عاصفة سياسية تشهدها الساحة اللبنانية على خلفية الشهادة التي يدلي بها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حول ظروف اغتيال سلفه وحليفه السياسي، رفيق الحريري، وذلك بعدما كشف السنيورة مساء الثلاثاء عن كلام أسرّه الحريري له وأبلغه فيه عن اكتشاف عدة محاولات من حزب الله لاغتياله. السنيورة قال في شهادته التي عرضتها المحكمة عبر قناة تلفزيونية خاصة من مدينة لاهاي الهولندية: "الرئيس رفيق الحريري أبلغني مرة انه تم اكتشاف عدة محاولات لاغتياله من قبل حزب الله". مضيفا: "بعد كل زيارة الى الخارج كان الحريري يقول الله يسترنا عندما نعود إلى بيروت" . ولفت السنيورة إلى أن الحريري كان يقدم المال لمسؤول المخابرات السورية في لبنان، رستم غزالة، وبرر ذلك بالقول: "الحريري كان يحاول ان يتقي العسف الذي يمارسه النظام الامني السوري، وليس لدي على الاطلاق اي معلومة عن المبالغ التي كان يتقضاها رستم غزالة". واتهم السنيورة الرئيس اللبناني السابق، إميل لحود، بالعمل من أجل عدم إنشاء المحكمة الدولية من خلال رفض عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في إنشائها. وردا على أسئلة من الدفاع حول دور حزب الله في عملية الاغتيال رد السنيورة بالقول: "ذكرت حرفيا ما سمعته من الحريري عن اكتشاف محاولات حزب الله لاغتياله وليس لدي ما اضيفه بشأن ذلك.. هذه الجريمة ليست شخصية على الاطلاق وهي تتعدى الذين ضغطوا على الزر." ولم يصدر رد رسمي من حزب الله بعد على شهادة السنيورة، كما لم تتطرق قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إلى الشهادة في نشرتها الإخبارية، أما كتلة "المستقبل" النيابية اللبنانية التي يرأسها السنيورة، وهي تمثل التيار الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق، سعدالدين الحريري، الذي تسلم قيادة التيار بعد مقتل والده، فقد عقدت اجتماعا في بيروت اتهمت فيه القوى المؤيدة لسوريا وحزب الله بشن حملة على السنيورة بهدف "قطع الطريق على المعطيات التي قد يدلي بها." وفي ظل غياب موقف حزب الله علق الوزير السابق المقرب من حزب الله، سليم جريصاتي، على شهادة السنيورة بالقول إنها "اتهامات أقل ما يقال فيها إنها سياسية بامتياز وعقيمة الدليل" واصفا السنيورة بأنه "شاهد غير حذق."