لا تزال قضية استغناء صحيفة الوطن والتي تصدر من أبها –جنوبي البلاد- عن عشرة من موظفيها، منهم تسعة محررين متفرغين، تشغل الإعلام السعودي هذا الأسبوع ومسيطرة على مجالس الإعلاميين اذ دق الإعلاميون ناقوس الخطر من حكاية " العمل الصحافي لا أمان له". ذكرت شبكة "إيلاف" عنن مصادرها عن مسارعة الإدارة العامة لصحيفة الوطن في إيفاد فريق تفاوضي عالي المستوى للقاء الموظفين السعوديين المستغنى عنهم. وينتظر أن يلتقي الوفد الذي يضم مسؤول إداري رفيع المستوى وعدد من قياديي تحرير الصحيفة صباح اليوم الأربعاء للوصول لحل مرضي يكفل بمنع وصول القضية لساحات المحاكم. الى ذلك، ينوي المستغنى عنهم تصعيد قضيتهم جراء الفصل التعسفي –كما أسموه- إلى جهات عليا في الدولة ، وقالوا في أحاديث متفرقة " لن نتخلى عن حقوقنا وسنرفع القضية إلى أعلى مستويات الدولة " ملوحين ببرقيات إلى مقام العاهل السعودي الداعم للحراك الإعلامي الوطني بحرية مطلقة . وقد أبلغ مصدر في هيئة الصحافيين السعوديين أنها ستستقبل قضية موظفي الوطن، وقال " إذا ما رغبوا تدخلنا في القضية". وأضاف المستغني عنهم ".. تفاجآنا مطلع الأسبوع –السبت- بقرار يحمل توقيع رئيس التحرير جمال خاشقجي معنون بإنهاء خدمتنا ، معللاً في خطابه أن السبب الجوهري يعود إلى إعادة هيكلة التحرير دون سابق إنذار كتابي رسمي"، و أشاروا إلى أن الصحيفة توظف فريقا كاملا من الصحافيين غير السعوديين في إدارة التحرير و القسم الاقتصادي حيث يتقاضى معظمهم في الشهر ما يعادل رواتب السعوديين التسعة مجتمعة. من جهته قال مستشار قانوني ( طلب عدم ذكر أسمه ) في حديث مع "إيلاف" إن نظام العمل والعمال في السعودية يحظر الفصل التعسفي للموظف السعودي في حال وجد أجنبي يحل مكانه، مضيفاً ان النظام يكفل للسعودي والأجنبي على حد سواء الحقوق الوظيفية. و أكد أن الوضع القانوني لأي مفصول في القطاع الخاص يكفل له مقاضاة جهته عن طريق مكتب العمل وجهة الرقابة التابعة لها تسجيل قضية أضرار في المحكمة يقدرها الطرف المتضرر و محاميه. وفي الإطار نفسه ابلغ " إيلاف" مصدر وثيق الإطلاع من مقر الصحيفة الرئيسي في أبها أن القرارات الصادرة و التي خصت بالتحديد أبناء منطقة عسير سيلحقها قائمة أخرى تصل للقيادات خلال الأسابيع القادمة بالتزامن مع الانتقال الكامل لمدينة جدة. و أكد المصدر إن التطمينات التي أطلقتها قيادات الوطن في اجتماعها الأخير مع أعيان و مسؤولي المنطقة من خلال لجنة الأهالي المحلية والذي لم يمض عليه ثلاثون يوماً أنها لم تتجاوز كونها مسكنات مهدئة يتخللها انتقال كلي للتحرير والذي سبقته جميع أقسام الإدارة العامة والتسويق. وأضاف المصدر يبدو أن مخطط الانتقال متواصل وان جميع أحاديث قيادات الوطن هي فقط مسكنات حتى يتم الانتقال، وقال إن الاستغناء عن عشرة دفعة واحدة بعضهم بدأ في الوطن منذ تاسيسها وآخرين إنضموا إليها قبل أقل من عام ، هي دليل واضح على المضي قدماً في الانتقال ، وأشار ، ما يدور حالياً داخل صحيفة الوطن في مقرها الرئيسي بأن هناك قائمة من المستغنى عنهم سينضمون قريباً "للعشرة" ، لأن انتقال الجميع إلى جدة يسبب المؤسسة تكبد خسائر مالية إضافية، في الوقت الذي تًعاني فيه حالياً ضائقة مالية كبيرة. إلى ذلك بدأت اخيرا، تحركات شعبية من قبل مسؤولي المنطقة لتوكيل فريق من المحامين للوقوف مع أبناء المنطقة المستغنى عنهم وسط اتصالات مكثفة لإيصال الموضوع برمته للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتبقى الصحيفة الوحيدة التي تنطلق من جنوبي البلاد والذي يشهد إنشاء جملة من المشاريع الإقتصادية في منطقة جازان على امتداد البحر الأحمر و في أطراف منطقة عسير . وفي حكاية انتقال الوطن ، ينوي أهالي عسير ومثقفوها من خلال إجتماعات يعقدونها الآن واتصالات متبادلة بينهم الى التحرك رسمياً دون تواصل مباشر مع قيادات الصحيفة الأحدث في المملكة. جدير بالذكر أن إتحاد "ألف ألف " والذي فاز بأول رخصة إذاعة خاصة في السعودية بمبلغ 75 مليون ريال يسعى لتكوين مجموعة إعلامية متكاملة تنطوي ضمنها صحيفة الوطن وكذلك إنشاء قناة تلفزيونية إخبارية تضاهي قناة العربية وتختص بالشأن المحلي. ويقود حاتم مؤمنة الرئاسة التنفيذية للصحيفة و للتحالف الجديد إضافة لعضويته في إحدى شركات المجموعة السعودية للأبحاث والنشر.