كشفت شرطة دبي عن تفاصيل قضية مقتل القيادي في حركة حماس محمود المبحوح وتوصّلت إلى أسماء وهويات العناصر المتورطة في الجريمة وعرضت شريطاً مصوراً رصد تحركات هؤلاء العناصر البالغ عددهم 11 شخصاً ويحملون جوازات سفر أوروبية سليمة ومن بينهم امرأة. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم أن الشرطة نجحت في جمع قرائن مهمة في مقدمتها أشرطة مراقبة تلفزيونية تم من خلالها رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم إلى دبي لحين مغادرتهم، وأوضح ان شرطة دبي تمكنت من رصد تحركات جميع المتهمين بعد تحديد هويتهم خلال زمن قياسي لم يتجاوز 24 ساعة، ونجحت في حصر دائرة الاشتباه في مجموعة عناصر من ذوي الجنسيات الأوروبية وصلت إلى دبي تقريباً في نفس وقت وصول محمود المبحوح، وغادرت البلاد قبيل اكتشاف جثة القتيل في أحد الفنادق المعروفة في دبي. وأوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين تضم كلا من بيتر إيليفنجر (المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسي وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية وهم كيفين دافرون (المتهم الثاني) وجايل فوليارد (المتهمة الثالثة) وإيفان دينينغز (المتهم الرابع)، إضافة إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم بول جون كييلي وميلفين آدم ميلداينر وستيفين دانيل هودز ومايكل لورانس بارني جيمس ليونارد كلارك وجوناثان لويس غراهام والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألماني. وأظهرت أشرطة المراقبة المصورة في كافة المواقع لاسيما في فندق البستان الذي نزل فيه المغدور في 19 يناير 2010، ان المتهمين الأربعة شكلوا أربعة فرق للمراقبة تكوّن كل منها من شخصين، إضافة إلى فرقة بينما تركزت مهمة المجموعة الخامسة - والتي ضمت أربعة أشخاص - على تنفيذ الجريمة. وبدأ المخطط مع تعاقب وصول المتهمين إلى دبي مساء اليوم السابق ليوم الجريمة حيث نزلت عناصر الفرق الخمسة المتورطة في الجريمة في فنادق متفرقة ضمن مواقع مختلفة في دبي ولكنها متقاربة نسبياً، وقالت شرطة دبي أن كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن المتهم الأول بيتر إيليفنجر لعب دور مسؤول التنسيق اللوجيستي للفريق حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي ثم قام بحجز غرفة محددة في فندق البستان روتانا هي الغرفة رقم 237 المقابلة لغرفة المبحوح (رقم 230). واستخدم المتهمون الغرفة (237) قبيل تنفيذ مخططهم، في حين لم يحل إيليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها بل هم بمغادرة البلاد قبيل إتمام رفقائه للجريمة بوقت وجيز. وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقّب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين لمحمود المبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد معرفتهم لميعاد وصوله، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين اللذين استقلا معه نفس المصعد في الفندق ونزلا منه أيضاً في ذات الطابق وتبعه أحدهما للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها. وأظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين عند الساعة الثامنة مساء يوم وقوع الجريمة في 19 يناير 2010 ، وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة غرفة المبحوح لتسهيل مهمة فريق التنفيذ ومن بين أعضائه العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم جهازاً إلكترونياً لفك شيفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصوله. وتبيّن في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق ومن القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة ان المبحوح وصل إلى غرفته في تمام الساعة 8:25 مساءً حيث يُرجح أن جريمة القتل قد تمت خلال فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتباراً من دخول المبحوح إلى غرفته. وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على ترتيب كافة محتويات الغرفة لكي تبدو بصورة طبيعية بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قِبل القتيل ولتضليل الجهات الأمنية وتحويل انتباهها عن أي شبهة جنائية وراء وفاة المبحوح. وسارع جميع المتهمين إلى الفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، وتوجهوا على الفور إلى مطار دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبية والآسيوية. وشددّ الفريق خلفان على أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تقبل أن تُستغل أرضها كساحة لتصفية الحسابات مهما كانت أنواعها أو أسبابها أو انتماءات العناصر المتورطة فيها.