* اشرت في كتابي: "البث المباشر الآثار والمواجهة تربوياً واعلامياً" الذي صدر عام 1415ه الى مسلسل "طاش ما طاش" عندما كان في بدايته، الى ان التلفزيون السعودي استطاع بذلك الانتاج المحلي جذب الكثير من المشاهدين، ومن ثم فرض نفسه بطريقة محببة الى النفس من خلال احداث ووقائع اجتماعية محلية وليست دخيلة على المجتمع السعودي. * ومنذ ذلك الحين بدأ المسلسل في التكرار والتمطيط الممل وغاب عن اغلب حلقاته عنصر الاثارة والتشويق وفشل بشكل واضح في الخروج من القالب الذي تجمد فيه، وتكراره للمشاهد الباردة والكوميديا الباهتة في محاولة لاستجداء ضحك المشاهدين، حتى شهد هذا المسلسل في رمضان الماضي تدنياً كبيراً بحلقات افتقدت الهوية والمعنى والمضمون واكتنف اغلبها الغموض وعدم فهم المشاهد للمغزى المطلوب، مثل حلقة ايام الاسبوع, اما حلقة يوم (22) فقد جسدت عائلة فقيرة وبعدما مات والدهم اصبح الابن تاجر مخدرات، واصبح يسهم في توصيل شقيقته لبعض البيوت لتبيع شرفها وبذلك تتحول الاسرة الفقيرة الى اسرة تملك المال والسيارات وهذه الحلقة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير المريض. * ويستمر هذا المسلسل بالانتقاص من الامور الدينية، ويحاول اقحام المرأة في كل الامور العقائدية، فجسدوا دعوة المذيعة السعودية التي تحولت الى كاتبة بحثاً عن الشهرة بأي شكل من الاشكال بحلقة (تعدد الازواج) والتي كانت خادشة للحياء ولم تكن مهمة لايصالها الى المشاهدين فالفكرة ضحلة ومستحيلة التحقيق، وللتدليل على ضحالة اغلب افكار حلقات المسلسل "تيس شلهاط" فلو كانت النهاية هي بدهس شلهاط ودفع الدية (100 الف ريال) لاسرته لأنجح الفكرة بدل من يدهس "التيس" مرة اخرى. * كما عكست حلقتا خال نجمي المسلسل "بطرس" صورة سيئة، والدعاية الرخيصة الاخلاقية شعب خالهما "بطرس" فلم يتميز هذا المسلسل بحلقاته ال(30) إلا حلقتين او ثلاث، والباقي تكرار ممل وتهريج ومكابرة بهذا النمط المتهالك والطرح السطحي، اما ربط نجمي المسلسل فشل مسلسلهم بمناهجنا التعليمية التي تحتقر الفنون فهو ربط وتبرير غير واقعي، فالفشل سببه ضعف التجربة السعودية في كتابة النصوص ونقص المبدعين في هذا المجال. * كنا نتوقع ان يكون المسلسل بعد (17) سنة اكثر احترافية ولكن واقعه خالف توقعاتنا بمعالجات ما زالت ضعيفة جداً وينبغي ان يكون هدف المسلسلات السعودية هو عكس الصور الايجابية عن بلادنا، لا ان تكون مجرد كوميديا ساخرة تقوم بتكريس صورة نمطية مشوهة لإضحاك المشاهدين، فالمطلوب هو الارتقاء بالطرح الدرامي المقدم حتى تصل الدراما السعودية الى درجة تنافس فيها الدراما العربية، ولعل الاحداث الاخيرة بأحقية اسم المسلسل ان تعيد ترتيب الاوراق. قبسة: ليس النجاح - دائماً - ابن الجرأة. (حكمة عالمية) مكة الكرمة: ص ب: 233 ناسوخ: 5722225