أكد وزير الخارجية عادل الجبير عمق العلاقات التاريخية بين المملكة وجمهورية ألمانيا الاتحادية، في جميع المجالات التي تتسم بتطابق المواقف في الأمور ذات الاهتمام المشترك. وأوضح الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، عقد بمقر وزارة الخارجية في الرياض أمس أن الجانبين السعودي والألماني، بحثا خلال اجتماعاتهما، الجانب الإنساني للأزمة السورية، وكذلك الأوضاع في اليمن، إضافةً إلى الاتفاقية الدولية لمجموعة (5 + 1) بما يختص بإيران. وجدد وزير الخارجية موقف المملكة على ألا يكون لبشار الأسد أي دور في أي حل سياسي بسوريا. ودعا إيران إلى الانسحاب من سوريا إذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل. موضحاً أن إيران الآن أصبحت دولة محتلة لأراضٍ عربية في سوريا، وأضاف الجبير كانت لنا علاقات جيدة مع إيران في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، و«نأمل أن تغير موقفها وتوقف التدخل في سوريا والعراق واليمن ولبنان»، مشيراً إلى أنه «نرحب بأي محاولات إيرانية لتحسين العلاقات مع دول الجوار، وهي كشفت مراراً أنها ليست معنية بعلاقات حسن الجوار». وقال من الصعب أن تكون هناك علاقات إيجابية إذا كان هناك عدوان مستمر على المملكة وشعبها، نحن حريصون على التصدي لأي تحركات إيرانية وسنقوم بكل ما نستطيع وبكل ما لدينا من قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية بحماية أراضينا من أي عدوان أو تدخلات. وفيما يتعلق بالشأن السوري، قال الجبير: «ندعم إنشاء هيئة انتقالية في سوريا تحافظ على مؤسسات الدولة، ويجب أن يتنحى الأسد بعد تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية». مشيراً إلى أن المجتمع الدولي قد يتسامح مع بقاء الأسد حتى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي. وحول الوضع في اليمن، قال الجبير «نرحب بالمباحثات بين الحكومة اليمنية والمتمردين على أساس القرار الأممي، نأمل أن يكون قبول الحوثيين- صالح للقرار الأممي جاداً». مشدداً على أن المملكة ملتزمة «بالدفاع عن الشرعية في اليمن وعن حدودنا وشعبنا». من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير أن هنالك تطوراً في القضية اليمنية، يتمثّل في استئناف المباحاث باليمن، مشيراً إلى أنه بحث مع المسؤولين في المملكة تطورات الأوضاع في اليمن، وفي سوريا، مؤكداً أهمية دفع إيران إلى أن تقوم بدور بناء في المنطقة. كما دعا وزير الخارجية الألماني لضرورة إنهاء القتال في سوريا، وإزالة التوتر في المنطقة، والأخذ بالحل السياسي، مشيراً إلى أهمية أن تكون هنالك حلول للتدخل الروسي في سوريا، ومشدداً على أهمية التعاون بين واشنطن وموسكو لما فيه خدمة المنطقة، وتحقيق الأمن في سوريا. وأوضح أنه لا تناقض بين محاربة داعش والعمل على انتقال سياسي في سوريا، ولا تهدئة على المدى القصير دون الأسد، ولا مستقبل لسوريا على مدى البعيد في ظل وجود هذا النظام. ولفت إلى أن الاتفاق النووي مع إيران خيار قد يؤدي لاستعادة الثقة فيها، و«نراقب تنفيذ طهران لالتزاماتها وفقاً لهذا الاتفاق».