قال وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير : إن المملكة "تراقب تطبيق إيران بنود الاتفاق النووي، وكيف ستتعامل مع المبالغ التي ستحصل عليها (بعد رفع العقوبات)؟ وكيف ستتعامل مع جيرانها في المنطقة؟ ومن ثم نقيّم كيف يكون هناك تطور في العلاقات بين البلدين". وطالب وزير خارجية المملكة إيران بسحب قواتها وميليشيات حزب الله من سوريا والتوقف عن مد بشار الأسد بالسلاح. وقال : "لن تلعب (ايران) دورا في العملية السلمية في سوريا، ما لم توقف دعمها العسكري للأسد". وتابع : "إيران الآن دولة مقاتلة ودولة محتلة لأرض عربية هي سوريا .. نأمل أن تغير إيران أساليبها وتبتعد عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، فمن الصعب أن يكون هناك علاقات إيجابية (بين المملكة وإيران) إذا كان هناك عدوان مستمر تجاه السعودية وشعبها". وقال : "نرحب بأي محاولات ايرانية لتحسين العلاقات مع دول الجوار، وهي كشفت مرارا انها ليست معنية بعلاقات حسن الجوار". وأضاف : "نحن حريصون على التصدي لأي تحركات إيرانية، وسنقوم بكل ما لدينا من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية لحماية أراضينا وشعبنا من أي عدوان أو تدخلات". وأشار إلى آخر التدخلات الإيرانية الذي كان منذ أسبوع "عندما تم القبض على سفينة محملة بالسلاح حاولت إيران إرسالها إلى الحوثيين في اليمن". ونوه الجبير الى أن المملكة تعتقد أنه يجب على الأسد أن يتنحى ما إن تتشكل هيئة انتقالية بما يتفق مع محادثات جنيف للسلام عام 2012، و"بعد تشكيل هذه الهيئة على الأسد أن يتنحى، لو كانت شهرا أو شهرين أو ثلاثة أو أقل، هذا ليس مهما، لكن لا دور للأسد في مستقبل سوريا". وأشار الى أنه "قيل من ناحية أخرى إن بشار يجب أن يبقى حتى تعقد الانتخابات ويشارك في الانتخابات (لكن) لا مستقبل لمثل هذه الخيارات". وأردف الجبير قائلا : "يجب العمل وفق مبادئ جنيف 1 بسوريا وانشاء هيئة انتقالية ودستور جديد، حيث إن دور الهيئة الانتقالية المرتقبة في سوريا ينتهي برحيل الأسد الذي لا دور له مستقبلا". من جانبه، قال شتاينماير : هناك تطور في القضية اليمنية, يتمثّل في استئناف المباحاث في اليمن، مؤكدًا أهمية دفع إيران إلى أن تقوم بدور بناء في المنطقة, كما أن مسؤولية الدول الكبرى ينبغي ألا تنتهي مع توقيع الاتفاق بخصوص ملف إيران النووي. ودعا الوزير الألماني الى ضرورة إنهاء القتال في سوريا, وإزالة التوتر في المنطقة, والأخذ بالحل السياسي, مشيرًا إلى أهمية أن تكون هناك حلول للتدخل الروسي في سوريا, مشددًا على أهمية التعاون بين واشنطنوموسكو لما فيه خدمة المنطقة, وتحقيق الأمن في سوريا. وردا على سؤال حول ما اذا كان التدخل الروسي في سوريا عقد عملية التوصل الى حل قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير : "ما من شك في هذا، وكان ذلك أيضا ضمن الموضوعات التي بحثناها للتو، فالتدخل العسكري الروسي لم يجعل عملية البحث عن حل أيسر، لكن الصعوبات الاضافية يجب ألا تمنعنا - بأي حال - حتى لو بدا الأمر أصعب مما كان عليه قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع مضت". وحول إمكانية وجود دور للأسد في سوريا، قال شتاينماير : "الكل يعلم بأنه لا مستقبل لسوريا باستمرار بقاء بشار الأسد. وقام وزير الخارجية الالماني بزيارة للمملكة في اطار جولته الشرق اوسطية التي بدأها في طهران، واعتبر أنه "من الصعب للغاية في الوقت الراهن، ردم الفجوة العميقة بين الرياضوطهران". في هذه الأثناء، نقلت "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية الروسية أن وزراء خارجية روسيا سيرجي لافروف والولايات المتحدة جون كيري والسعودية عادل الجبير قد يعقدون لقاء ثلاثيا حول سوريا في فيينا خلال الأيام القليلة المقبلة. وكان كيري قال خلال مؤتمر صحفي في مدريد : إنه ينوي بحث الموضوع السوري مع كبار المسؤولين الروس والسعوديين والأتراك والأردنيين خلال الأسبوع الجاري. وسارع دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإعلان أن الحديث لا يدور عن احتمال بحث المسألة السورية مع كيري في موسكو على أعلى المستويات، مضيفا أن الخارجية الروسية تدرس الفكرة المطروحة من قبل كيري.