عدَّ سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ تأسيس كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة استمراراً للعناية المتواصلة بهذه الشعيرة وعناية خاصة يوليها سموه لمصلحة الإسلام والمسلمين، مشيداً بالجهود المبذولة في دعم مسيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ تأسيس المملكة وحتى العهد الزاهر. وقال ان من خصائص الأمة المحمدية التي تميزت بها عن سائر الأمم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلها علامة فارقة بها يتميز المؤمن والمنافق فالمؤمن يحب هذه الشعيرة ويتمسك بها ويعمل بها قدر استطاعته والمنافق يكرهها ويحاربها. واضاف ان الآيات القرآنية مبشرة بخيرات الدارين للقائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمم والجماعات والأفراد ،موضحة حفظ الله للمجتمع القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وحفظ الله لجميع أفراده حكاما ومحكومين من الفتن والقلاقل والمحن والأمراض والتناحر،ومبينة خاتمة السوء للغافلين عن القيام بهذه الشعيرة العظيمة. واستشهد بحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها ، كمثل قومٍ استهموا على سفينة ٍ فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ً) رواه البخاري وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (والذي نفسي بيده ‘ لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) رواه الترمذي. واستطرد سماحته قائلاً المجتمعات الإسلامية في هذا العصر الذي كثر فيه المنكرات وتنوعت في مقابل كثرة الخير وأسبابه يحتاجون للبصيرة فيما من شانه صلاح أمورهم في دنياهم وأخراهم ، والأمر بالمعروف قرين للنهي عن المنكر لا تستقيم أمور الناس إلا بهما. واشاد سماحته بالجهود المبذولة من قبل قيادة هذه البلاد في دعم مسيرة الأمر بالمعروف قائلاً من كريم منن الله عزوجل ما أنعم به على المسلمين في هذه البلاد المباركة المملكة ومنذ تأسيسها وحتى وقتنا الحاضر بولاة أمر يعتنون بهذه الشعيرة العظيمة ، وقال ان تأسيس كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة هو في حقيقته استمرار للعناية المتواصلة لهذه الشعيرة العظيمة وعناية خاصة يوليها الأمير نايف بن عبدالعزيز وفقه الله لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين. و في ختام حديثه أبان سماحته عن أمله في من الأخوة القائمين على هذا الكرسي المبارك الاجتهاد في تعزيز البحث العلمي الذي يخدم المسؤلين على هذا الصرح الكبير وكذالك العاملين في الميدان المعنيين عناية مباشرة مع جمهور المسلمين ، والحرص على توظيف المعرفة بأنواعها في مختلف مجالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يتم أداؤه على الوجه المطلوب.