في رده على ما ورد في تصريح سابق نشرته "العربية.نت" يوم الخميس 4-3-2010 للشيخ د. محمد النجيمي وطلب فيه الأخير نقل بعض الأسئلة إليه ومتحدياً أن يتمكن من الرد عليه، أكد الكاتب السعودي حمد الباهلي "للعربية.نت" أنه لن يرد على ما وصفه بأسلوب النجيمي في الاتهامات بعيداً عن جوهر الموضوع. شخصنة الموضوع وقال الباهلي: "بداية أود التوضيح أن الشيخ ومن خلال الأسئلة التي طلب نقلها لي يحاول شخصنة الموضوع بشكل واضح وبعيداً عن القضية الرئيسية. وشخصياً لن أنزل لهذا المستوى، ولست على استعداد بأي حال من الأحوال لمجاراته". وحول الأسئلة التي طلب النجيمي منه الرد عليها، أكد الباهلي "أولاً من ذكرهم النجيمي ممن يتهجمون على الوطن أو الإسلام لا أعرفهم ولم أسمع بما قالوه، وهناك جهات مختصة بمتابعة مثل هذه الأمور". وتابع: "موقفي معروف من إيران وسورية وحزب الله، ومع ذلك أزور سوريا ولبنان. كما أنني لست "مطنشا" كما يرى النجيمي، وبخاصة تجاه الكلام الضار بمصالح البلد والدين". وطالب الباهلي النجيمي بأن يثبت كلامه، وحث على ردعه قائلاً: "عندما يتهم زملائي الصحفيين بأنهم طابور خامس فلا بد من المطالبة بردع من يقول هذا الكلام حتى إثباته". كما أوضح أن مقاضاته لا تحتاج إلى قبوله بالتحاكم وأبواب المحاكم الشرعية مفتوحة، مضيفاً " أما حول الاستراتيجية الإيرانية فرأيي معروف فيما يخص السياسة، أما المجال المخابراتي فله رجاله، وسبق وقلتُ أنني لست معنياً بشخص النجيمي وإنما بما يقوله، وأن حدود اهتماماتي المباشرة تنحصر فيما يهمني كسعودي ومسلم". وختم الباهلي حديثه ل "العربية.نت" قائلاً: "مرة أخرى أنا لست معنياً بمن لا أعرفه أو لم أسمع ما قال، فهناك جهات متخصصة في متابعة أمثال هؤلاء، وفي كل البلدان الإسلامية علماء تقاة جديرون بالرد على كل من يتعرض للدين الإسلامي ورموزه". كما تجاوز الرد على بقية أسئلة النجيمي واصفاً إياها بأنها "أو ما وراءها تدخل في مجال محاكم التفتيش". يذكر أن النجيمي في حديثه ل "العربية.نت" قد رحب بدعوة الباهلي بمقاضاته، مطالباً إياه بأن يكون على قدر من الشجاعة للتحاكم أمام المحاكم الشرعية وليس أمام لجان إعلامية. وقال: "عندها ستسقط الكثير من الرؤوس". وكرر النجيمي انتقاداته الأخيرة لمجموعة من الصحفيين الذين وصفهم بأنهم لا يتحرون الحقائق ويحاولون شن هجمة إعلامية أخرى ضد الشيخ البراك على غرار ما حدث مع الشيخ سعد الشثري على حد تعبيره. وطالب الباهلي بمحاكمة نفسه أولاً، كما عزا أسباب امتناع الباهلي والصحفيين إلى عدم الرد على بعض من ينتقد علماء الإسلام إلى خوفهم من سيطرة بعض الأحزاب أو تجاهلهم الأمر أو تماهيهم مع الفكر الإيراني. كما نفى النجيمي أن يكون حديثه في لحظة غضب، متحدياً الباهلي أن يجيب على أسئلته وغيرها مما ذكره حول جوانب عديدة. وتعود خلفية الموضوع إلى كون النجيمي قد ظهر في مداخلة هاتفية في قناة "الاقتصادية" الفضائية أثناء برنامج يناقش تفاعلات فتوى الشيخ البراك الأخيرة واتهم العديد من الكتاب بالتغاضي والصمت عما وصفه بالتكفير الفعلي من قبل بعض المراجع والنواب السياسيين. وذكر أن بعض الصحفيين يشكل طابوراً خامساً وبعضهم الآخر خطاً إيرانياً. وفي اليوم التالي مباشرة كان الرد من قبل الكاتب الباهلي الذي طالب بمقاضاة النجيمي على حديثه ووصفه للصحفيين. هذا فيما كانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، قد حجبت موقع الشيخ البراك، إثر فتواه الأخيرة، كما حجبت موقع "نور الإسلام" للداعية الهبدان الذي أعلن تأييده لفتوى البراك التي أثارت ردود فعل غاضبة في السعودية وخارجها، وكانت مادة دسمة لوسائل الإعلام الغربية طوال الأسبوع الماضي. وتخطت ردود الأفعال الغاضبة عليها حدود السعودية، ومن ذلك اعتبار علماء الأزهر الفتوى غريبة مطالبين الشيخ البراك بالتراجع عنها حتى لا يتهم الدين الإسلامي بالتطرف الفكري. فيما أكد الشيخ أحمد الغامدي صاحب الأطروحات المعروفة حول جواز الاختلاط أن الفتوى لا قيمة لها. ورأى باحثون شرعيون أن عدم الرد عليه يندرج ضمن الحرص على ناحية المجاملة الودية دون تقديم واجب النصح الديني، مؤكدين أن بعض العلماء ممن لهم قاعدة شعبية قوية وعصبية يطلقون مثل هذه الفتاوى.