كشفت شرطة إمارة دبي هوية 11 مشتبهًا بهم في عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح القيادي البارز في "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في أحد فنادق الإمارة يوم 20 يناير الماضي. وقال القائد العام لشرطة الإمارة ضاحي خلفان تميم في مؤتمر صحفي: إنه يحتمل أن يكون قادة دول محددة قد أعطوا أوامرهم إلى أجهزة استخباراتهم لقتل القيادي العسكري بحماس، ولم يستبعد أن يكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) خلف العملية، كما أنه لم يستبعد تورط جهات أخرى، حسبما أفادت قناة "الجزيرة" الفضائية. وقدم تميم تفاصيل عن عملية عالية التنظيم نفذت الاغتيال خلال 20 دقيقة وفق معرفة دقيقة بتحركات المبحوح منذ لحظة وصوله إلى مطار دبي. وذكرت شرطة دبي أن قائمة المتهمين تضم كلا من بيتر إيليفنجر (المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسي، وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية، وهم كيفين دافرون (المتهم الثاني) وجايل فوليارد (المتهمة الثالثة) وإيفان دينينغز (المتهم الرابع). كما تضم القائمة ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية، وهم بول جون كييلي، وميلفين آدم ميلداينر، وستيفين دانيل هودز، ومايكل لورانس بارني، وجيمس ليونارد كلارك، وجوناثان لويس غراهام، كما تضم المتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألماني. وعرض القائد العام لشرطة دبي أشرطة فيديو تبين وصول فريق الاغتيال عبر رحلات طيران متفرقة، حيث نزلوا قبل يوم من وصول المبحوح في فنادق مختلفة، ثم انتقلوا إلى غرفة مقابلة للغرفة التي سكنها قيادي حماس. وأوضح تميم أن الجناة عمدوا للعديد من وسائل المراوغة والتنكر مثل استخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس والتخفي في أزياء متنوعة بين رسمية ورياضية لإخفاء وتغيير هيئاتهم الأصلية. وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين للمبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد معرفتهم لموعد وصوله، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين استقلا معه نفس المصعد في الفندق ونزلا منه أيضًا في ذات الطابق وتبعه أحدهما للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها. وأظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين عند الساعة الثامنة مساء يوم وقوع الجريمة في 19 يناير، وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة غرفة المبحوح لتسهيل مهمة فريق التنفيذ، ومن بين أعضائه العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم جهازًا إلكترونيًّا لفكّ شفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصوله. وتبيّن في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق ومن القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة أن المبحوح وصل إلى غرفته عند الساعة 8:25 مساءًا، حيث يُرجح أن جريمة القتل قد تمت في فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتبارًا من دخول المبحوح إلى غرفته.