واصلت وزارة الداخلية جهودها في تعزيز الأمن الداخلي وإحكام قبضتها على معتنقي الفكر الضال من قائمة المطلوبين التي أعلنتها العام الماضي، وذلك بعد أن أعلنت أمس إلقاء القبض على المطلوب أحمد فطيم الهذلي في محافظة ينبع في منطقة المدينةالمنورة والذي يحمل الرقم عشرة في القائمة. وأكد اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أن المتابعة الأمنية للمطلوبين للجهات الأمنية قد أسفرت عن إلقاء القبض على الهذلي، مشددا على أن الأجهزة الأمنية المختصة تتخذ الإجراءات كافة التي من شأنها متابعة هؤلاء المطلوبين وضبطهم وتطبيق الإجراءات النظامية بحقهم. ولفت إلى أن الفرصة لا تزال قائمة أمام بقية المطلوبين للمبادرة بتسليم أنفسهم والعودة إلى جادة الصواب، وأنه سيتم أخذ ذلك في الحسبان عند النظر في أمرهم إضافة إلى استفادتهم من برامج الرعاية التي توفرها الدولة. وقال التركي لصحيفة «الاقتصادية» السعودية اليوم إن السلطات السعودية لم تتأكد حتى الآن من علاقة المطلوب أحمد الهذلي بالمحاولة الغاشمة للاعتداء على الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، إلا أنه أوضح أن المطلوب ما زال يخضع للتحقيقات، في إشارة إلى عدم وجود معلومات حتى الآن عنه وعلاقته بتنظيم القاعدة. وقال: «إن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية سبق أن أكد عدم التحدث إلا مع وجود الحقائق، والحقائق لا تظهر إلا من خلال التحقيق مع الشخص المقبوض عليه». وفيما يتعلق بمدة وجودة في المملكة، أوضح أن ذلك أيضا سيظهر بعد التحقيقات. وأشار إلى أنه لا يملك معلومات تتعلق بالمكان الذي تم فيه إلقاء القبض على أحمد الهذلي في ينبع بالتحديد، مؤكدا أن الخطة الأمنية المحكمة أسهمت في إلقاء القبض عليه، موضحا في الوقت نفسه أن المطلوب لم يكن مسلحا. وكانت المملكة قد اعتمدت استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب, وحرصت على أن تشارك جميع مؤسسات المجتمع في تنفيذ هذه الاستراتيجية, كل في مجال اختصاصه, ونجح علماء المملكة في إيضاح منافاة الإرهاب لتعاليم الإسلام, وما تمثله الأعمال الإرهابية من اعتداء محرم على الأنفس المعصومة من المسلمين وغيرهم, وتفنيد مزاعم الفئة الضالة، التي تروجها التنظيمات الإرهابية لتبرير جرائمها أو كسب أي تعاطف معها. وحث علماء المملكة عموم المواطنين والمقيمين في البلاد على التعاون مع الجهات الأمنية في التصدي للفئة الضالة والإبلاغ عن المتورطين في الأعمال الإرهابية, كما كان للعلماء دور كبير في مناصحة بعض المتأثرين بدعاوى الفئة الضالة في الوقت الذي كانت فيه الجهات الأمنية تحقق نجاحات متتالية في ملاحقة أعضاء هذه الفئة المتورطين بارتكاب جرائم إرهابية وتوجيه عدد كبير من العمليات الاستباقيه والتي حققت نجاحاً كبيراً في إفشال مخططات إرهابية في عدد من مناطق المملكة . وعملت الدولة عبر أجهزتها الرسمية على تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره من خلال إعادة تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية التي قد تستغل لغير الأعمال المشروعة، وقد كان لهذه العناصر انعكاسات إيجابية على أرض الواقع بتحقيق رجال الأمن نجاحات كبيرة ضد هذه الفئة الضالة وإفشال أكثر من 95 في المائة من المخططات الإرهابية قبل تنفيذها, والوصول إلى عدد من الخلايا النائمة وتلك التي توارت تحت ضربات رجال الأمن للفئة الضالة.