حملت وسائل الإعلام المصرية اليوم المنتخب الجزائري لكرة القدم مسؤولية تحطيم حافلة كانت تقله من المطار الى الفندق بعد وصوله الى القاهرة أمس الخميس لملاقاة المنتخب المصري في مباراة حاسمة بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم. وكانت الإذاعة الجزائرية ذكرت أمس أن ثلاثة لاعبين من منتخب الجزائر عانوا من اصابات طفيفة عندما رشق شبان حافلة الفريق بالحجارة بعد الوصول الى القاهرة لخوض المباراة أمام المنتخب المصري غدا السبت. المنتخب الجزائري على متن الحافلة عند وصوله إلى القاهرة أمس وقال مراسل للاذاعة الجزائرية ان نحو 200 شاب ظهروا بينما كانت الحافلة التي تقل الفريق تقترب من الفندق الذي سيقيم فيه المنتخب وألقوا وابلا من الحجارة عليها. لكن الصحف المصرية الصادرة اليوم رفضت الرواية الجزائرية وأكدت أن ما تعرضت له بعثة الخضر كان مجرد "تمثيلية" من صنع الجزائريين انفسهم. وقالت صحيفة المصري اليوم في عنوان رئيسي بالصفحة الأولى "أول القصيدة.. تمثيلية جزائرية على باب مصر. بعثة الجزائر تحطم اتوبيسها وتزعم إصابة لاعبيها." وأضافت "المحللون يؤكدون أنها خطة احتياطية للاحتجاج بعد الهزيمة." أما صحيفة الشروق فقالت "انتهاء الأزمة المفتعلة.. والمباراة في موعدها. مصدر أمني يؤكد ان الكسر في اتوبيس اللاعبين من الداخل والخارجية الجزائرية تستدعي السفير المصري." وقالت صحيفة الاهرام "تحطم زجاج حافلة المنتخب الجزائري بالقرب من مقر إقامته.. السائق يتهم اللاعبين بالاعتداء عليه وتهشيم زجاج النوافذ". ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن سائق الحافلة قوله في تصريحات تلفزيونية "قبل الدخول إلى الفندق المخصص لاستضافة المنتخب الجزائرى بنحو 100 متر كان يقف مجموعة من المشجعين المصريين يهتفون باسم مصر فبدأ لاعبو المنتخب الجزائري بتوجيه الشتائم إليهم ثم قاموا باستخدام أدوات للطوارئ لتهشيم الزجاج حتى يصل صوتهم للمشجعين." وقال فالتر غاغ ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم في العاصمة المصرية القاهرة اليوم : "أتضح لنا إن ثلاثة لاعبين جرحوا: خالد لموشيه في رأسه، رفيق حليش في حاجب عينه ورفيق الصيفي في ذراعه"، مؤكدا ما ذكره وزير الشباب والرياضة الجزائري هاشمي ديار أمس الخميس. وأضاف غاغ الذي كلف من قبل الاتحاد الدولي بصياغة تقرير رسمي عن الحادثة: "تعرض مدرب حراس المرمى لرضة" واعتبر أن حافلة المنتخب الجزائري كانت "بحالة يرثى لها، بعدما كسرت ألواح الزجاج فيها، وظهرت على الأرض بقايا الزجاج وبقع الدم". وتابع غاغ: "لا يمكن الحديث عن مصابين سطحيين. بعد الغرزات يجب معرفة ما اذا كانوا قادرين على اللعب برأسهم. يجب ان يقدم ايضا طبيب المنتخب تقريره". وفي الجزائر قال حسان يبدا لاعب خط وسط نادي بورتسموث الانجليزي ومنتخب الجزائر لكرة القدم إن تعرض حافلة المنتخب للرشق بالحجارة لدى وصوله الى القاهرة لمواجهة نظيره المصري في مباراة حاسمة بتصفيات كأس العالم سيزيد إصرار الفريق على انتزاع بطاقة التأهل للنهائيات. ونقلت صحيفة الشباك الجزائرية اليوم عن يبدا قوله "أنا جد فخور لكوني جزائري والاعتداء الذي تعرضنا له لن يزيدنا سوى إصرار على العودة بورقة التأهل من مصر والتي ستكون أجمل هدية نقدمها للجمهور الجزائري الذي ساندنا منذ بداية التصفيات." واضاف مراد مغني لاعب لاتسيو الايطالي للصحيفة "في الحقيقة نحن جد متأسفين للاستقبال الذي حظينا به من قبل المصريين الذين فاجأونا بوابل من الحجارة والضرب الذي تعرضت له حافلتنا بمجرد شروعنا في التوجه نحو الفندق." ونددت وسائل الإعلام الجزائرية بالحادث ونشرت صحيفة الخبر صورة في صدر صفحتها الرئيسية للاعب الوسط خالد لموشية والدماء على وجهه. ويحتاج منتخب مصر للفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل لكأس العالم فيما ستضمن الجزائر المشاركة في البطولة إذا فازت أو تعادلت أو حتى خسرت بفارق هدف واحد في الوقت الذي سيلعب فيه الفريقان مباراة فاصلة في السودان إذا انتهى اللقاء المقبل بفوز أصحاب الأرض بفارق هدفين. الاتحاد المصري يتعهد بتأمين البعثة الجزائرية حتى مغادرة القاهرة تعهد الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر بتوفير جميع سبل الأمن لبعثة المنتخب الجزائري قبل المباراة المرتقبة بين منتخبي البلدين غدا السبت في الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا 2010 وحتى مغادرتها مطار القاهرة الدولي بعد المباراة. وقدم مسئولو الاتحاد المصرى اليوم تعهدا أمنيا جديدا لمراقب الاتحاد الدولي لكرة القدم )فيفا( يؤكد تحمل الجانب المصرى المسئولية الكاملة عن تأمين المنتخب الجزائرى، حتى موعد المباراة وأثنائها وحتى مغادرة البعثة بعدما تلقى احتجاجا رسميا من بعثة منتخب الجزائر مصحوبا بشريط فيديو مسجلا عليه اللحظات التي رشقت فيها حافلة نقل المنتخب الجزائري بالحجارة. وقال سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب المصري إن لاعبي الفريق منعزلون تماما عن تطورات وصول البعثة الجزائرية ، وما صاحبها من مشاكل. اتصالات بين وزارتي الخارجية في مصر والجزائر لتهدئة الأجواء صرح حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ، ، أن اتصالات هادئة تجري حاليا بين وزارتي الخارجية في مصر والجزائر "بمشاركة وتنسيق مع الأجهزة المعنية الأخرى" في الجانبين بهدف تخفيف حدة التوتر التي أعقبت ملابسات وصول البعثة الجزائرية إلى القاهرة مساء أمس الخميس. وأضاف زكي أن الجانبين يتعاونان بشكل حسيس و"في إطار روح من الود والتفاهم" على التعامل بشكل سريع وهاديء مع أي مشكلة ، حتى يتم توفير الأجواء الملائمة لمنافسة رياضية شريفة مساء السبت "تعكس سلوكا حضاريا لدى الجانبين". كما أكد أن مصر تحتفي دائما بضيوفها من "الأشقاء الجزائريين" وبغض النظر عن الأجواء الساخنة التي خلفتها بعض الحملات الإعلامية غير الواعية وبعض التصرفات الفردية من الجانبين وأشاد في هذا الصدد بالجهد الذي يبذله ممثلو الجانب المصري مع نظرائهم الجزائريين للتأكد من حسن إقامة البعثة الجزائرية في مصر ، وبما يعكس مشاعر الأخوة بين الشعبين.