اختار الأمير الوليد بن طلال الصحفي المعروف جمال خاشقجي، مديراً عاماً لقناته الإخبارية التي يعتزم إطلاقها قريباً، وذلك بعد أقل من شهرين على استقالته من رئاسة تحرير صحيفة "الوطن" المقربة من التيار الليبرالي السعودي. وأشار الأمير الوليد في بيان التعيين، إلى أن القناة، التي لم يتحدد بعد اسمها أو موعد إطلاقها بشكل رسمي، ستكون مستقلة عن مجموعة "روتانا" الإعلامية القابضة التي يمتلكها، وستركز على "التطوير في السعودية وفي العالم العربي على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية،" علماً أنه سبق له التعهد بأن تنافس المحطة كل من "الجزيرة" و"العربية" الأوسع مشاهدة بالمنطقة حاليا. ولم يتحدد بعد مكان إنطلاق المحطة، إلا أن مصادر مطلعة قالت أن لديها مجموعة من الخيارات، "والأغلب أن يكون المقر في منطقة الخليج." وحول ما أشيع عن إمكانية أن تنطلق المحطة بشراطة مع شركة "فوكس نيوز" الأمريكية المعروفة بتوجهاتها اليمينية، نفت مصادر مقربة من أصحاب القرار ذلك، مشددين على أن هوية القناة الجديدة "ستكون مستقلة." وكان الحديث عن إمكانية حصول تعاون بين الأمير الوليد و"فوكس نيوز" لإنشاء قناة إخبارية قد برز منذ فبراير/شباط الماضي، عندما قامت "نيوز كوربوريشن" التي يمتلكها عملاق الإعلام روبرت مردوخ، مالك "فوكس" بشراء 9.09 في المائة من أسهم روتاتنا مقابل 70 مليون دولار. وبحسب بيان صادر عن مكتب الأمير الوليد فإن القناة الجديدة ستبث على مدار الساعة، مع شبكة من المراسلين والمكاتب الإخبارية المنتشرة في المنطقة والعالم، كما ستركز على "إبراز المواهب الشابة في الكثير من الحقول." ووعد البيان بأن تكون القناة "من بين الأكبر في المنطقة والأحدث"، مع وجود طاقم بشري متخصص للعمل فيها، وستدعم استثمارات الأمير السعودي الكبيرة في مجال الإعلام. وللأمير الوليد مجموعة واسعة من الاستثمارات المرتبطة بقطاع الإعلام، بينها حصص في "المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق" و"نيوز كوربوريشن وروتانا القابضة." وبالنسبة للخاشقجي، فهو كاتب معروف بطروحاته الجريئة التي يرى البعض أنها كانت السبب في استقالته من مناصبه الصحفية أكثر من مرة، كان آخرها في منتصف مايو/ أيار الماضي من صحيفة الوطن، وجاء الإعلان عن قبول استقالته ليتزامن مع ليلة عرسه. وقال إعلان الصحيفة آنذاك إن خاشقجي يرغب في "التركيز على مشاريعه الخاصة،" ولكن البعض ربط بين الاستقالة وردود فعل غاضبة تناولت مقالات حول الصوفية رفضها التيار المتشدد في السعودية. وسبق لخاشقجي أن عمل مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل، لدى توليه منصب سفير الرياض في بريطانيا والولايات المتحدة.