نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين يوم أمس ندوة الحسبة وعناية المملكة العربية السعودية بها. أوضح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز الحمين أن الحسبة لم تكن أهدافها غائبة عن الملك عبد العزيز رحمه الله وهو يضع اللبنات الأولى للمملكة وقد كان يمارس ويحيي شعيرة الامر بالمعروف بنفسه ويساند حاجات المجتمع الأساسية في مثال مميز للتخطيط الاستراتيجي و يعطي الامر بالمعروف الأولية التي يعطيها للمرافق الاخرى هو الامر الذي تتابع عليه ابناؤه من بعده. مشيرا الى ان هذه الندوة تكشف عن صورة من صور الدعم والمساندة التي تلقاها الرئاسة العامة لتقدم ابحاثا ودراسات تقدم الاثر والمساهمة العلمية الفاعلة لهذه الشعيرة العظيمة مشيدا بالموافقة الكريمة من مقام خادم الحرمين على اقامة هذه الندوة ورعايتها. ولفت الحمين الى ان الرئاسة وضعت خطة استراتيجية تستهدف التغيير الشامل في الاساليب والاداء مع المحافظة على الثوابت التي قامت عليها الدولة حفظها الله. وبيّن الحميّن ان الرئاسة بادرت الى الاستفادة من مؤسسات الدولة وبيوت الخبرة لتطوير العلم الميداني وذلك بالشراكة مع الجامعات والوزارات والهيئات الحكومية وانشاء الكراسي البحثية التي تتمحور حول تطوير الموارد البشرية والاعمال الميدانية والادارية والتقنية عبر برامج تدريب وتأهيل ودراسة لمختلف الظواهر المجتمعية المتصلة بعمل الرئاسة. وأردف الحمين قائلا:ً أن الرئاسة سعت لتسخير التقنية والوسائل المساعدة لقيم العمل الميداني بدقة عالية. وفي ختام كلمته رفع معاليه أبلغ آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين راعي هذه الندوة وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني على يقدمونه من دعم ومساندة لجهاز الهيئة مثنيا بالشكر لأصحاب السمو الملكي الامراء وسماحة المفتي العام وأصحاب المعالي والحضور. قال سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ : إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أفضل الأمم كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، إن هذه الأمة هم الآخرون السابقون يوم القيامة، وإن أمة محمد خير الأمم، أختار لها من الدين أكمله، ومن الشرائع أتمها، واختار لها أفضل الرسل صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة المحمدية خير الأمم وأفضلها وأكرمها. وأضاف سماحة المفتي أن من خصائص هذه الأمة ما جاء في قوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها خير أمة، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الإسلام لصيانة الدماء والأعراض والأخذ عن يد السفيه ويعيش الناس في أمن وسكينة واستقرار ووصف سماحته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه صمام أمان للأمة يقيها من الكوارث ويحفظ شبابها ويجعلها تعيش في الخير ويصلح أحوالها وتستقيم به أمورها. وأضاف سماحته أن أهل الإيمان حقاً هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر لأن إيمانهم ظاهر وباطن أما المنافقون فهم الذين يتظاهرون بالإسلام وقلوبهم حاقدة عليه. مؤكداً سماحته بأن بلادنا هي الدولة الوحيدة التي تحافظ على هذه الشعيرة ولا يوجد في عالمنا الحاضر هيئة مختصة بهذا الجانب العظيم إلا في بلادنا مضيفاً أنه إذا عطل الأمر بالمعروف في مجتمع ما فإنه لابد أن يعمّّ الفساد والبلاء وسخط الله. وقال سماحته:إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خُلق نبينا صلى الله عليه وسلم لأنه بعث في كل خير وبتوحيد الله وطاعته والتزام شرعه. وأضاف سماحته: إننا نواجه في هذا العصر حملات إعلامية جائرة عبر قنوات فضائية ومواقع الكترونية تبث الشر والبلاء وتدعو للفساد والرذيلة والواجب على رجال الحسبة مكافحة هذه الشرور ومقابلة الباطل بالحق. وأردف سماحته بأن الأمر بالمعروف ليس معصوماً من الخطأ والواجب التناصح وإذا وجد الخطأ لا بد أن يصلح بالمعروف لا بالشماته والانتقاص من الجهاز أو الطعن فيه أو تلمّس أخطاء الآمرين بالمعروف ومن وجد خطأ عليه الإتصال بالمسؤولين لإصلاح الخطأ. وأكد سماحته على ضرورة أن يكون الآمرون بالمعروف والناهون عن منكر على علم بما يأمرون به وما ينهون عنه لأن الذي يأمر عن جهل قد يقع في أخطاء وأن يكون الآمر بالمعروف رقيقاً في أمره ونهيه وليس للإنتقام فالهدف التقويم وإصلاح الإعوجاج وأن أصل بالمخطئ ليعرف خطأه ويقلع عنه عن قناعة وعلم حقيقي وأن يرحم أهل المعاصي الذين استحوذ عليهم الشيطان وينصحهم ويأخذ بأيديهم ولكن ليس بالشماتة والفرح فيهم وأن يكون الآمر بالمعروف مصلحاً لا منتقماً ولا متسلطاً وأن يكون ذا حلم وصبر ولا ينتصر لنفسه ويتحمل كل الأمور ولا يغيّر المنكر بمنكر أكبر منه.