نفى الكاتب يحي الأمير في مقابلته مع الدكتور عبد العزيز قاسم في برنامج البيان التالي على قناة دليل أن يكون قد عمد إلى وصف حديث نبوي بالتوحش وأن ما قاله كان في سياق بحثه عن تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم وهي مهمة لن يتنازل عنها، وتأتي توضيحات الأمير في ظل تداول تسجيل تلفزيوني فهم من سياقه وصفه لحديث بالتوحش مما أثار موجة غضب على نطاق واسع ضد الكاتب وسط مطالبات بالاعتذار ودعاوى قضائية بتهمة الإساءة للنبي الكريم. وأرجع يحي الأمير إثارة هذا الموضوع بعد مرور 5سنوات على ما قاله عبر قناة الحرة الأمريكية لما وصفه بمزايدة الدكتور محسن العواجي في سياق قوله (إذا أرتم أن تحاسبوا صاحب هذه الفتوى فلنحاسب فلاناً يقصد يحي الأمير ) واصفا ذلك بأنه نوع من المزايدة واللعب واستخدام الأدوات. وقال الأمير: ما يتم الحديث عنه الآن هو في النهاية مسألة تعنيني أنا، فإن حدث مني هذا وارتكبته فالخاسر، الذي سيلقى الله بما قال هو أنا، وحينها سيكون عملي ومغفرة الله هي التي ستحدد ربحي من خسارتيز بيني وبينهم الله وقال الكاتب: اتهامي بوصف النبي بهذا الوصف مما أبرأ فيه إلى الله تهمة فضلا عن أن يكون فعلا أنا قمت به، ووالله لا إسلامي ولا ديني الذي لا يزايد عليه أحد ولن يسلبني فيه أحد يسمح لي أن أقع في مثل هذا الوصف وبي من اليقين وبي من الاستقواء بالله تعالى ما يجعلني أؤمن وأرى أنه أن يبيت الرجل مصاباً في ماله أو في نفسه أو في زوجه أو في بيته خير له من أن يبيت وفي رقبته مثل هذه التهمة أو مثل هذا الجرم وأضاف: فالذين قالوا وذكروا في أكثر من موقع وأصروا على أنني وصفت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف بيني وبينهم الله تعالى هو حسبي ونعم الوكيل ولأقاضينهم عند الله تعالى . ونفى الأمير أن يكون قد قصد في حديثه الذي جاء في المقطع الذي تداوله الكثير عبر الشبكة العنكبوتية حديث (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء( مشيرا إلى إن السياق كان عن عدة أحاديث منها ما ضعفه العلماء مثل أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان هذا الحديث الشيخ محمد بن الأمين والشيخ الألباني وغيرهم وقفوا عنده وأنكروه وقالوا هذا حديث منكر – بحسب قوله – قبل أن يتداخل الدكتور محمد الهبدان ويبين خطأ الكاتب وصحة الحديث المذكور وأنه مروي في صحيح مسلم. وفسر الكاتب مقصده بقوله: بداية الجملة كانت كالتالي (وسأتحدث بمعنى كلامي لن أتحدث بالنص) أن الأحاديث التي يشعر المسلم أنها ستؤدي إلى فعل أو إلى قيمة من خلال استشهاد الناس بها هذه القيمة لا تليق بالنبي الأعظم ولا جنابه الكريم أنا أتصور أنني بحاجة فيها إلى التالي وهذا ما قام به العلماء أن أعود وأتأكد من سند الحديث وأتصور أن هذا مشروع ولا يخالفني فيه عاقل الإجراء الثاني الذي ذكرته أن أذهب وأعيد النظر في السياق الذي يوظف فيه الناس هذا الحديث. وكشف الأمير عن تلقيه اتصالات من طلاب علم وعلماء -لم يسمهم- أكدوا وضوح مقصده وأنهم قالوا له لو أنك قلت مكان هذا الوصف أن أي حديث يتبدى أن في نكارة أو ضعف لكان أجدى. وردا على سؤال من مقدم البرنامج عن موقفه من الحديث الذي انتقده وهو ثابت عن رسول الله وأخرجه البخاري ومسلم قال يحي الأمير: ليست من هذا الحديث فقط أنا مؤمن بأن "ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرمهم" هذا خطاب لي مثل ما هو لكل الناس فما قاله النبي وصح عنه صلى الله عليه وسلم فهو مما قضى به الله ورسوله فكينونة الخيار منتفية فهذا الحديث وغيره من الأحاديث هو سندي ومصدري الذي أعيش عليه كما يعيش كل المسلمين على كتاب الله وسنة نبيه. خطأي وليس خطأ غيري وفيما يتعلق بطلب الدكتور قاسم بتوبة صريحة من الخطأ واللبس الذي وقع، رد الأمير متسائلا: هل هو خطأ أم لبس؟ وتابع: بالنسبة لمن يتوسم في الناس خيراً فإن أسماه خطأً قبلته وإن أسماه لبساً قبلته لكن معياري الأول ومرادي الأول، هو العودة - إذا كان هناك خطأ- قبل أن يقال ماذا قال فلان وماذا كتب فلان ماذا سجل في صحيفتي أنا، فأن من سيلقى الله بهذا الخطأ وليس غيري. وعن سبب عدم مبادرته بالتبرأ مما نسب إليه بالرغم من مرور عدة أسابيع على تعريض الدكتور محسن العواجي بما قال، سيما أن تحركه أتى بعد أيام قليلة من مقاضاته من قبل مواطنين بالمحكمة الجزئية بجدة، قال الكاتب يحي الأمير: طوال خمس سنوات كنت أتلقى اتصالات من بعض الأصدقاء والزملاء وبعضهم من طلاب العلم الشرعي وكانوا يسألونني عن هذا المقطع وكنت أقول لهم أشهد الله على أن قصدي كذا، فتنتهي عند السؤال عنها، فالقضايا العلمية إذا أديرت في حيز الاتصال والمجلس فتظل في حيزها، أما إذا خرجت للإعلام فعليك أن تخرج للإعلام. أنا طالب علم شرعي!! وأمام إصرار الكاتب على كونه طالب علم شرعي سأله قاسم عن تخصصه الدراسي فأجاب بأنه (لغة عربية ونقد)، فعادوه بالسؤال عن المشايخ الذي تتلمذ على أيديهم، لكن الأمير لم يذكر أحدا وإنما قال: أنه ثنى أجفانه بين أغلفة الكتب وبين صفاتها وهو نوع من طلب العلم، وهنا قاطعه قاسم مسنكراً أنتم تطالبون بالتخصص، وكثير ينقمون على الشرعيين التدخل في السياسة والاقتصاد و غيرها ، وإذا قلب الأمر على الإعلاميين والمثقفين أصبحت الشريعة أصبحت كلأً مستباحاً؟!! ورد يحي الأمير بقوله: الشريعة ليست شريعة الشيخ ولا شريعة الفقيه ولكنها شريعة الإعلامي ورجل الشارع وشريعة الجميع. قاسم: من يترصد بمن؟ وأبدى الضيف استياءi مما وصفه بالترصد المتعمد، لكن مقدم البرنامج قاطعه بقوله: وأنا أسمع هذا الكلام اقشعر بدني!! من يترصد بمن الشرعيون أم أنتم؟ معدداً بعضا من الحوادث المشابهة لكتاب الصحافة الليبراليين ضد المرجعيات الدينية مثل حادثة الهجوم على الشيخ الشثري والمنجد وغيرها. الشايع: لم ألاحظ حبه للرسول في مقالاته!! من جانبه تداخل الدكتور خالد الشايع أستاذ الثقافة الإسلامية مبديا فرحه أن يكون يحي الأمير يكون محبا لسول الله وأن يكون مدافعا عنه كما ذكر وأن الكريم، مشيرا إلى أنه لم يلاحظ ذلك الحب للرسول وسنته في كتابات يحي الأمير وعبر مقالاته مطالبا الأمير بالإفصاح عن رأيه في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر خيارات ثلاثتة طرحها وهي: هل هو قبول مطلق؟ أم رفض مطلق أم أنها تخضع لديه للنقد العقلي الذي من جملته وصف التوحش كما أشار؟ منوها إلى أنه لا يتدخل في النية والمقصد فهي بين الكاتب وبين ربه لكن هناك قاعدة كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب :"أن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأن الوحي انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا منكم ....". الهبدان: التوحش مقياس يحي الأمير في قبول الأحاديث ورفضها!! وأوضح الدكتور محمد الهبدان (المشرف العام على مؤسسة نور الإسلام) أنه لم يتداخل في البرنامج لمحاكمة يحي الأمير لأن هناك قضية مقدمة إلى المحكمة الجزئية بجدة بخصوص ما نسب إليه، مشيراً إلى أن الكاتب جعل المقياس في قبوله الأحاديث ورفضها التوحش مطالبا رأيه في عدد من الأحاديث الصحيحة التي تتعلق بفتنة النساء وهل هي توحش أيضاً، منوها على أن الأمير ما هو إلا نموذج لواحد من الكتاب الموجودين في الصحافة السعودية والذين يقومون بالحكم على الأحاديث وفق عقولهم فإن قبلتها أقروا بصحتها وإلا فلا تصح، فأصبحوا يردون الأحاديث وإن كانت في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى – البخاري ومسلم – . وقال الهبدان: إلى الآن لم يعتذر الأخ يحي فيما اعرف اعتذاراً صريحاً عن الخطأ الذي وقع فيه، ولابد أن يكون الاعتذار صريحا عن لفظة المتوحش وإنما أراد أن يبرر خطأه، مطالباً بإصدار نظام لمحاسبة الكتاب، مستشهدا بما حصل في الكويت من منع نصر أبو زيد من دخول الكويت لتعرضه للثوابت. العمرو: ما قاله الأمير تبرير لا اعتذار وقال الدكتور عبد الله العمرو: إن ما قاله عن الكاتب في تصريحه لأحد المواقع الإلكترونية عن تلك المقولة إنما هو تبرير لما صدر أكثر من أن يكون اعتذاراً عنه، مدللاً على ذلك باستشهاده في بداية حديثه لموقع العربية.نت بحديث مشابه ضعفه الشيخ الألباني معللاً أن ما صدر منه إنما يندرج في نفس السياق بينما كان كلامه بعيدا عن النظر في سنده أو صحته أو ضعفه وإنما هي مدافعة لمضمون هذا الحديث.