط والاقتصادية وعرب نيوز ومجلات متنوعة مثل المجلة، سيدتي، الرجل، وهي، إضافة إلى الشركات التابعة للمجموعة مثل شركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة، وشركة المدينةالمنورة للطباعة والنشر.