علمت" سبق" من مصادر خاصة أن القضية المرفوعة ضد الكاتب السعودي يحيى الأمير أمام المحكمة الجزائية بجدة بتهمة وصف حديث نبوي والرسول صلى الله عليه وسلم بالمتوحش ، سيتم صرف النظر عنها لعدم اختصاص المحاكم ولائيا بنظرها حسب الأنظمة والتعليمات ، مشيرة إلى أن نظرها يتطلب رفعها من هيئة التحقيق والإدعاء العام أمام اللجنة المختصة بالقضايا الإعلامية وأن وزارة العدل أبلغت المحكمة بذلك. وكانت محكمة جدة حددت يوم الثلاثاء 25 جمادى الثانية من العام الجاري (8 يونيو 2010) موعداً للجلسة الأولى لنظر القضية المرفوعة ضد الكاتب السعودي يحيى الأمير. وقدمت المحكمة يوم الأربعاء الماضي طلب استدعاء للأمير، وطالبته بضرورة حضور الجلسة الأولى في موعدها عند الساعة الثامنة صباحاً . ويأتي استدعاء الأمير بعد الشكوى التي رفعها عدد كبير من المواطنين، وفقاً لضوابط رفع دعاوى الحسبة من المواطنين على المنكرات الصادر من ديوان مجلس الوزراء برقم خ /133/م وتاريخ 6-1-1427ه، والتي تشير إلى أن دعوى الحسبة هي التي تقدم دفاعاً عن حق من حقوق الله جل شأنه دون أن يطلب فيها حق خاص . وفي ذات الشأن أكد القائمون على حملة محاكمة يحيى الأمير عبر موقع الفيس بوك، والذي تجاوزت فيه الحملة أكثر من 5 آلاف عضو، بأنهم سيستمرون في الحملة ولن يستسلموا للتهديدات التي تلقاها عدد منهم من قبل أشخاص مجهولين . وتعرض اثنان من المسؤولين القائمين على الحملة قبل عدة أيام لبعض التهديدات من قبل أشخاص مجهولين يطالبونهما بضرورة إنهاء الحملة وإيقافها نهائياً أو سيتم تخريب مواقع الحملة وإغلاق ملفاتهما من الفيس بوك . ومع إصرار القائمين على الحملة تم حذف صفحتيهما عن طريق إدارة الفيس بوك، إلا أنهما أكدا أنهما مستمران رغم التهديدات التي تلقياها وسيقومان بفتح 100 ملف بدلاً من ملف واحد حتى تنجح الحملة في الانتصار لنبي الرحمة وحتى لا يتجرأ أي كاتب أو أي شخص آخر بالتطاول على الثوابت . وكان مواطنون ومقيمون قد تقدموا بشكوى للمحكمة بجدة لنظر القضية ومعاقبة الكاتب يحيى الأمير بعقوبة شرعية، لتشكيكه بأحد الأحاديث النبوية الصحيحة ووصفها ووصف الرسول الكريم بالمتوحش. وأرفق المدعون نسخة فيديو من حديث الكاتب يحيى الأمير في برنامج "مساواة" ضمن شكوتهم كإثبات قاطع يدين الكاتب وما بدر منه من أقوال تسيء للإسلام والأحاديث النبوية الشريفة وفيها تهجم على شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) وفقاً للشكوى المرفوعة. وتأتي هذه القضية بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع الإنترنت للكاتب يحيى الأمير في برنامج "مساواة" على قناة الحرة، وهو يشكك في حديث وارد في البخاري ومسلم (عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"). والذي علق عليه بالقول: "الأحاديث التي في جانب في خطابها "متوحش" أما أشك في صحتها أو أشك في سياقاتها أو لا أرى أن هناك خطاباً نبوياً على الأرض يستعين بالسماء ويتواصل مع السماء والله تعالى من خلال الوحي أن يكون خطابه بهذه الوحشية المفرغة من سياقاتها". وكان الأمير أعلن على الهواء مباشرة في برنامج "البيان التالي" على قناة "دليل" توبته وتراجعه عن خطأه في وصف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالكلام المتوحش , وقال في البرنامج الذي يقدمه الدكتور عبد العزيز قاسم - أعلن تراجعي واستغفاري عن كل خطأ في النقل , وتراجعي توبة لله عز وجل بكل قوة مما حدث أو ما أسيء فهمه على لساني, مؤكدا أنه يؤمن إيمانا كاملا بما جاء عن رسول الله . وقال الأمير إن ما تم تداوله من مقطع فيه كلام له عن وصف ما جاء في حديث رسول الله بالتوحش ليس جديدا , بل عمره خمس سنوات , وسبق أن أوضحت موقفي منه لكل من سألني عنه من المشايخ وقلت رأيي . وقال يحيى الأمير :" أنا طالب علم , وما أعرضه من أراء هو من طالب علم , وكل ما أصل إليه من أراء وأطروحات يحتمل الخطأ والصواب , ويمكن تخطئة ما أقول أو يصوب ما أقوله , وسوف يحاسبني ربي على ذلك ". وطالب بأن ينظر كل مسلم في ما يرد من أحاديث رسول الله وقال" الأحاديث التي يشعر المسلم والتي ستؤدي إلى قيمة أو فعل أو شيء يليق برسول الله ونهجه وما يدعو إليه نلتزم بها" . وأضاف الأمير: أنا أتقوى بالله وان أخطأت فمن نفسي , وأعلن استغفاري لله وتراجعي عن كل خطأ في النقل واعتذاري وتراجعي بكل قوة وهذا شرف لي أرفع راسي به , فأنا إلتزم بما صح عن رسول الله , وما قضى الله به ورسوله أمرا فنتبعه".