ميزانية المملكة تتجاوز التحديات    خادم الحرمين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة يوم غدٍ الخميس    جامعة الأميرة نورة تُنظِّم لقاء "فتح أبواب جديدة وآفاق واسعة للمعرفة والتعلُّم"    وزارة الثقافة توقع اتفاق تعاون مع The King's Foundation للمشاركة في عام الحِرف اليدوية 2025    أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم بالمنطقة    الخريف: الصندوق الصناعي اعتمد مشاريع بقيمة 12 مليار ريال في 2024    الجاسر: قطاع النقل حقق نسبة نمو 17% منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    وزير الرياضة : 80 فعالية عالمية زارها أكثر من 2.5 مليون سائح    البنيان: رصدنا أكثر من 166 مشروعا تعليميا في 2025    "أنا المدينة".. تجربة واقع افتراضي تنقل الزوار إلى العهد النبوي    وزير الطاقة يعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع نائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة الكازاخستاني    نائب وزير الصحة يستعرض إنجازات "مستشفى صحة الافتراضي" ضمن ملتقى ميزانية 2025    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    "سلمان للإغاثة" يوقع اتفاقية لتشغيل مركز الأطراف الصناعية في مأرب    شراكة تعاونية بين جمعية البر بأبها والجمعية السعودية للفصام (احتواء)    المملكة تشارك في اجتماعات الدورة ال29 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    توقيع مذكرة لجامعة الملك خالد ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    هدنة لبنان.. انسحابات وإعادة انتشار    انتقادات من جيسوس للتحكيم بعد مواجهة السد    الأونروا تحذّر من وصول الجوع إلى مستويات حرجة في غزة    بدء تشغيل الخطوط الجوية الفرنسية Transavia France برحلات منتظمة بين السعودية وفرنسا    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم    المركز الوطني يعتمد تأسيس جمعية " ارتقاء " للخدمات الصحية بمحافظة أضم    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    صلاح: أنا خارج ليفربول أكثر من داخله    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    سمو ولي العهد يتلقى رسالة من رئيس جنوب أفريقيا    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    هؤلاء هم المرجفون    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد حامد الأحمري.. نموذج المثقف المستنير الباحث عن الإصلاح والنهضة
سامية عبدالله تكتب:
نشر في أنباؤكم يوم 13 - 10 - 2015

انفرد بتقديم أطروحات جريئة حول علاقة الحاكم بالمحكوم، والسلطة بالشعب، والإصلاحات السياسية والدستورية، وصك مبكرًا مصطلحات جديدة من نسيجه الخاص، وضع على رأس اهتماماته ملف الإصلاحيين وسجناء الرأي، والحقوق والحريات العامة، وتطبيق العدالة ورفع الظلم وكشف حقيقة المشروع الإيراني ومآلاته وتداعياته على دول الخليج، وأسباب الإرهاب وعلاقته بالاستبداد وغياب الديمقراطية واغتيال الحرية، واهتم بشكل كبير بثورات الربيع العربي وتآمر الديكتاتوريات عليها ومستقبلها.
تميزت آراؤه بتقديم رؤى شاملة تتضمن حلولا جذرية بروح علمية ثاقبة ولغة مشوقة لشخصية تتسم بالثراء الفكري والإبداعي واللغوي إنه الدكتور محمد حامد الأحمري، الكاتب والمفكر أحد أبز دعاة الإصلاح في الوطن العربي والمثقفين المستنيرين.
من أبرز دعاة الإصلاح
الدكتور محمد حامد الأحمري، كاتب ومفكر وأحد أبز دعاة الإصلاح في الوطن العربي، نشأ وتلقى العلم في مدينة أبها بالسعودية حيث درس في المعهد الشرعي بأبها. وفي الثلث الأخير من الثمانينيات ذهب إلى أمريكا لمواصلة الدراسة، وحصل على شهادة الماجستير، ثم التحق بجامعة لندن ليحصل على الدكتوراه وكان بحثه حول الوقف في فترة تاريخية محددة من القرن الثامن عشر في الجزائر. وحائز على درجة الماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث و المعاصر لشمال أفريقيا.
أسس الأحمري ومجموعة من الدعاة والناشطين في مجال العمل الإسلامي (التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية) واختير رئيساً له. وفي عام 2002م عاد إلى السعودية، حيث شغل منصب مستشار النشر والترجمة بمكتبة العبيكان، والآن يقيم في قطر، وكان لإقامة الدكتور الأحمري في الغرب لسنوات عديدة، دور هام في الإطلاع على الفكر الغربي عن قرب، مما أهله لنقد الثقافة الغربية بناءً على معرفة وإحاطة بمكونات الفكر الغربي.وهو أيضا مدير منتدى العلاقات العربية والدولية.
الأحمري شخصية ثرية حيث كتب العديد من المقالات والدراسات المنشورة، وكذلك المشاركات الإعلامية في قنوات عربية مشهورة، كالجزيرة والعربية وغيرهما. كما يشرف الدكتور الأحمري على مجلة (العصر) الالكترونية الشهيرة.
ويتصف فكر الأحمري بالعمق، والإحاطة الدقيقة للموضوعات التي يطرحها ويلتمس قارئ كتبه الاطلاع الواسع واللغة الرائعة لديه.
وينادي الأحمري في جل ما يكتب، بضرورة تحرير الإنسان، وأن الحرية هي أولى خطوات تكوين الإنسان السوي، كما يدعو لمحاربة مظاهر الاستبداد بشتى أنواعه، سواء استبداد السلطة أو احتكار الفكر تحت أي مسمى كان. كما يتسم فكره بالتحذير من المسخ الثقافي وأنه ليس سوى مقدمة لاستعمار الشعوب والأوطان، حيث يؤكد على ضرورة الحفاظ على الهوية للحفاظ على استقلالية الذات.
ألف الأحمري العديد من الكتب والمؤلفات منها "ملامح المستقبل".. "الحرية والفن عند علي عزت بيجوفتش".. "أيام بين شيكاغو و باريس".. "مذكرات قارئ".. وغيرها.
في السطور القادمة سنحاول تقديم إطلالة على بعض آرائه وأفكاره ومقالاته والقضايا محور اهتمامه
يشتبك الأحمري، بعمق مع هموم وأوجاع الأمة العربية والإسلامية معبرا عن جروحها النازفة بمقالات تحليلية ولقاءات إعلامية وبصفحته على موقع "تويتر"، ومن أحدث تغريداته فيما يخص الاحتلال الروسي، قال :"سوخوي جديدة تجربها روسيا في سوريا والأسلحة الذكية جربتها أمريكا في العراق مرتين، وإيطاليا جربت الطائرات لأول مرة في ليبيا وجربت فرنسا ضد ليبيا".. "من حقائق التاريخ الحديث أن المسيحيين في الغرب وروسيا كانوا يجربون جدوى أسلحتهم الحديثة في حروبهم على العرب والمسلمين منذ أكثر من قرن إلى الآن"
وانتقد الاستهتار بدماء المسلمين بقوله: "أصبح الأمين العام للناتو يقلق مثل بان كي مون. وأوباما اعتذر من قصف مستشفى قندز، ولأن الضحايا مسلمون فليس قتلهم إرهابا".
بشأن قوانين الإرهاب، قال الأحمر: "وزراء عدل الخليج قد يسنون قانونا لملاحقة الإرهابيين، فإن صح أنه ضد الإرهاب فمُرحب به، لكن الخشية أن يعمم الظلم..منذ متى ولد العدل في خليجنا؟"
وعن القمع الفكري غرد الأحمري قائلاً: "الأمن الفكري" أو"الخوف الفكري" أسوأ مخترعات الجمود العربي ليواجه به الفهم والحريات والتعامل العاقل مع الفكر والعالم. مصطلح غامض يحمل وجهين".
وعن الاحتلال الإسرائيلي استهجن الأحمري، قائلاً "جبن وشعور بالتبعية يمنع عربا من وصف الإرهاب الصهيوني بوصفه الصحيح فهو أسوأ أنواع الإرهاب فهو لا يمارس إرهابا فقط بل يحتل: #الإرهاب_اليهودي".
كتب الأحمري سلسلة من الرؤى والأطروحات والقضايا نناقش بعض ما جاء فيها والتي تشغل الرأي العام العربي والخليجي...
قبلة الموت للثورة الإيرانية
"الاتفاق النووي: قُبلة الموت للثورة الإيرانية" واقع حي رصده "الأحمري" في مقاله بتاريخ 29 يوليو 2015 بعد أيام من توقيعه بين طهران ومجموعة "5 + 1 "كاشفا أن "..الكراهية المتبادلة بين أوباما ونتنياهو كان لها دور كبير في تجاهل الأخير علما بأن المصالح الصهيونية مرعية في الاتفاق، وهناك موافقة صهيونية حقيقية على الاتفاق، ولم تخسر بلاده بل ربحت وستحاول البحث عن أثمان أكثر، على طريقة التاجر اليهودي شيلوك، ومن الثمن الإفراج عن بولارد الجاسوس الصهيوني المسجون في أمريكا لأكثر من عشرين عاما.."
"إيران المنتظرة"
وحلل بعمق تداعيات الاتفاق موضحا أنه "سيساعد في إنجاز "إيران المُنتظرة" التي خرجت وسيخرجها الاتفاق من انتظار الإمام الغائب إلى إنجاز دولة "قومية علمانية" تتحرك بحجة الإصلاحيين نحو الخلاص من المؤسسة الدينية النافذة وستؤدي للغرب مصالح أكثر من تجارية لكونها البلد الموازي والمزعج الدائم لتركيا - القريبة من الغرب والمكروهة في الوقت نفسه بسبب التاريخ المستعاد دائمًا- وكون طهران ضد كيانات السنة الطموحة، وضد أغلبية المسلمين، وضد مخاوف التطرف الموجود في المشرق والمغرب العربي وباكستان وأفغانستان وبقية وسط آسيا وتعطي التوازن المضاد للإسلاميين كما هو مطلوب.."
"تبدل التوجهات"
برأي الأحمري كذلك "ظهر في المنطقة خريطة قادمة مخيفة وغير معروفة، فالعالم السني يتشكل بشكل جديد، وإيران أصبحت مهمة كدولة مستقرة وعاصمة لمذهب ديني وسياسي، حكومتها علنا تواجه المصالح الصهيونية في الماضي على الأقل، ولكن شعبها يكن مودة للصهيونية، بينما ظهرت في المقابل تركيا تقوم بدور قيادي للسنة وشعبها يكره الصهيونية بعمق، رغم مهادنة حكومتها الظاهرة، وهذا خطر يهدد يهود جاء من حيث لم يحتسب الصهاينة..لذا إسرائيل قد تجد في الاتفاق النووي فرصة جديدة لاستعادة نفوذها في إيران، وستعمل على تعميق الخلاف الفلسطيني الإيراني، والتركي الإيراني.."
"المصالحة ومستقبل الخليج"
أما حال حكومات الخليج مع الاتفاق النووي الإيراني -بحسب الأحمري- أنها "حكومات تعاني أمراضا مزمنة في سياستها مع الخارج، فهي تابعة مطيعة أو خائفة تسترضي الخارج وتتملقه بتلبية جميع شهواته وتمويل مصانع سلاحه وبنوكه وإعادة دولارات النفط له وتمويل خدماته حتى القذرة منها، وقد لحقت إسرائيل بالمعسكر الغربي في استتباع وتخويف الخليج، وكان الاتفاق وتجسس اليهود على المحادثات وتسريبها لبعض حكومات الخليج فرصة إذلال جديدة على حكومات الخليج بحجة امتلاك معلومات لا يعرفونها ولا يصلون لمثلها، وكلما حدث في الخارج حدث كشف زاوية مظلمة من هذا الواقع التعيس، وعُقد حكومات الخليج الثابتة كالانتفاش والتكبر في الداخل والهوان والتبعية للخارج.."
وفي تحليله فإن "الاتفاقية لا تمثل خطرا محيقا بحكومات ولا شعوب الخليج، فهي خطوة في طريق طويل ولم يتحقق منه إلى الآن إنجازات كبرى، وستأخذ الاتفاقية أثرها على مدى أطول، ونتائجها مقسّطة بطريقة نكدة، لتستكمل ذل الإيرانيين وتعلقهم بوعود بعيدة.."
"قبلة الموت"
الاتفاقية بين إيران والغرب برأي الأحمري، أشبه ب: "قُبلة الموت"التي قَبّل بها الغرب الثورة فهي موت لكثير من جوانب سيادتها وقيمها واستقلالها إن التواصل الكبير الذي ستحققه المصالحة، أو كما سماه وزير خارجيتها جواد ظريف في مقابلته مع نيويوركر: "التفاعل والتكامل"، سوف يجعل شعبا ملّ التزمت والثورة والانغلاق يقبل على قرب وتفاعل عام مع الغرب، وهذا يعني تنازل واقعي عن كثير من خطاب الثورة الديني ولكنه لن يلغي المكاسب الوطنية، والتي قال عنها ظريف أيضا: "كانت المقاطعة نعمة على إيران" لعله تبرير ولكن إيران كسبت بعزلتها الكثير وهو التماسك والاعتماد على الذات، وترسخ فكرتها الداخلية وتبيّن هوية كانت تريدها الثورة ولكن هذه الأمور بعضها في مهب الريح، وهناك عواصف ستهدمها.."
"نيران الداخل"
ولذا ينبه الأحمري، إلى أن "الاتفاقية سوف تفتح على الحكومة الإيرانية نيران الداخل ومطالبه الإصلاحية والاقتصادية والسياسية وسوف تنشغل إيران بداخلها كما لم يحدث من قبل، فالحكومات تعلم أن الهدوء في الخارج يعني انشغال إن لم يكن اشتعال أسئلة الداخل، وستواجه تحديات وتمردات على نهجها؛ أدناها ستقول كيف حاصرتمونا وأفقرتمونا كل هذه السنين ثم انتهيتم بالاستسلام.. فقد خسرت إيران الكثير في هذه المعاهدة، وانتقصت سيادتها بطريقة غير مسبوقة، وباستجابتها للتفتيش المستمر والمفاجئ، ورهنت أرضها لرغبة الدول الكبار ومتابعتهم الدائمة.."
الخليج وخطة إيران القادمة
بشأن تداعيات الاتفاق النووي على الخليج لفت "الأحمري" إلى أن "خطة جواد ظريف القادمة ولعلها خطة حكومته تحسين العلاقات مع دول الخليج، وفتح التجارة معها، ولا يستبعد تسويات في اليمن وسوريا، مع التمسك بالهيمنة على العراق إلى أقصى حد، وكذا اهتمام بالتجارة والنفوذ في القوقاز وباكستان وتركيا وأفغانستان، وإستراتيجية إيران القادمة ستنصب على الحفاظ على ما كسبت وترسيخ نفوذها الاقتصادي والثقافي والصناعي وتحسين أوضاع شعبها المثقل بالفقر والقطيعة مع العالم.."
إيران ستسقط في حفرها
"إيران بعد البراميل المتفجرة" مقال يرصد حقائق نوعية للداخل الإيراني في 5 يوليو 2015 منها أن "العراق في محنة عظمى من أهم أسبابها ما يراه العراقيون احتلالا إيرانيا عبر الأحزاب التي دخلت على دبابات الغازي الأمريكي، وبسبب خسران السنة لبغداد ولاستقلال العراق، ..ولكن ما بعد سياسة البراميل المتفجرة والاغتيالات والحرق والنهب لسنة العراق -كما حدث في تكريت ومدن الأنبار وغيرها- يشير إلى أن إيران تحفر لنفسها حفرا ستسقط فيها، وتؤسس لما لا تطيق دفعه مستقبلا.
سجن الإصلاحيين
دفاعا عن سجناء الرأي كتب الأحمري، في 10 سبتمبر 2007، مقالا جريئا "نداء لخادم الحرمين بشأن سجن المثقفين الإصلاحيين" شكل علامة فارقة في تاريخ اهتمامه بحقوقهم وحرياتهم ونادى فيه :"يا خادم الحرمين: إطلاق ألسنة الحكماء حصانة من أسلحة التطرف، وأكتب لكم هذا معتقدا أن الصمت على المظالم من خوارم المروءة، وبخاصة الصمت على سجن رجال من نخبة المجتمع شهامة ونجدة، إنهم مصلحون ومثقفون ومحامون وأطباء، وسعاة في الخير، لم يرفعوا سلاحا ولم يوقدوا فتنة، منهم شيخ مسن، كالرشودي يصدق فيه :"أما استحى السجن من شيخ ومفرقه شيب بغير طلاب الحق لم يشب؟!".
"الفتنة هي السجن"
وسجل الأحمري، في ندائه "خادم الحرمين: بعد معاناة مع سجن الروح: "الخوف" قررت أن أخرج منه وأن أكتب لكم، ولا أعلم عواقب خطابي هذا، ولكن صوت الوفاء ونداء المروءة كان غلابا، فبعد سجنهم مدة طويلة، وبعد ما تسمعونه وتقرءونه في صحافة الخارج، فإني أكتب لك والحياء يغيض من الوجوه، والمروءة تغادر الرجال الصامتين، واليأس حديث المجالس؛ فهل لهذا من نهاية؟ ألا إن الفتنة هي السجن، ومصادرة الحريات.."
"نهب مغلف واحتلال سياسي"
في إطار تحليله لماهية مجلس التعاون الخليجي وفلسفة إنشاءه، كتب "الأحمري"، عن "الاتحاد الذي يُراد والاتحاد الذي نُريد في الخليج" في مايو 2012 "..أما سكان الخليج، فإنهم يريدون من الاتحاد تحقيق مصالحهم والاعتراف بهم، وأن يفتح لهم باب المشاركة السياسية الفعلية، وينتهي كبت حرياتهم، وتغلق السجون السياسية، وتنهي مصادرة آرائهم وأراضيهم وثرواتهم وتنهي حالة الفساد المقيم، إنهم يريدون موظفين أمناء يمكن محاسبتهم، ومقررين يمكن الثقة بقراراتهم ونقدهم، وعلاقات دولية تقام لمصالحهم، وجيوش لحماية بلادهم لا لمجرد عقود نهب مغلف بشراء سلاح لإنقاذ الاقتصادات الخاسرة، وإعلاما يمثلهم ولا يصمم لمحاربة تطلعاتهم ولا للترويج للمحتلين ولا لنشر الاحتلال الثقافي والسياسي في عالمهم".
الخيمة المفتوحة
لخص الأحمري، بيت الداء وقدم الدواء "إنهم يريدون اتحادا يتوقعون منه عدلا ونظما تسير للتطوير واقتصادا آمنا ومتنوعا وهادفا، إنهم يأملون في برلمانات حقيقية منتخبة تعالج قضاياهم لا مجرد ديكور برلمانات، إنهم يريدون الخروج من سياسة وثقافة "الخيمة المفتوحة" والأذن الصماء، التي تقول قل ما تشاء فنحن في العراء وفي الخوف دائما، والآخرون يعرفون عنا كل شيء ولا نعرف عن أنفسنا شيئا، نخاف من الغزاة البعداء ونُذل الأقرباء، كل شيء للغازي من وراء القفار، والجار مبخوس القدر والمقدار، ففي قصور الخليج اللامعة أحدث التجهيزات الجديدة وأبعد العقول عن العصور الحديثة.."
ثورات الإصلاح
كانت رؤية الأحمري، ثاقبة تجاه ثورات الربيع العربي رصدها في مقاله بعنوان "التحالف ضد ثورات الإصلاح" في 28 إبريل 2011"، قائلاًً: "يشهد العالم العربي تحالف الديكتاتوريات ضد الثورات العربية التي سارت بقوة للخلاص من رموز العمالة والإفساد في العالم العربي، وتلك الشخصيات كانت متعادية في التاريخ الماضي، ولا يجمعها اليوم إلا الحرب ضد النهضة التي شع فجرها على الأمة العربية من تونس إلى مصر واليمن وسوريا..".
وبعد أربع سنوات مرت على الربيع العربي صدقت توقعات الأحمري بعد الانقلاب على الثورة المصرية واليمنية واحتواء الثورة التونسية، حيث قال: إن "..ثقافة العزة والخروج من التبعية للحكومات الغربية مخيفة لمن عششوا في ظلمات الاستبداد، فالصلاح والديمقراطية تهدم عششهم المظلمة التي تكلست ويبست ورمت على فساد مقيم، ولهذا فحربهم على الإصلاح ضروس وستزيد في السنوات القادمة بوتيرة متشددة.."
وبرغم ذلك بشر بالأمل، مؤكدا أنه "..ليس من مصلحة الأمة أن يقف أي فرد أو مؤسسة أو طائفة أو حكومة ضد الثورات التي حملت الحرية والكرامة للأمة، وأنهت المفسدين المدمرين للمجتمعات الذين تميزت فترات حكمهم بغاية المهانة والعبودية للمستعمرين والجور على السكان المساكين..إن حلف الظلام ضد الليبيين واليمنيين والسوريين، إن بقي فترة وزادت حلكته، فسوف ينبلج عن فجر عام للأمة العربية..".
الإرهاب سببه الاستبداد
شخص الأحمري، السبب الجذري للإرهاب برأيه، كاشفًا أنه "..قد انتهت موجات إقامة الحكومات على الولاء للخارج، والمتاجرة بالتخويف من الشعب ومن دينه ومن إرهابه، فقد تبين أنها علل وحكايات سمجة لعصر فساد سمج، تبين للغرب وللعالم كذب مبارك وبن علي وتخويفهم من الإسلام ومن الشعب، والحكومات العربية التي فرحت من قلوبها بقصة 11 سبتمبر لأنها تعطيها مبرر استبداد وسرقة وعمالة أوسع تبين أن هذه الحجة كاذبة، فالإرهاب سببه الاستبداد لا غير.."
وأضاف: "واليوم، إما مع الإصلاح والديمقراطية وإما مع الفساد والاحتلال الداخلي والعمالة للصهيونية وبيع الشعوب والثروات في سوقها، ولم يعد بالإمكان صناعة تحالف المستبدين ضد الشعوب، ليس في صفحة المستقبل إلا معسكر الأمة.."
"حاكم منتخب"
"الإرهاب حرمان الشعوب من حاكم منتخب" عنوان جريء كتبه الأحمري، في 6-9-2013 أكد من خلاله أن "..الحرب على الثورات العربية خيانة لمستقبل الأمة وغدر بحرياتها التي حققتها، وإن الحرب على الثورات حولت المدارس سجونا ومعسكرات لطمس الأمل واغتيال الكرامة، هذه ليست قصة مختلقة فتعرّف بشجاعة وحياد لما يحدث في سوريا ومصر، الظلاميون يحاربون الديمقراطية بالرشوة والكذب والزيف.."
وحذر الأحمري من خطورة سلب الحريات بالقوة بقوله "..إنهم لا يحرقون المعارضة السلمية فقط في المستشفيات والشوارع ولا يرمونها بالبراميل الحارقة والسلاح الكيماوي، إنهم يسحقون وعيك يوم يسمون المعارضة إرهابا هذه تسمية أطلقها الظلاميون..إن حريتك من أغلى ما تملك وهم يغتالونها، ولو قلت لهم كذبتم لقالوا إرهابي، الإرهاب حرمان الشعوب من حاكم منتخب، ومنع الاحتجاج السلمي ليقتل الشعب على الهوية.."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.