عرض الأمير الوليد بن طلال، على رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية السابق جمال خاشقجي تولي إدارة القناة الاخبارية التي ينوي إطلاقها قريبا لتنافس كلاً من قناتي "الجزيرة" و"العربية". وأكدت مصادر قريبة من خاشقجي لصحيفة "الراي" الكويتية ، أن الأمير الوليد اتصل بخاشقجي مساء اول من امس بعد إعلان خبر استقالة الأخير رسميا ليبلغه شخصيا بالعرض. كما انهالت عروض اخرى عليه من داخل السعودية وخارجها من قنوات فضائية وصحف عالمية. وبدا وفقا للمصادر، أن دخول الوليد على الخط سريعا ربما قطع الطريق على عودة خاشقجي الى منصبه إلا في حال صدور قرار من "الجهات الرسمية العليا" بعودته والتي ستكون في هذه الحالة بمثابة رد الاعتبار لخاشقجي من جهة، ومن جهة أخرى ستكون هذه العودة بمثابة "رسالة دعم" من الجهات العليا لخاشقجي وغيره من المدافعين عن الخط الإصلاحي الذي تتبناه القيادة السياسية في مواجهة تيار التشدد. وأكد خاشقجي لمقربين منه أنه رغم كل العروض التي تلقاها، فإنه في حال صدور قرار بعودته الى منصبه السابق كرئيس تحرير لصحيفة "الوطن" فإنه سيفضل العودة إلى "بيته" أي "الوطن". وتشير المصادر في المقابل إلى أن الوليد ربما يتمسك باختيار خاشقجي ويدافع عن اختياره أمام "الجهات العليا"، قبل صدور قرار عودة خاشقجي الى منصبه. وكان خاشقجي (52 عاماً) ذكر في بيان أنه استقال من منصبه ليتفرغ لمشاريعه الخاصة، أما رئيس الشركة الناشرة ل "الوطن" الأمير بندر بن خالد الفيصل، فقد وجه تحية إلى خاشقجي وأعلن تعيين سليمان العقيلي مكانه. ونقلت وكالات أنباء عن صحافيين من "الوطن"، أن خاشقجي قد يكون استقال تحت وطأة ضغوط من بعض الدوائر في السلطة بسبب انتقاداته المستمرة للممارسات التي يعتبرها متشددة، كما ذكر هؤلاء أن الاستقالة لم تكن متوقعة. "قناة الوليد" جمال خاشقجي وكان الوليد كشف نهاية الشهر الماضي عن نيته إطلاق قناة تلفزيونية إخبارية تنافس "العربية والجزيرة" وسيشرف عليها شخصياً، كما يعتزم طرح شركة روتانا الإعلامية التي يمتلكها للاكتتاب خلال السنتين القادمتين بعد ترويج العلامة التجارية لها بشكل جيد. وقال الوليد في مقابلة تلفزيونية مع قناة "بلومبيرج" الأمريكية إن القناة الجديدة ستكون مستقلة ولن تكون مملوكة لشركة المملكة القابضة التي يمتلك معظم أسهمها أو حتى مملوكة لروتانا. وأضاف أنه ينوي الإشراف بنفسه على القناة في البداية لأنها ستتطلب استثمارات ضخمة وأنها سوف تكون مبنية على نفس النموذج الإخباري لقناتي فوكس وسكاي نيوز الإخباريتيين اللتين يمتلكهما رجل الأعمال الأمريكي روبرت مردوخ الذي سبق أن اشترى في فبراير الماضي حصة قدرها 9.1 % من أسهم روتانا مقابل 70 مليون دولار. وفيما يتعلق بروتانا قال الأمير الوليد إنه سيطرح جزءا من شركة "روتانا"لاكتتاب أولي خلال عامين من الآن نظراً لأنه يحتاج إلى تسويق العلامة التجارية للشركة وترسيخها بشكل جيد. وكان الوليد قد أعلن في فبراير الماضي أنه سيعين مستشاراً للاكتتاب خلال شهرين. وقدر الأمير الوليد في فبراير الماضي قيمة شركة روتانا السوقية بما يعادل 1.2 مليار دولار في الوقت الراهن، مما جعلها من أهم الشركات الإعلامية في المنطقة العربية، وهذا ما دعا شركة نيوز كورب المملوكة لمردوخ إلى شراء حصة فيها.