للمرة الأولى تخرج الرياض عن صمتها، وتتهم إيران رسميا بالتورط في المحاولات الإرهابية التي تستهدف أمنها، إذ وجه وزير الخارجية عادل الجبير أمس أصابع الاتهام صوب طهران بالضلوع خلف شحنة متفجرات الC4 والتي كانت في طريقها إلى السعودية عن طريق البحرين. وأتى الجبير على ذكر تلك المعلومة في إطار حديثه عن السلوك الإيراني السلبي تجاه دول المنطقة، وذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير في الرياض أمس. واستحوذ الملف الإيراني على مساحة واسعة من جملة المباحثات التي أجراها الوزيران أمس واللذان تطابقت وجهتا نظرهما إزاء مراقبة بلديهما مدى التزام طهران في تطبيق بنود الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع دول (5+1). وفيما ذكر وزير الخارجية الألماني أن التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية أسهم في تعقيدها، قال نظيره السعودي إن على إيران إن كانت تريد أن تكون جزءا من الحل أن تقوم ب3 أمور رئيسة؛ لخصها ب»الانسحاب من سوريا، عدم دعم نظام الأسد بالسلاح، سحب الميليشيات الشيعية التي تقاتل على الأرض السورية كحزب الله وغيرها»، مبينا أن بلاده تنظر إلى إيران الآن على أنها دولة محتلة لأراض عربية داخل سوريا. واتفقت كل من الرياض وبرلين على أن المستقبل السوري يجب أن يكون خاليا من نظام الأسد، فيما أبدى الجبير دعم بلاده لإنشاء هيئة حكم انتقالية في سوريا، على أن يتنحى الأسد عن المشهد بعد تشكيلها مباشرة. وقال «الأسد سيرحل اليوم أو بعد أسبوع أو شهر». وانعكست جولة المباحثات السياسية المرتقبة بين الحكومة الشرعية في اليمن من جهة والانقلابيين الحوثيين وصالح من جهة أخرى، على مباحثات وزيري خارجية السعودية وألمانيا. وأعلن الجبير ترحيب بلاده بالمباحثات المرتقبة لكونها تأتي على أساس القرار الأممي رقم 2216، مشددا على أن موقف الرياض ودول التحالف من الأزمة اليمنية كان داعما للحل السياسي. وفيما تمنى الوزير الجبير أن يتسم قبول الحوثيين والمخلوع صالح بالقرار 2216 ب»الجدية»، أكد التزام المملكة بالدفاع عن الشرعية اليمنية وحدود وأمن وشعب السعودية. وعن علاقات الرياضوطهران، أكد عادل الجبير انفتاح بلاده تجاه تحسين العلاقات بين البلدين، متى ما ابتعدت إيران وكفت يدها وتدخلاتها في لبنانوسوريا والعراق واليمن وغيرها، مبينا أن استمرارية النهج العدواني لطهران لن يكون محفزا لعودة العلاقات لسابق عهدها كما كانت في ستينات وسبعينات القرن الماضي. التنوع السعودي يبهر شتاينماير ------------------------------------------ بدا وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير منبهرا مما وجد عليه السعوديين خلال ثاني زيارة يقوم بها إلى البلاد في أقل من عام. وعبر الوزير الألماني عن انبهاره بالتنوع الثقافي والمجتمعي داخل السعودية، والذي قال إنه يأتي خلافا للصورة النمطية التي تصل عن المجتمع المحلي لبلاده والمجتمع الغربي، معتبرا أن ذلك كان محفزا ومشجعا للدخول في شراكات ثقافية بين ألمانيا والسعودية.