نقلا عن صحيفة الحياة : بهدوء قال إنه يطمح لاكتساب المزيد من الحرية في قناته الجزيرة، وبغضب مهذب رد على ما أوردته افتتاحيات بعض الصحف الأردنية التي وصفت برنامجه بأنه يعمد من خلاله إلى تسطيح المعلومة وتجهيل المشاهدين. علي الظفيري الإعلامي السعودي في قناة الجزيرة، ينقل هنا بعضاً من آرائه حول التطور الحاصل في الإعلام السعودي حالياً، ورؤيته لما أسماهم ب «المثقفين المزعومين» وحلمه في بناء بيت يشبه ملامح وطنه. هل تعني الجغرافيا شيئاً في العمل الإعلامي؟ تعني أشياء كثيرة بكل تأكيد، الجغرافيا منطلق رئيسي في العمل الإعلامي، أين تعمل والى أين تتجه، العمل من داخل الأوطان يختلف عن خارجها، الجغرافيا تمنحنا العناوين، اللازمة منها وغير اللازمة أيضاً، أين نتجه بأبصارنا إعلامياً أمر تحدده الجغرافيا وتتحكم فيه، إلى الخلف أم إلى الأمام، الجغرافيا باختصار سيدة الموقف في المشهد الإعلامي العربي! ما رأيك في ما ذهب إليه أحد الكتاب ب «جاهلية المثقف الخليجي»؟ - يتوقف هذا الأمر بحسب مساحة الشباك الذي ينظر منه هذا الكاتب، وبحسب الأريكة التي يتكئ عليها المثقف المزعوم! لا أعرف في أي اتجاه يتحدث الكاتب لأني لم أقرأه، لكن لننتبه دائماً إلى التوظيف والمواقف، ومن الجيد أن نثير جدلاً حول القضايا المختلف عليها، فهذا أمر مفيد للغاية. تتعاطى مع الصحافة المقروءة عبر مقال، ومع الصحافة المرئية عبر برامج تلفزيونية، إلى أيهما تميل؟ - كلاهما وجهان لعملة واحدة، الكتابة تعبر عنك أنت بشكل أكثر تركيزاً، أما الشاشة فتوحي للآخرين بشيء من ملامحك، لكنها لا تصرح كثيراً، ولو فعلت، لكان ذلك من عيوبك لا مزاياك، أنت هنا كاملاً، وهناك عبر حجاب. في تعريف على صفحتك في الفيس بوك تقول: (ليس سوى صحافي عربي يحلم) ما الذي تقصده، هل تقصد (نفسك) أم إسقاط على وضع إعلامي عام أنت غير راض عنه؟ - هناك تعريف آخر عن الوطن هو الأهم، أما ما أوردته فهو تبسيط وتركيز في التعريف عن الذات الصحافية لدينا جميعاً، من منظوري الخاص بالطبع، لآمالي الشخصية والمهنية أكيد، ولكنه إيجاز لما أتصوره عن الصحافي الحقيقي، الذي يبحث عن شيء ما غير الأشياء المعتادة التي تصيبنا بالقرف. ما أحلامك المؤجلة؟ - النهوض، أن أنهض بنفسي معرفياً ونفسياً ومهنياً كما يجب وكما أتخيل دائماً، وأن يتفشى داء النهضة في مجتمعاتنا، وأيضاً اقتناء بيت يحمل شيئاً من ملامح ومواصفات الوطن، يتعلم فيه الأولاد درساً في الوطنية الحقيقية. كتاب قرأته ومازلت متأثراً به؟ - «مقدمات لا محيد عنها لفهم التاريخ العربي» للشيخ عبدالله العلايلي، «أن تكون عربياً في أيامنا» للدكتور عزمي بشارة، «الهويات القاتلة» لأمين معلوف. كتاب ندمت على قراءته؟ القراءة هي الفعل الوحيد الذي لا نندم عليه، وإن فعلنا، فنحن لا نستحق المعرفة، حتى الأشياء التي لا تناسبنا مفيدة، على الأقل تساعدنا على تحديد ملامح أذواقنا وأفكارنا وتصوراتنا بشكل أكثر دقة. في رأيك هل يلامس المثقف السعودي هموماً حقوقية، أم أنه تحول إلى نخبوي حتى في خلافاته؟ - في الغالب الإجابة بالنفي، هم مشغولون بأشياء لا تعنينا، مشغولون بهمومهم الخاصة، للدرجة التي يكون معها وصف المثقف تهمة، ينبغي التبرؤ منها! الهموم تجدها في أماكن أخرى، في المدن البعيدة والقرى، في سكن الطلاب الجامعيين، عند طوابير العاطلين عن العمل، وعند من ذهبوا بعيداً ولم يعودوا بعد، هموم المثقفين «مجازاً» تقف عند أقدام المرأة، ليست المرأة المهمومة بشكل حقيقي، كما يجب أن نفعل، بل المرأة المصابة بوهم الهم! ما رأيك في ما يقدمه التطور الإعلامي الحاصل في بعض المؤسسات الإعلامية المحلية؟ - حينما ترغب بالتطور والنهوض الحقيقي، ستكون هناك أشياء كثيرة يمكن قولها، الآن يكون الحديث نوعاً من التمني غير المجدي وغير اللازم، وغير الضروري! صراحة، هل أنت راض مهنياً عن تغطية القناة التي تعمل بها لبعض الأحداث العربية في المنطقة؟ - من ناحية الموقف العام والأرضية التي تنطلق منها التغطيات، أنا راض بكل تأكيد، في التفاصيل، تختلف كمشاهد وكصحافي في أشياء كثيرة، وهذا أمر طبيعي في كل مؤسسة. في مقال لك وجهت رسالة إلى الأشقاء في اليمن، هل كان لها أية نتائج، ولماذا قمت بصياغة مقالك وكأنه خطاب خاص؟ - لم يكن مقالاً أبداً، كان رداً على ردود كثيرة جاءتني على مقال كتبته عن اليمن، لكن المهنية الضعيفة في عالمنا العربي، جعلت البعض ينشره على أنه مقال، وهو لم يكن كذلك، المقال الرئيسي كان (رسالة إلى الرئيس صالح) أحدث ضجة كبيرة واستلزم الأمر توضيحات مني للقراء، وهذا ما حدث. هل تسقط حرفية الصحافة أو الإعلام في رأيك إذا تمت أدلجة وسائله؟ - هذه التهمة تحتاج إلى نقاش طويل، الايدولوجيا هي الفكر، والإعلام ينطلق من قواعد فكرية وسياسية وثقافية، من دون ذلك لا يكون إعلاماً، الإعلام الخالي من الايدولوجيا خال من الدسم، صحي أحياناً لكن لا طعم ولا لون له! الآن وبعد كل هذه السنوات في الإعلام... هل تمارس حريتك كإعلامي في الوسيلة التي تعمل بها، أم أنك تطمح للمزيد؟ - أطمح بالمزيد داخل الوسيلة التي اعمل بها، وهو ما يحدث بشكل مستمر حتى الآن. اتهمك كاتب أردني قبل فترة بالإمعان في تسطيح المعلومة، وتجهيل المشاهدين، عبر برامجك، ما ردك على هذا الاتهام؟ - الأجهزة الأمنية هناك غضبت من الحقائق التي قدمناها في حلقة التوطين، فأطلقت علينا افتتاحيات الصحف ومقالات كتاب الأعمدة، وان كنا نجهل ونسطح الناس، فليقدموا هم الحقائق. من الذي يعد حلقات برنامجك، وما هي الآلية التي وفقها يتم اختيار المواضيع؟ - زميلي داود سليمان المنتج وأنا نشرف على إعداد الحلقات، نعمل بتعاون كامل، فنحن أصدقاء قبل زمالة العمل، فهمنا ومعرفتنا وتقويمنا للأشياء هي من يحكم العمل، والإدارة تمدنا بالمعونة إن احتجناها.