حين كنا نشاهد الفقرات الإعلانية واللقاءات الصحفية مع القائمين على حلقات «ساكنات في قلوبنا» كنا نسمع عن عمل استثنائي ينتصر للمرأة ، ويضع مآسيها على طاولة الطرح نُصرة لها كي يُبت في قضاياها المُعلقة ، وكان الاستفتاح بحلقة جميلة ومُحفزة هي الحلقة التي تناولت قضية الطلاق بالإكراه لعدم تكافؤ النسب ، ثم بعد ذلك توالت الأعمال التي تتخبط في طرح قضايا المرأة ، بل ربما أساءت لها وأساءت للمجتمع على حد سواء ، كما في حلقة «عقاب» التي تتحدث عن نهاية فتاة أدمنت «التشات» حتى خسرت نفسها ولوثت سمعة أهلها ، وقد نفترض حسن النية لأهمية القضية لكننا نُصدم من كيفية عرض الاعتداء عليها ، إذ تظل مجتمعات لها عاداتها ومقاييسها الشديدة الخصوصية ولم يكن هناك داعٍ لحمل لمياء طارق وأختها وما تلى ذلك ، فالُمشاهد ليس غبيا كي يُدرك أنه أمام حادثة اغتصاب من سياق الأحداث التي سبقت هذه المشاهد ، لتأتي حلقة الجمعة الماضية التي تجاوزت كل المسموح به ، وبات المرء يشاهد الحلقة فاغراً فاه دهشة .. كما لو أنه أحد شخوص ألف ليلة و ليلة . و السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل ما شاهدناه في حلقة «أنا وهو» و التي لا علاقة لعنوانها بمضمونها ، أقول .. هل ما شاهدناه هو رسالة تناقش الظلم على المرأة أم هو إدانة لها ، هل هو اتهام لها بالابتذال أم هي إدانة لمجتمع بأكمله ، وقد نقبل على مضض في عمل مقولة الضحك للضحك إذا ابتعد عن الاسفاف لكن عملاً كهذا لم أستطع أن أحدد هدفا واحدا له ، وإن كُنا سنتجرع الجرأة المُبتذلة فيه .. فعلى أي أساس نقبلها وهي دون مضمون ولا مُعالجة حقيقية لجريمة الخيانة البشعة . ماذا قال لنا العمل الذي حاول أن تكون لهجته غير محددة ، خليجية فقط دون تحديد الهوية ، نحن لا نقول إننا مجتمع ملائكي فلكل مجتمع شواذه ، لكن مهما بلغت الجرأة في هذه الفئة فإنها لا تصل إلى ما شاهدناه في الحلقة ،حيث لا حرمة لرباط مقدس ، ولا حرمة لبيت زوجية ، بهذه البساطة يدخل رجل منزل جاره في غيابه وينتهك ما حرَّم الله دون وازع من خشية من الله ولا خوف أو خجل من جيران ، بل يبلغ الأمر بهذا الزوج أن يُهدد زوجته بالطعن في شرفها لو نطقت بما شاهدت !!؟ . أليس في هذا تجني على المجتمع الذي مهما حصلت فيه من أخطاء فردية لا تبلغ هذا الحد من الوقاحة والجرأة ، ثم أي امرأة هي «ملاك» التي رغم تعاطفنا معها إلا أنها بكل بساطة تعطي رقم زوجها إلى جارتها لتحدثه ؟!! ، طوال مشاهدتي للحلقة وأنا أنتظر القيمة التي تريد أيصالها للمشاهد فلم أجد سوى استعراض حركات الغواني وميوعتهن التي أبدعت فيها بدرية أحمد كعادتها ، أبدعت لدرجة تُثير الاشمئزاز والغضب ونحن نشاهد ما نشاهده دون أن نفهم ما سر تهافتها على زوج جارتها ، وما سر بساطة الخيانة لديها لدرجة تلف الدماغ ، وفي الأخير .. ما سر عرض الحلقة بمجملها وهي لا هدف لها ، إلا إذا كان الهدف تجميل الخيانة ، و تشويه صورة مجتمع!.