يبدو أن المملكة السعودية بدأت تنفيذ خطواتها نحو تحقيق الاستراتيجية الأمنية التي تحدث عنها الخبير العسكري إبراهيم آل مرعي في إجاباته على أسئلة قراء (شؤون خليجية) للقضاء على داعش وكافة التنظيمات الإرهابية، والتي حدد ملامحها بإعادة الأمن والاستقرار للدول العربية الملتهبة، وحل الأزمة السورية، وحرب فكرية مضادة، وضرب هذه التنظيمات بسيف الحزم الأمني، وتقوية الجبهة الداخلية، والاستمرار في الإصلاحات السياسية، والقضاء على البطالة، وتحقيق العدالة الاجتماعية. أحكام قضائية ---------------- فعلى الجانب القضائي، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في مقرها الصيفي بمحافظة جدة حكماً ابتدائياً بثبوت إدانة مواطن بشروعه في السفر إلى العراق للمشاركة في القتال الدائر هناك، وتأييده ما يسمى تنظيم «داعش»، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر ومنعه من السفر خارج المملكة مدة أربع سنوات بعد انتهاء محكوميته. وقد أدين المتهم بالشروع في الخروج من المملكة بطريقة غير نظامية، باتجاه الأراضي الأردنية سيراً على الأقدام، للمشاركة في القتال بالعراق، وتأييده لتنظيم «داعش»، وتفريطه في هويته الوطنية، حسب ما هو مفصل في إقراره المصدق شرعاً، وتخزينه في جهازه الجوال ما من شأنه المساس بالنظام العام. وقرر ناظر القضية الحكم بسجنه ثلاث سنوات وستة أشهر اعتباراً من تاريخ إيقافه، يحسب منها ثلاث سنوات وفقاً للأمر الملكي رقم أ/44 وشهرين وفقاً للمادة (15) من اللائحة التنفيذية من نظام أمن الحدود، وأربعة أشهر وفقاً للمادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، ومصادرة جهاز الجوال المضبوط بحوزته وفقاً للمادة (13) من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وتغريمه غرامة مالية قدرها ألف ريال وفقاً للمادة (81) من نظام الأحوال المدنية، ومنعه من السفر خارج المملكة مدة أربع سنوات اعتباراً من تاريخ انتهاء محكوميته وفقاً للفقرة الثانية من المادة السادسة من نظام وثائق السفر. وتم إفهام أطراف القضية المعترضين على الحكم أن موعد تقديم الاعتراض يكون خلال 30 يوماً من الموعد المحدد لاستلام صك الحكم، وإذا مضت المدة ولم يقدم أي منهم اعتراضه خلالها فسترفع القضية إلى محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة لتدقيق الحكم بدونها. ملاحقات أمنية ----------------- وعلى الجانب الأمني، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن الجهات الأمنية تسعى إلى تحديد هوية مواطن سعودي يتبع تنظيم "داعش"، وذلك عقب ظهوره في تسجيل مصور يدعو إلى النفير العام بدولة ليبيا. ونقلت صحيفة "الوطن" أمس الاثنين عن التركي قوله أن "الجهات الأمنية المختصة تسعى إلى تحديد هوية السعودي المكنى ب(أبى على الجزراوي) ، الذي ظهر مؤخرا في تسجيل مصور بثه تنظيم داعش في ليبيا يدعو فيه من سماهم إخوة التوحيد في الجزيرة العربية وتونس ومصر والسودان للنفير إلى ليبيا ضد قوات الجيش. وكان الجزراوي الذي ظهر في شريط مصور لأول مرة ملثما على أحد الشواطئ الليبية ولا يعرف عنه سوى أنه أحد مقاتلي التنظيم بولاية طرابلس قد جدد تهديده لخليفة حفتر القائد الحالي للجيش في ليبيا. وأشارت المعلومات المتوفرة إلى أن "أبو على الجزراوى" كان قد خرج مباشرة إلى ليبيا للالتحاق بصفوف التنظيم هناك برفقة مجموعة أخرى تجمعه بهم صلات قرابة ومعرفة. وفي أواخر الشهر الماضي, ألقت الأجهزة الأمنية في السعودية القبض على 45 متهماً بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي، في عدة مواقع بمناطق المملكة، ودون مواجهات مسلحة تذكر. وأكدت مصادر، وفقاً لصحيفة الجزيرة السعودية أن "الأجهزة الأمنية اعتقلت 45 متهماً بالإرهاب من خمس جنسيات، منهم 40 سعودياً، ويمنيين وترينيداد، وتوباغو، وفلسطيني، ومصري". وبلغ عدد الموقوفين على ذمم قضايا أمنية متعددة خلال ال310 أيام الماضية، 1740 متهماً بالانضمام لداعش الإرهابي من 20 جنسية، احتلت الجنسية السعودية الأولى في كثرة المتورطين بالإرهاب، ثم يأتي حاملوا الجنسية اليمنية في المرتبة الثانية، وبعدهم السوريون، فيما تورط لأول مرة مقيم من الجنسية ترينيداد وتوباغو، حيث مازال رهن التحقيق لمعرفة مدى تورطه بقضايا إرهابية، بعد القبض عليه السبت الماضي بالعاصمة الرياض. تفعيل الدور المجمعتى ----------------------------- وكان نشطاء سعوديين قد دشنوا حملة إلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحمل أسم "#حملة_ التبليغ _عن _مؤيدي_ داعش"، وذلك بعد توالي التفجيرات الإرهابية مؤخرًا بمنطقة الخليج عامة والسعودية خاصة. ولاقت الحملة تفاعلًا واسعًا وسط النشطاء والدعاة والمثقفين، وحصلت على مركز متقدم في الترند السعودي فور تدشينها. وكان المغرد السعودي مجتهد قد أكد في حوار خاص ل"شؤون خليجية" في فبراير الماضي، أن من أولويات تنظيم داعش الإرهابي هو القضاء على حكم آل سعود بعدما وضعت الحكومة السعودية نفسها في مواجهة التنظيم بانضمامها إلى التحالف الدولي ضده، فلا هي استفادت من الحلف في القضاء على التنظيم، ولا هي نأت بنفسها عن الحلف حتى لا تستعدي التنظيم.