تعمل صحيفة الوطن السعودية وهي الأكثر إثارة في السعودية على مبدأ جديد في هيكلتها التحريرية والإدارية، في الوقت الذي سارت فيه شكوك حول استغناء الوطن عن العديد من القيادات العليا في التحرير ولجوئهم إلى القضاء في خطوة مشحونة ضد إدارتها، فهل هذه توابع خروج رئيسها "المستقيل"جمال خاشقجي من المطبخ الصحافي للوطن؟ في الوقت الذي سرت شائعات بتغيير ملامح تغيير خارطة الوطن الصحافية من خلال استغنائها عن قياداتها الصحافية العليا, قال مدير عام مؤسسة عسير للصحافة والنشر حاتم مؤمنة في حديثه لشبكة "لإيلاف" الأليكترونية إنّ قرار الإعفاء صدر بحق كل القيادات والموظفين غير السعوديين في تطبيق لهيكلة الصحيفة نحو السعودة على حد قوله. حاتم مؤمنة الذي استغرب النقاش حول موضوع الإقالات والفصل لموظفي "الوطن" قال إنه أصدر قرارًا بالاستغناء عن المصري شريف قنديل والذي يرأس منصب نائب رئيس التحرير بها وكذلك الاستغناء عن رئيس القسم الاقتصادي الفلسطيني محمود مشارقة إضافة إلى العديد من المسؤولين غير السعوديين بالمؤسسة. وفي ذات الوقت نفى رئيس تحرير الوطن المكلف سليمان العقيلي ما يتردد حول استغناء الوطن عن بعض كوادرها أو ما يشاع عن إقالة نائب رئيس التحرير مدير مكتب جدة عبد الله القبيع، وقال العقيلي في حديثه "لإيلاف" إن الإقالة كانت فقط بحق كوادر كبرى غير سعودية. وأضاف العقيلي أنه تم التفاهم بين إدارة الوطن وبين نائب رئيس التحرير مدير مكتبها بالمنطقة الشرقية قصي البدران حول بعض الأمور الإدارية التحريرية لإبقائه في منصبه وفق ما ذكره العقيلي. وعن تأثر "الوطن" بعد رحيل جمال خاشقجي قال العقيلي أن الوطن لا يمكن أن تقف على رحيل أو مجيء شخص بل هي صحيفة الفريق الواحد الذي لن يقف عند حدود أي رئيس تحرير مستشهدًا برؤسائها السابقين الستة. وعن تصعيد قضية الاستغناء إلى القضاء قال مدير مؤسسة عسير وهي المظلة المؤسسية "للوطن" حاتم مؤمنة " أعتقد أن الأمر لن يصل للقضاء وإن وصل فلن يفقدني القارئ"، وعلمت "إيلاف" أن محاميًا مشهوراً قد ابلغ المفصولين منهم شريف قنديل ومحمود مشارقة بتبني قضيتهم وان تحركًا جادًّا من هؤلاء القيادات يجري حاليا لتصعيد القضية إلى هيئة حقوق الإنسان وتكليف محامي لدى وزارة العمل لمقاضاة الصحيفة ممثلة بالمدير العام حاتم مؤمنة ورئيس التحرير المكلف سليمان العقيلي على خلفية الفصل المفاجئ والذي قد يعود لتصفية حسابات، خصوصًا أن من ضمن المفصولين صحافيين رافقوا الصحيفة منذ التأسيس قنديل ومشارقة . وقالت مصادر داخل الصحيفة أن جوًّا من الصدمة يسود صالة التحرير في أبها من إمكانية انهاء مفاجئ لخدمات بعضهم بنفس الطريقة التي حدثت مع مسئولي التحرير ، تحت ذرائع الارتقاء المهني بجهاز التحرير . ويقول صحافي بارز في الوطن إن الذعر أصاب منسوبي الصحيفة بعد تسرب أنباء عن قائمة جديدة من المفصولين ستصدر قريبًا بينهم عدد من الصحافيين السعوديين الشباب. وقال "تحاول إدارة الصحيفة الحالية ربط إعادة الهيكلة بتحقيق السعودة في حين أن أغلبية المفصولين أو المستهدفين بالفصل من الصحافيين السعوديين ذوي الخبرة العالية، والذين شغلوا مناصب إعلامية في عدد من الصحف المحلية ".