عاد الموقع الرسمي للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، المعروف ب"علامة الرياض"، للعمل بعد 24 ساعة من إغلاقه إثر فتواه الأخيرة المثيرة للجدل بإباحة قتل "من يبيح الاختلاط". وقد تناقلت الصحف والفضائيات خبر إعلان حجب موقع الشيخ البراك من قبل الجهة المختصة (مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) والذي يعد الأول من نوعه. فرغم فتوى البراك في مارس/ آذار 2008، بقتل كاتبين سعوديين على إثر مقالين اتهمهما فيهما بالردة، لم يحجب الموقع في ذلك الوقت. وقد أعيد افتتاح الموقع ورفع الحجب عنه من الجهة المختصة مساء الاثنين، إلا أن الحظر والحجب ما زالا ساريين المفعول على شبكة نور الإسلام التي أيدت الشيخ البراك في فتواه وهي تابعة للشيخ محمد الهبدان وهو من الرموز السلفية السعودية. كما أن الفتوى نفسها مثار الجدل موجودة ضمن قائمة المحتوى في موقع الشيخ البراك، ويفسر الصحفي السعودي حمد العشيوان عودة الموقع بأنه "إرضاء لشخصية الشيخ البراك الذي يتمتع بكاريزما كبيرة في الوسط السعودي". وأضاف العشيوان بحديثه للجزيرة نت أن الإغلاق جاء كرد رسمي غير معلن للقرار السياسي السعودي للتعبير عن عدم رضاه عن "فتوى الاختلاط" المثيرة للجدل، والتي وضعت القرار السياسي أمام موجة من السخط من الذين وصفوها "بالفتوى التحريضية" وطالبوا فيها بمحاكمة الشيخ البراك، بينما أيده آخرون من العلماء عبر مواقع الإنترنت. وقال أيضا إن رفع الحظر تم عبر الضغط القوي الذي تمثله الشخصيات الدينية السعودية من نفوذ كبير خاصة لدى العلماء السلفيين. واعتبر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية بجدة الدكتور أنور عشقي (وهو مقرب من أصحاب القرار) "التخبط" الذي حصل بشأن حجب وإعادة موقع البراك، بأنه يعود إلى أن الجهات العليا في الدولة –دون أن يسميها- رأت ضرورة رفع الحجب والتعامل مع الفتاوى والعلماء المتشددين بنوع من الحوار الذي انتهجته سياسة المملكة. وقال عشقي للجزيرة نت "الحوار أضحى قضية فكرية للحكومة السعودية خاصة مع المتشددين، وترك الأمر للنقاش والتناول بين أطياف المجتمع". ولم يتسن لمراسل الجزيرة نت الحصول على تعليق من قبل الشيخ البراك بعد محاولات متكررة للوقوف على إعادة فتح الموقع من جديد، وامتنع عدد من العلماء عن التعليق على إعادة فتح الموقع مكتفين بالقول إنها حرية الكلمة وعدم تكميم الأفواه.