بدء الاقتراع الرئاسي في نيوهامبشر بالولايات المتحدة    الاستخبارات الأمريكية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات    الأكبر في الشرق الأوسط.. مقر عالمي للتايكوندو في الدمام    العالم يترقب الرئيس ال47.. وأمريكا تتأهب لسيناريوهات الصدام    كيف يعود ترمب إلى البيت الأبيض؟    تعليم الطائف بدء تطبيق الدوام الشتوي بالمدارس مع بداية الفصل الدراسي الثاني    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأّس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    تنوع تراثي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب الساخر جعفر عباس ل (عناوين): الصحفيون مثل بعض الحكام العرب من مصلحتهم بقاء القضية الفلسطينية بلا حل
يتضايق ممن يتصل به بعد منتصف الليل ويقول (اوعى تكون نايم)
نشر في عناوين يوم 02 - 10 - 2010

** أين أنت يا رجل لم نعد نراك كما اعتدناك.. أأنت مختفٍ عن الأنظار أم نحن الذين لم نعد نقرأ ونتابع؟
أنا أتعمد الاختفاء خوفا من العين والأنف والأذن والحنجرة، ولو كنت أعلم أنك لم تعد تقرأ لي لما وافقت على الرد على أسئلتك هذه.
** لماذا يرتفع صوتك أحيانا وكأنك القادم من عصور الحكماء والفرسان والنبلاء؟
سؤالك لا يخلو من خبث وفيه تلميح إلى أنني لا أنتمي إلى العصر الحديث، وبالتالي مرفوض.
** بوصلتك في أي الاتجاهات تؤشر حاليا؟
أي بوصلة الله يهدينا وإياك.. أنا ابن دولة عضو في الجامعة العربية وبالتالي أتخبط على غير هدى وزي ما تيجي تيجي.
** قرأت عنك ما يلي: (جعفر عباس من أفضل من كتب المقالة الساخرة، وكاتب له شعبية كبيرة لدى الرأي العام العربي نظراً لجرأته وصدقه)، كما قرأت عنك أيضا: (جعفر عباس كاتب مهووس بالشهرة والإثارة ويستخف دمه)، بين هذا وذاك من أنت يا (أبو الجعافر)؟
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ×× فضاع منه الحس والصوت وا عجبي
لكن كيف يكون الكاتب مهووسا بالشهرة؟ والجملة التي تبدأ ب "جعفر عباس كاتب مهووس... إلخ" فبركة (شقرانية)، فقد قرأت كلاما كثيرا ينتقص من قدري ككاتب ويلعن خاشي وخاش من خلفوني لكن لم يتهمني أحد قط بالهوس بالشهرة و"الإثارة".. لست جعفر عجرم!
** حسنا.. العيش بمفهوم الصعاليك، والتفكير بأسلوب المثقف الواعي.. كيف يجتمعان في رأس واحدة؟
كثيرون هم المبدعون من تلك الشاكلة، في داخل كل منا أكثر من شخصية تكون منسجمة، وقد يضطرنا النفاق الاجتماعي أحيانا لقمع شخصية ما.
** يقولون إن للقلم مزالقه.. فهل العلة في الأقلام أم في قرائها أم فيمن يمسكها؟
عندنا مثل سوداني يقول إن من يمسك بالقلم "ما يكتب نفسه شقي".. يعني الكتاب يرمون غيرهم بالداء وينسلون كما الشعرة من العجين.
** في مقالاتك تسخر أولا من نفسك ثم تتمدد الدائرة لتشمل عائلتك وبعدها تزحف لانتماءاتك.. ألا تجد موضوعات تستحق الحديث عنها بعيدا عن دوائرك القريبة؟
أنا أكتب خواطر ولا أزعم أنني أكتب مقالات تحليلية أو أكاديمية، وأنا وعائلتي جزء أصيل من تجربتي في الحياة، ولا نختلف عن جمهور القراء، وزوجتي وعيالي مجرد رموز اجتماعية.. تخيل ما سيحدث لو تحدثت عن زوجة شخص آخر "علم"!!
** بصراحة.. بصراحة.. بصراحة.. ألا يزال الدولار هو الرقم (1) في حياة كثير من الكتاب العرب؟
ومن قال لك إن الكتابة تدرّ الدولارات.. هناك قلة من الكتاب الصحفيين الذين يؤجرون "أعمدتهم مفروشة" لصاحب أعلى عطاء.
** رغم أن الشيب يكسو رأسك - منذ زمان- إلا أن هناك من القارئات من يراك شابا قلبا وقالبا، يا ترى ما هو أكسير الحياة الذي تتعاطاه ليدوم شبابك عند القارئات؟
السر هو أنني شاب فعلا ولا "أُعير" الشيب، لكنني في نفس الوقت لا أخفيه.. الشيب هو أوسكار عن سنوات من النجاح والإخفاق.. لا أحسب عمري البيولوجي، متعللا بضعفٍ وراثي في الرياضيات ولا أتعالى على جيل الشباب بل أتفهم خصوصياته وظروفه، وأحس بأنني قريب منه.
** عادة ما تحمل الأعمدة التي تكتب فيها أسماء زوايا ك (زاوية منفرجة) و(زاوية حادة) و(زاوية غائمة) و(زاوية معكوسة).. ما هي حكايتك مع الزوايا؟
عندنا في السودان "الزاوية" عبارة عن مكان يخص شخصا "يتبرك" به الناس، وكنت طوال حياتي "أتبرّأ" من مثل ذلك الشخص، ثم قررت أن أكون انتهازيا وطرح نفسي في السوق كرجل مبروك: سي. دي. أبو الجعافر، وبالتالي لا بد لي من أكثر من زاوية كي أثبت أن بركاتي عابرة للقارات.. وربما مرد التسمية عقدتي القديمة مع علم الرياضيات، فاخترت أسماء هندسية من باب تعويض النقص.. على كل حال اختلف المؤرخون حول الروايتين.
** بما أنك صاحب نظريات مشهورة ك (فتح الدريشة لامتصاص آثار الشيشة)، و(دليل السائح الصعلوك في مانيلا وبانكوك)، و(منافع الرز والهريس في حواري باريس)، و(دور النسوة الروس في تطويع التيوس).. هل بالإمكان أن تضع لنا نظرية (ما تخرش الميه) يستطيع العرب من خلالها تحقيق التفوق على الغرب في أي مجال ولو لمرة واحدة؟
يبدو أنك لم تسمع بالنظرية الاشتمالية التي توصّلت إليها باستقراء الواقع العربي الراهن، فقد حز في نفسي أن الغرب هو الذي جاءنا بالأفلاطونية والأرسطوية والوجودية والماركسية، وكل هذه النظريات كانت وليدة التأمل في التاريخ والعادات والممارسات... إلخ، فعكفت طوال ثلاثة أيام ونصف اليوم على تأمل الأوضاع في العالم العربي طوال نصف قرن، لأعرف سر النهضة الشاملة التي تشهدها الدول العربية، واكتشفت أن السر يكمن في أن العرب اخترعوا الصفر وظلوا أوفياء له، فابتدعوا نظاما للحكم يضمن لهم الوقوف المستدام عند نقطة الصفر: هات شوية اشتراكية.. وتحقيق الاشتراكية أمر في منتهى السهولة: انتزع ممتلكات بعض الناس واجعلها ملكا للدولة بحيث تصبح الدولة رأسمالية وتتحالف مع الهوامير، ولضمان انضباط الأسماك الصغيرة لا بد من جرعة قوية من الشمولية، ومن هذا الكوكتيل الرائع جاءت نظريتي المسماة الاشتمالية.
** يقول الشاعر نزار قباني: "أوزع الحلوى على قراء قصائدي".. يا ترى ماذا توزع أنت على قراء مقالاتك؟
أحاول أن "أوزع" عنهم النكد والغم بتشجيعهم على قراءة مقالي ليرتفع توزيع الجريدة التي أكتب فيها فترتفع المكافأة التي أتقاضاها نظير الكتابة، وبارك الله فيمن وزع واستنفع.
** (لفيت كعب داير) على معظم الصحف والمجلات السعودية.. ماذا خلق فيك؟ وماذا خلق منك هذا الدوران الحر؟
لفيت فقط على ثلاث صحف يومية ومجلتين.. ويظهر اسمي بين الحين والآخر في بعض المطبوعات.. المهم هذا الدوران أفادني كثيرا في مسيرتي ككاتب صحفي، فقد عرفني القارئ السعودي قبل أن يعرفني القارئ السوداني، ولهذا لا أرد طلبا لأي جهة سعودية تطلب مني حوارا أو مساهمة في منتدى أو وليمة.
** مؤخرا قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: "إن انفصال الجنوب السوداني سيتم برغبة سكانه وهو مسألة وقت"، وأعلنت المعارضة السودانية ترشيح (سلفا كير) لرئاسة السودان، وقالت إنها خطوة تصب في خانة وحدة البلاد، كما طالبت مصادر سياسية غربية بوضع حل فوري لأزمة دارفور.. بعد كل هذا نتساءل ماذا يحدث لهذا البلد العربي الكبير؟
المشكلة تكمن في سؤالك: ماذا يحدث في هذا البلد العربي الكبير؟ فالسودان إفريقي أكثر مما هو عربي على الأقل من حيث التركيبة الإثنية وبحكم الجغرافيا، والأمر الآخر هو أن العرب عينهم حارة: كل كتب الجغرافيا لا تذكر السودان إلا مقرونا بكونه أكبر بلد عربي مساحة.. ولهذا سينسلخ ثلثه ويكش السودان وينكمش مثل الفانيلة سيئة الصنع التي تشتريها إكس لارج وتغسلها فلا تصلح حتى رداء لباربي.
** بعض الناس في العالم العربي لا هم لها إلا تقشير (الفصفص)، وآخرون لا يملون من شفط (المعسل)، وبعض (البعض) من العرب لا ينفك من لوك (السواك) وأذيت خلق الله .. هل تتفق معي؟
في مطار عربي كان شرطي الجوازات الذي وقفت أمامه يأكل الفصفص وينثر القشور بسخاء في كل الاتجاهات، ولما تجاهلني وواصل الفصفصة قلت له إنه - داخل كشكه - يشبه حيوانا في قفص يطعمه الزوار.. لحسن حظي لم يكن مسلحا!!
** من أواخر السبعينيات حتى أواخر التسعينيات ما الذي سقط سهوا من عمر المجتمع العربي؟
المجتمع ال ... ماذا؟ ما عندي خبر أن هناك جسما معينا اسمه المجتمع العربي، وربما سقط الاسم من ذاكرتي لأسباب جينية فأنا - واللهم لا اعتراض - عربيقي.. فهمت؟ عليك نور!! ما فهمت؟ عنك.
** ماذا أخذت من الرئيس السوداني السابق (جعفر) نميري، ومن محمود (عباس) رئيس السلطة الفلسطينية الحالي؟
أخذت من جعفر نميري 8 أشهر سجنا.. ومن محمود عباس 8 ساعات (أوفر تايم)، لأنه كلما تحرك أو أصدر قرارا يتعين علينا كصحفيين تقصي الأمر من كافة زواياه ونعمل ساعات إضافية ونكسب أجورا إضافية وبالتالي فالصحفيون مثل بعض الحكام العرب من مصلحتهم بقاء القضية الفلسطينية بلا حل ل "يسترزقوا".
** قالت العرب (الكذب) ملح الرجال، وقالت أيضا (الهرب) نصف المرجلة.. هل بالإمكان أن تشرح لي (مؤهلات) المرجلة في الثقافة العربية غير الكذب والهروب؟
التهريج.. فهناك سيرك ضخم منصوب.. هرج واشتم والعن سنسفيل الكل واطلع أنت كالشعرة من فرو الأرنب (وإن كنت لا تدري فشعر الأرنب يتساقط من تلقاء نفسه وتلك هبة ربانية، كي يبقى فروه نظيفا، لأن الأرنب إذا استحم مات بالالتهاب الرئوي).
** هل الكتابة الساخرة ممتعة دائما أم أن فيها ما هو أدهى وأمر؟
أي كتابة تفتقر إلى عنصر الإمتاع لا يكتب لها الرواج، والكتابة الساخرة ظاهرها باسم وباطنها قد يكون شديد المرارة.
** مقاليا.. لماذا لا تزال تؤمن بالمثل الذي يقول: (إذا فاتتك الكورة لا يفوتك الزول)؟
ياما فاتتني "كُوَر" وليس فقط كورة واحدة .. نعم أحيانا أرضى من الغنيمة بالإياب.
** نفهم من بعض كتاباتك أنك لا تزال كاتبا محتارا و(محتاس) ومتقلبا بشياكه؟
لست محتارا أو متقلبا بأي درجة.. وفي نفس الوقت فأنت أول من يصفني بالشياكة ولا أدري هل تقصد بها المدح أم الذم.
** دائما ما يرد الرئيس السوداني (البشير) على مطالب الغرب قائلا: "الغرب على جزمتي"، والرئيس الأمريكي السابق (بوش) ضرب بالجزمة في العراق، إلى أي مدى يمكن اعتبار أن ثقافة (الجزم) ظاهرة عربية باقتدار؟
ألم تقرأ قصيدة أبو تمام الجعفري:
البوس أصدق أنباء من السيف ×× في الخد أو في النعل على كيفي؟
هذه محاولة للتهرب من الإجابة عن السؤال لأنني صاحب عيال.. بس العربي يذكر الجزمة ويقول "لا مؤاخذة" ويذكر المرأة ويقول "لا مؤاخذة" وبالتالي فالجزمة في نظري تحتل مكانة سامية، وأوصي بلبسها على الرأس
(قوم إذا ضُرِب الحذاء برأسهم ×× صاح الحذاء بأي ذنب أُضرب؟)
** من تفضل دعوته على الغداء الشيخ (حسن نصر الله)، أم الممثل (حسن حسني) ولماذا؟
لحسن حظي لا أتعشى أبدا بل أنام "خفيف".
** حسنا دعني أطرح السؤال بالشكل التالي: من تفضل أن تدعو على مائدة عشائك: الرئيس الإيراني (أحمدي نجاد) أم ملكة جمال العالم القادمة، ولماذا؟
ولماذا ليست ملكة الجمال الحالية؟ على كل الحال لا أفضل رفقة طعام قد تؤدي إلى كوابيس.
** كيف يمكن خلق مزيد من الصحافة العربية المحلقة في سماء الحرية؟
عندما تتم إزالة الأسوار عن الحظائر العربية للتحول إلى "أوطان" للبشر.
** ما هو عيب الصحافة السعودية الكبير الذي لم تستطع التخلص منه حتى الآن؟
أنت ومحمد السحيمي وبقية مستحقي العلاج بالصدمات الكهربائية.
** بعض رؤوس الكتاب الساخرين مليئة بالإبداع وأخرى بنشارة الخشب وغيرها تستحق (.....) إملأ الفراغ لو سمحت؟
أنت تريد مني أن أقول "الضرب" ليستقيم السجع، ولكن الحَكَم هو القارئ المسلح بالبطاقات الصفراء والحمراء.
** هل أصبح تكشير الكاتب الصحفي في وجه زميله الكاتب الساخر الآخر (صدقة)؟
أكره التكشير والمكشرين ولا أكشر إلا في وجوه المتعجرفين المتغطرسين.
** نحن في زمن تأجير العقول والسمع والطاعة العمياء.. أليس كذلك؟
أمامك الصحف والمجلات.. انظر إلى الأعمدة التي يتم تأجيرها مفروشة بالسيراميك اللفظي.
** (يا أخي خطابك مليء بالجهل والعار).. لمن تقولها؟
أعطيك الإجابة عندما نتقابل وجها لوجه في أي مكان تختاره في أوروبا بشرط ألا يسمع عربي ما سأقوله.
** ما هي المقالات التي إذا قرأتها تصيبك بال (حكة والارتكاريا)؟
أعتقد أن لدي حاسة شم قوية تجعلني أميز رائحة المقال السخيف حتى لو كان في قصاصة بها بقايا فسيخ.. فاتجنبه.
** اقتصاديا.. لا نكتفي بأننا أمة قائمة على استهلاك ما تقذفه لنا مصانع العالم في الشرق والغرب بل نأخذ إنتاجهم الجيد و(نعبث) به ليتحول مطية تخلف.. ما السبب؟
لا تكن متشائما فقد صرنا نستورد سلعا عليها القيمة مثل مهند التركي ونقوم بالتعريب القسري للبرامج التلفزيونية الأمريكية وهذا يؤكد سعينا للحاق بالقرن التاسع عشر.. هانت.
**ثقافياً.. لا نزال نتساءل أين العقلاء والمفكرين والمثقفين والتنويريين من عبث الدراويش وطيور الظلام؟
ماذا قال شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري:
دنيا لا يملكها من يملكها ×× أغنى سادتها أهليها الفقراء
والعاقل من يأخذ ما تعطيه على استحياء ×× والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء!! وكلك نظر.. العاقل يأخذ ما يتيسر من فتات الموائد متحليا بالأدب ويقول للغراب "أنت يمامة" أو "يا ماما".
** ألا تزال المجتمعات العربية تحتاج إلى (داية) سياسية أجنبية تضع لها (المصاصة) في فمها؟
لا بل هي بحاجة إلى أم حازمة تفطمها لتصبح أقل اتكالية ولتحس بالكبر والنضج.
** ما هي متطلبات الوحدة العربية؟
أنا ضد اتحاد المتعوس وخائب الرجاء.. وكثير من الدول العربية مهدد بالتفكك.. نعطيها فرصة لتحقق وحدة وطنية وبعدها ستأتي الوحدة العبربية (عبري على عربي).
** على الرغم من عقبات الفقر وتعدد الديانات والطوائف في الهند إلا أنها (أكبر ديمقراطية في العالم) كيف يمكن قراءة ذلك عربيا؟
العرب توقفوا عن القراءة، ولهذا ما زالوا يستخفون بكل ما هو هندي رغم أن الهند عملاق تتقزم أمامه ال 22 دولة عربية مجتمعة.
** كيف يمكن إيجاد مجتمع حقيقي يقدم للإنسانية شيئا ذا قيمة؟
لا توجد وصفة لإيجاد أي مجتمع.. فالمجتمعات هي التي تصنع نفسها وثقافتها وفكرها وتبدع وتسبح مع التيار وضده.. عوضا عن أن تبقى نصف طافية في ماء راكد كمجتمعاتنا.
** كتبت ذات مرة: (أصابتني المرأة السعودية بخيبة أمل كبيرة، فرغم إتاحة فرص التعليم لها بلا حدود وفتح منابر الإعلام أمامها ما زالت تفتقد الكثير)، ما الذي لا تزال تفتقده المرأة السعودية حتى الآن؟
أنت كما يقول الساسة والحكام أخذت كلامي هذا خارج سياقه العام، فقد قرأت حكاية السعودي حامل درجة الدكتوراه في الرياضيات، والذي فوجئ بأن زوجته جاهلة تماما، لأنها لم تسمع بقيثاغورس، (يا للعار) فطلقها، ولهذا قلت إن المرأة السعودية مقصرة، وطالبت بإنشاء معاهد لتأهيل الزوجات ليعرفن كل النظريات الرياضية والعلمية ما عدا نظرية أرخميدس لأنه توصل إليها وهو يركض عاريا من الحمام ويصيح يوريكا (وجدتها)، فنظرية توصل إليها رجل قليل الحياء لا تلزمنا.
** عندما نضع في يد المرأة اليمنى (صولجان) وبيدها اليسرى (سشوار)، ماذا تتوقع أن يحدث؟
لك ولزمانك.. تجنب ذكر المرأة والحكومة بسوء.. صولجان.. سشوار .. منشار.. هذا لا يخصك ولا يخصني.
** ماذا تقول عن هؤلاء:
- د. غازي القصيبي: اعفني من الحديث عن غازي فليس هذا مقام الحديث عن راحل ما زال جرح فراقه طريا.
- قينان الغامدي: صحفي فتلة ومن قلة يتحلون بالجسارة والأمانة المهنية، بس صوته قبيح.
- الرئيس أوباما: رئيس للولايات المتحدة وليس ملزما بمجاملتنا، لكنه يمثل أفضل فرصة أتيحت لنا.. عموما أنا أُحسن الظن بكل من هو أسمر أو أسود.
- عمرو موسى: مظلوم فهو موهبة دبلوماسية فذة مكلف بإدارة جثة شبعت موتا منذ عقود.
- مواطن عربي ما : أنت نسل مهدد بالانقراض فحافظ على نفسك.
** متى بكيت آخر مرة؟
أنا لا أحس بأي حرج في أن تنزل دموعي أمام الناس، لأن دموعي حاضرة، تنهمر عندما أفرح وتصب عندما أحزن.. آخر مرة بكيت فيها قبل نصف دقيقة عندما سألتني عن وطني الذي سيصبح في خبر كان بعد 4 أشهر.
** ما المقال الذي ندمت عليه؟
سؤال حلو.. هل تصدق أنه مقالي الأكثر شهرة والذي سلخت فيه المغنواتي راغب علامة.. صار المقال مثل فيروس إنفلونزا الطيور يظهر وينتشر كل بضعة أشهر فصرت أتضايق كلما أبدى أحدهم إعجابا به. وإذا كتب عنوان المقال في غوغل "وإذا أتتك مذمتي من راغب"، ستكتشف أنه وارد في الإنترنت أكثر من 10 آلاف مرة.
** ما هو القرار الذي ظللت تؤجله وقتا طويلا؟
التوقف عن العمل كأجير.. أمنيتي أن أتقاعد وأنا قادر على الحركة والعمل..
** الثقلاء كيف تتعامل معهم؟ وما هي مواصفاتهم؟
أتجنب الثقلاء قدر المستطاع.. لأن "مشكلتي" تكمن في أنني لا أجيد "التمثيل" ولا أحب جرح شعور أحد.. ومواصفات الثقيل لا تحصى .. بعضهم تعرفه من كلامه وبعضهم من "رخامته".. مثل الذي يتصل بك بعد منتصف الليل ويقول "اوعى تكون نايم".
** متى ينتابك إحساس أنك تقاضيت أتعابك كاملة؟
أنا قنوع وبكل صدق أعتقد أنني نلت من الدنيا أكثر مما كنت أتوقع.
** تعرف الكاتب من جمهوره.. فمن هم جمهورك؟
جمهوري هو مشجعو الهلال والنصر وجمهور محمد عبده والطيب صالح وباعة الخضراوات.. وسائقو سيارات الأجرة وطلاب الجامعات.. أستطيع أن أقول بضمير مستريح إنني سعيد بتنوع ملامح وطبقات جمهوري.
** ما هي مشاريعك المستقبلية؟
بلا مستقبلية بلا بطيخ.. أنا ابن الثقافة العربية.. ثقافة رزق اليوم باليوم.. وأمس لا يُرَدْ، وغدا ليس في اليد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.