كشفت هيئة سعودية رسمية أن الحملة التي قامت بها لمكافحة الإرهاب ساهمت في تراجع 2100 متطرف عن أفكارهم الضالة والتكفيرية. وجاء الكشف عن هذه الرقم خلال افتتاح ندوة خاصة ب"الحسبة"، تعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين، على مدار يومين في العاصمة الرياض. وطبقا للمعلومات التي أوردتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في فيلم وثائقي عرضته على حضور حفل افتتاح ندوة الحسبة، فإن الهيئة قامت بتنفيذ أكثر من 10 آلاف منشط فكري في إطار حملة نجحت في ثني أكثر من ألفي متطرف عن أفكارهم. ولم تعط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي تفاصيل إضافية عن كيفية تمكنها من الكشف عن 2100 متطرف، ولا الفترة التي تمت خلالها عملية مراجعة الأفكار التفكيرية لهؤلاء. ومقابل ذلك، رسم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، ومفتي عام السعودية، أشبه ما يكون ب"خارطة طريق" لمنسوبي وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف، خصوصا الميدانيين منهم، والذين طالبهم ب"الرفق" في التعامل مع الناس. وقال مخاطبا إياهم "لا بد على رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون رفيقا بالناس، وينشر الخير، ليس هدفه الانتقام ولكن إصلاح الخطأ وتقويم الاعوجاج، وليس الهدف فقط مجرد أن يغير ذلك المنكر القائم، ولكن أن يوصل للمخطئ قناعة بأن ما قام به خطأ". ومن أجل تحقيق الرؤية التي حاول مفتي السعودية إيصالها للرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف الذي كان يجلس إلى جانبه، أكد على أهمية أن يكون لدى العناصر الميدانيين في هيئة الأمر بالمعروف "العلم الشرعي" الذي يكفل أن يقوموا بدورهم عن علم إن كان في الأمر أو النهي، مؤكدا لهم أن "الغيرة" وحدها لا تكفي للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال المفتي في هذا الإطار "إن الآمر بالمعروف لا بد أن يكون ذا علم بحقيقة ما يأمر به وحقيقة ما ينهى عنه، لأن العلم إذا فُقد أمر بجهل ونهى بجهل، ومن يأمر بجهل أو ينهى بجهل قد يقع في أخطاء الله بها عليم، وإن كانت عنده غيرة وحمية، ولكن لا بد أن يكون على علم بما يأمر به وينهى عنه، فلا بد أن يكون مبنيا على علم". ودعا المفتي رجال هيئة الأمر بالمعروف للتصدي إلى الفساد الذي تنشره المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية. وقال "إننا نواجه هذا العصر حملات إعلامية جائرة ما بين قنوات فضائية ومواقع إلكترونية فيها شر وبلاء ونشر للفساد والرذيلة، فالواجب على رجال الحسبة مكافحة هذه الشرور سواء في المجتمع أو من خلال القنوات". وساق الشيخ آل الشيخ انتقادات لم يحاول فيها أن يتصيد لأخطاء العاملين في جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال "إن الآمرين بالمعروف ليسوا معصومين من الخطأ، ولا مبرئين من الزلل". وأضاف مستدركا "لكن من الواجب السعي للإصلاح والتناصح، وإذا رأينا من أحد خطأ فالواجب أن نصلح الخطأ وأن نسعى للإصلاح لا للشماتة والتقليل والانتقاص، ولا يجب الطعن في الجهاز أو التقليل منه أو تلمس أخطائه". من جانبه، أعطى الشيخ عبد العزيز الحمين، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ملامح عامة حول الخطوات التطويرية التي قام بها للارتقاء بأداء الجهاز والرفع من مستوى أدائه. وقال إن الرئاسة "وضعت خطة استراتيجية تستهدف التغيير الشامل في الأساليب والأداء مع المحافظة على الثوابت التي قامت عليها الدولة". وأفاد الحمين بأن الرئاسة "بادرت إلى الاستفادة من مؤسسات الدولة وبيوت الخبرة لتطوير العلم الميداني، وذلك بالشراكة مع الجامعات والوزارات والهيئات الحكومية، وإنشاء الكراسي البحثية التي تتمحور حول تطوير الموارد البشرية والأعمال الميدانية والإدارية والتقنية عبر برامج تدريب وتأهيل ودراسة لمختلف الظواهر المجتمعية المتصلة بعمل الرئاسة".