نشرت صحيفة (حريات) التركية الى جانب صور لبعض الكوماندوز الاسرائيليين المضروبين مقابلات مع عدد من النشطاء الذين كانوا على متن السفينة (مافي مرمرة) يصفون فيها بالتفصيل كيف سيطروا على ثلاثة من الكوماندوز خلال الغارة الاسرائيلية على السفينة. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية عن الصحيفة التركية مقتطفات من تلك المقابلات هذا نصها: "قال احد الناشطين معرفاً نفسه بانه ماهر تان: "كان الكوماندوز الاسرائيليون الثلاثة بلا حول او قوة في ايدينا، وكانت ارواح اولئك الاطفال تحت تصرفنا". ووصف ماهر تان كيف انتزع سلاح احد الجنود و"رمى متطوع آخر السلاح في البحر. لم نفكر في استخدام الاسلحة ضد الاسرائيليين الذين كانوا قد قتلوا (حتى ذلك الحين) اثنين من اخواننا". واضاف: "بصفتي كوماندو سابق كان بوسعي ان استخدم السلاح بمهارة، ولكن بما اننا كنا المدافعين عن السفينة، لم نفعل ذلك. اخذت البندقية، وافرغتها من الذخيرة واحتفظت بها كدليل على اعمال اسرائيل الشريرة – وعلى انهم كانوا ينوون قتلي". وواصل الناشط وصف سلسلة الاحداث قائلاً: "نظرت في اعين اولئك الاطفال الثلاثة (الكوماندوز الاسرائيليين) ورأيت الذعر فيها. لم يكن لديهم امل في البقاء على قيد الحياة. كانوا مثل اطفال خائفين من ابيهم الغاضب، لكنهم ما كانوا يواجهون عدواً عديم الرأفة مثل انفسهم. احدى النساء على متن السفينة قدمت لهم اسعافات اولية. لحقت بهم رضوض وكدمات لكنهم بقوا احياءً، على عكس النشطاء الذين قتلوا". وقال ماهر تان انه "رغم الاسى والغضب الذي اعتمل في نفوسنا بسبب ما لحق باخوة لنا، فقد اطلقنا سراحهم. كان رجال الكوماندوز الاسرائيليون هم القتلة وكنا نحن المدافعين. لقد قاتلنا دفاعا عن أنفسنا. لم نقاتل من اجل البضاعة التي تحملها القوارب، او من اجل الشعب الفلسطيني، وانما من اجل العدالة والانسانية. لقد عاملونا معاملة سيئة للغاية، كالكلاب ولم يسلم من ذلك النسوة وكبار السن. لم يسمحوا لنا بالذهاب الى المراحيض، ولم يقدموا لنا طعاما او ماء". كانوا تحت رحمتنا اما كينيت اوكيف، الذي كان على "قائمة الارهابيين" التي نشرها الجيش الاسرائيلي، فقال ان الكوماندوز الاسرائيليين نقلوا الى قاع السفينة بعد ان القي باسلحتهم في مياه البحر. "كانت حياة ثلاثة من الكوماندوز تحت رحمتنا. وكان بامكاننا ان نفعل بهم كما نشاء". ووصف اوكيف عملية القاء القبض على الجنود الاسرائيليين فقال "استوليت على سلاح احدهم، واخذه مني ناشط اخر. كان معه مسدس 9 ملمترات. لم نستخدم الاسلحة ضد الجنود الاسرائيليين. افرغت مخزن السلاح من طلقاته – فنحن لم نأت الى هنا للقتال". واضاف اوكيف انهم قرروا اطلاق سراح الجنود من دون الحاق اي أذى بهم. وقال: "كانوا ينظرون الينا وفي ظنهم اننا على وشك ان نقتلهم، لكننا تركناهم طلقاء". ويبلغ اوكيف من العمر 41 عاما، وهو من المارينز سابقا، ويصفه الجيش الاسرائيلي بانه "من نشطاء حماس الراديكاليين المعادين لاسرائيل، وهدفه هو تشكيل وحدة كوماندو "حماسية" وتدريبها في قطاع غزة". وبعد عودته إلى تركيا وقد ظهرت اثار الجروح والدماء على وجهه، قال اوكيف انه تعرض للضرب تكرارا على ايدي ضباط الامن في مطار بن غوريون. "ومن الطبيعي ان ذلك لا يمكن مقارنته بما حصل للاخرين. فالفلسطينيون يتعرضون لهذه المعاملة يوميا. وكل ما حصلت عليه – هذه الدماء وهذه الملابس الملطخة بالدماء. اما باقي مقتنياتي فقد استولى عليه الاسرائيليون بما في ذلك جواز سفري الفلسطيني". في المقابل، ادعى الناطق بلسان وحدة الجيش الاسرائيلي لصحيفة "يديعوت احرونوت" ردا على ذلك ان "التحقيقات الاولية اوضحت ان قوات الجيش الاسرائيلي لم تصحب النشيطين الى المطار". بينما ادعت سلطات المطار انه لا علم لها بتلك القضية.