نفى رئيس النادي الأدبي بالقصيم الدكتور أحمد الطامي لصحيفة لوطن لسعودية أن تكون جماعة فكر (وهي إحدى الجماعات المنبثقة حديثاً عن النادي) جماعة سرية، مستدلاً بنشر خبر تأسيسها وكتابة مقالات عنها في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية، موضحاً بذلك في رسالة بعث بها إلى "الوطن"، ما جاء في التقرير الذي نشرته "الوطن" بتاريخ 15 ديسمبر الجاري، تحت عنوان (ورقة عن الفلسفة والدين تنقل "جماعة فكر" من السرية إلى العلن). وكان رئيس الجماعة، الكاتب والباحث عبدالعزيز السويد قد ذكر ل"الوطن" في هذا التقرير أن (التخوف من الردود العكسية التي قد تؤدي إلى وأد الجماعة ونكوصها بالمنع وهي التي تناقش أمور الفكر والفلسفة والدين والحقيقة, هو ما جعلهم يقتصرون على دعوة المهتمين والمختصين في بداية الأمر بعيداً عن الإعلام والنشر، وأن الجماعة أرادت في بداية أمرها أن تتأكد من نضج التجربة قبل أن تذيعها للناس عبر موقع النادي أو الصحف المحلية). والحقيقة أن "السرية" هنا لا تعني المفهوم السلبي للكلمة، والذي قد يتبادر إلى ذهن البعض (خاصة أصحاب التأويلات المريضة والعقليات التي تسعى لتعكير الماء بحثاً عن صيد!!)، وإنما هي إجراء لم يكن ليهدف إلاّ لإنجاح هذا النشاط المهم والمقدر، باقتصاره في البداية على المتخصصين، بحيث إذا خرج بعد ذلك للمتلقي العام عبر وسائل الإعلام، يكون مؤسساً على رؤى محترمة لها وجاهتها على المستويين العلمي والفكري، وهو ما حدث بالفعل. وعلى الرغم من أن الدكتور الطامي قد أكد ل"الوطن" في التقرير نفسه الذي نشرته "الوطن" من قبل حول سرية الجماعة في بداية أمرها، "أن الأمر لا يعدو سرياً أكثر من كونه تجربة رأى فيها أعضاء الجماعة ألاّ ينشروا جلساتهم عبر آليات النشر الصحفي والإعلامي قبل أن يكون هناك تصور لمدى نجاح الجماعة في الطرح والتناول لبعض المواضيع, وأن الجماعة مهيأة لأن تكون إضافة للحراك الثقافي في المنطقة كون المنطقة على درجة كبيرة من الوعي والتفهم مع ارتفاع محسوس وإيجابي في ثقافة الحوار"، إلاّ أنه أراد التأكيد مرة أخرى أن "أنشطة جماعة الفكر بأدبي القصيم ليست سرية"، مستنداً في ذلك أيضاً إلى "توجيه الدعوة من قبل الجماعة نفسها لعدد من أعضاء هيئة التدريس في جامعة القصيم ممن لهم اهتمام فكري، وكذلك لعدد من المهتمين بالفكر بالمنطقة"، مشيراً إلى أن "الحضور قد بلغ في بعض جلسات الجماعة 31 مثقفاً، إلى جانب مرتادي النادي، حيث إن جلسات الجماعة قد عقدت بالنادي في قاعة المحاضرات العامة وكان الحضور متاحاً لكل من رغب بالمشاركة"، وهذا يعني - كما يقول الدكتور الطامي - أن "نشاط الجماعة علني ومتاح لكل من له اهتمام فكري في منطقة القصيم"، منبهاً إلى ما قد يحدث من خلط بين نشاط النادي الرئيس الجماهيري، ونشاطاته التخصصية؛ "إذ إن نشاط جماعة الفكر نشاط تخصصي مثله مثل نشاط جماعة السرد وجماعة الشعر يحضره المهتمون بمثل هذه الجوانب" - على حد تعبيره. وشدد الدكتور الطامي على أن "المبدأ الذي قامت عليه الجماعة هو احتضان المهتمين بالفكر في القصيم بغض النظر عن توجهاتهم"، ما يعني خطأ ما قد يتصوره البعض استناداً إلى التقرير السابق، ويتوهم أن الجماعة تتبنى خطا أيديولوجيا محدداً ذا أهداف تصادمية مع تيارات أخرى، مؤكداً أن (هذا "الصدام" هو ما قامت الجماعة لمحاربته عبر رعايتها لبديله، وهو "الحوار"، ونشر ثقافة الحوار، وليس أدل على ذلك من تنوع توجهات المشاركين في نشاط الجماعة، وحيوية الحوار والنقاشات المطروحة في أنشطتها) - على حد قوله.