نجت بعثة قناة "العربية" وصحيفة "الشرق الأوسط" ظهر أمس الثلاثاء من محاولة إطلاق نار فاشلة، قامت بها عناصر حوثية متسللة في موقع "العين الحارة" الواقعة في الشمال الغربي لمحافظة الحرث بمنطقة جازان، وذلك أثناء تغطيتهم الميدانية اليومية بمرافقة دورية تابعة لقوات "المجاهدين" السعودية. حالياً، ما زالت القوات الجوية السعودية تقصف مواقع المتمردين الحوثيين على الشريط الحدودي مع اليمن، وتحديداً في جبلي "دخان" و"الدود"، وكذلك في القرى الحدودية التي أخلاها الجيش السعودي من سكانها، مع اندلاع المواجهات قبل أسبوعين تقريباً، وأكدت مصادر عديدة ل"السياسي" تكبد المتمردين الحوثيين خسائر كبيرة في البشر والعتاد، يفسر ذلك انحسار هجماتهم وعملياتهم بشكل كبير، مقارنة بالأيام الأولى من اعتدائهم على الحدود السعودية، ولجوء ما تبقى منهم لعملية إطلاق النار بشكل متقطع ومفاجئ. وفي اتصال هاتفي، ذكرت مصادر ل "السياسي" أن بعض العناصر الحوثية تسللت على شكل مجموعات صغيرة إلى بعض القرى السعودية على الحدود، واختبأت في بعض المنازل الخالية، يؤكد ذلك تبادل دوريات الجيش السعودي إطلاق النار بشكل متقطع مع هذه العناصر المتخفية يومياً، وعادة ما تنشط في الساعات المتأخرة من الليل، واستطاعت القوات السعودية قتل بعض هذه المجموعات الصغيرة والمحدودة، وأسر بعضها الآخر. وعلمت "السياسي" أن القوات السعودية بدأت عملية تمشيط دقيقة للقرى، لتنظيف المنازل الخاوية من المتمردين الحوثيين، حتى لا تتحول إلى أوكار تتحصن فيها بعض العناصر المتمردة، وقد قامت المدفعية السعودية بدك بعض المنازل التي اكتشفت فيها متمردين حوثيين وسوتها بالأرض بمن فيها. في المقابل، وصف محمد عطيف، من سكان محافظة أحد المسارحة، الأوضاع داخل مركز الإيواء الخاص بالنازحين من القرى السعودية بالجيدة، مضيفاً "تحول المركز دون مبالغة إلى مركز ترفيه متكامل، حيث الخيام الجاهزة المزودة بأجهزة التكييف ووسائل الترفيه، وتوفير العيادات الطبية وملاعب كرة القدم والكرة الطائرة، بالإضافة إلى إقامة مسرح ثقافي وترفيهي، إلى جانب تخصيص رواتب مالية لهم تتراوح بين 2000-8000 ريال بحسب عدد أفراد الأسرة، والأهم من ذلك كله، تعامل القائمين عليه بشكل رائع ومشرف". وذكرت مصادر ل "السياسي" أن قوات الأمن السعودية ألقت القبض على عناصر حوثية مسلحة، تسللت ظهر أمس بالقرب من مخيم الإيواء في محافظة المسارحة، بعد تخفيهم في الزي السعودي، وبعد القبض عليهم دون مقاومة تم مسح حدود المخيم وتأمينها بأفراد من الشرطة، مع تشديد الإجراءات الأمنية. من جهة أخرى، طالبت بعض القنوات الإخبارية العالمية السماح لبعثاتها وموفديها الدخول إلى الأراضي السعودية، وتحديداً منطقة جازان، لتغطية الحرب ومخيمات الإيواء عن قرب، حيث تتواجد حالياً بعثات الصحف المحلية والعربية وقنوات التلفزيون السعودي وقناة العربية، حيث يُسمح لهم بشكل خاص، وتحت حماية أمنية، القيام بزيارات ميدانية في منطقة النار والقتل، وصولاً إلى الشريط الحدودي. وأشار عطيف إلى رفض أعداد قليلة من السعوديين مغادرة منازلهم وترك أراضيهم، في بعض القرى البعيدة نسبياً عن منطقة الصراع، موضحاً أن القوات السعودية تفهمت مواقفهم، وتصدت لحمايتهم على مدار اليوم، مبيناً أن بعض النازحين السعوديين فضلوا اللجوء إلى الشقق السكنية، التي يدفع إيجارها من قبل الحكومة السعودية، كاشفاً أن منطقة تواجد النازحين توسعت إلى الشمال لتشمل محافظة الدرب، الواقعة إلى الشمال الغربي لمنطقة جازان، منوهاً أن أسعار إيجار الشقق تضاعفت بشكل كبير، مضيفاً "بعض غرف الإيجار ارتفع سعرها من عشرة ريالات إلى 250 ريالاً سعودياً في الساعة الواحدة، إلى جانب نفاد الوجبات من المطاعم في أوقات مبكرة كل يوم، إذ تضاعف الطلب عليها بسبب الكثافة السكانية، الناتجة عن وجود النازحين والقوات العسكرية، وتحديداً في محافظة أحد المسارحة". بينما ذكر بعض سكان القرى الجبلية الحدودية في محافظة فيفا أن بعض المتمردين الحوثيين استولوا على عتاد كتيبة من الجيش اليمني في مديرية رازح، فيما شرعت بعض العناصر الحوثية ليلاً بحفر خنادق وملاجئ في جبل "الحبرة"، الواقع تحت سيطرتهم ضمن الأراضي اليمنية. الجدير بالذكر أن عدد قرى محافظة الحرث (222) قرية تقريباً، منها 10 قرى دخلت في الأراضي السعودية بعد ترسيم الحدود مع اليمن، وبعض هذه القرى تتكون من عشرة منازل أو أقل، وتتنوع تضاريسها بين الجبال الصغيرة والمتوسطة الارتفاع، إلى جانب السهول والأودية، تحدها جنوباً وشرقاً أراضٍ يمنية شديدة الوعورة، ساعدت في صمود الحوثيين وتخفيهم وتمركزهم .