في مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت وسائل إعلامية، نقلاً عن مصادر سياسيّة قريبة الصلة بحزب الله اللبناني أن الحزب كان يحضر لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، ردا على اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنيّة بدمشق في 12 فبراير 2008. وأكدت المصادر أن محاولة الاغتيال فشلت بسبب معلومات أفشاها لإسرائيل عميلها الذي كشفه جهاز أمن حزب الله، محمد شوربة، الذي كان يشغل منصب مسؤول العمليات الخارجية في الحزب، وهي الوحدة المكلفة بتنفيذ أعمال عسكرية ضد الإسرائيليين، وهو الحدث الذي أفردت له "الوطن" مساحة واسعة في عددها رقم "5202" بتاريخ 27 ديسمبر من العام الماضي. ولم تكشف المصادر مزيدا من المعلومات عن الوقت الذي كان محدداً لتنفيذ عملية الاغتيال. وأضافت أن شوربة تسبب في إفساد العديد من مخططات الحزب العدوانية في أنحاء مختلفة من العالم، وشارك في اكتشاف العديد من خلايا الحزب السرية، ومن أبرز تلك المخططات محاولة تفجير السفارة الإسرائيلية في عاصمة أذربيجان، باكو، عام 2009 فعندما ذهب عناصر الحزب لتنفيذ المخطط فوجئوا بأجهزة الأمن تحيط بالمكان، حيث كانت في انتظارهم. في سياق ميداني، أكدت مصادر مطلعة مصرع ثمانية من عناصر حزب الله وأسر عشرة آخرين بأيدي قوات الجيش السوري الحر، خلال محاولتهم مع قوات من جيش الأسد اقتحام بلدة الفقيع بريف درعا الشمالي. وأشار ناشطون إلى أن اشتباكات قوية تدور على أطراف البلدة المحاطة بنقاط عسكرية عدة، وأن من بين الأسرى أربعة إيرانيين. من جهة أخرى، استمعت أمس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلى الشاهد عبد اللطيف الشماع، الصديق المقرب لرئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قبيل اغتياله. وتحدث الشماع عن اختلاف التعاطي السوري مع الرئيس الحريري قبل وبعد وفاة حافظ الأسد، وقال "خلال الفترة الأخيرة كان الحريري يخرج من لقاءات بشار بنفسيات غير مرتاحة، وقد نصحته مرات عدة بمغادرة لبنان، إلا أن جوابه كان بأنه يخشى على المحيطين به. وأشار إلى أن رئيس الاستخبارات رستم غزالة كان رأس حربة النظام السوري في لبنان، وتحدث عن لقاء الأسد بحضور ضباط سوريين واصفاً إياه بأنه كان "مفصليا في العلاقة بين الحريري والنظام السوري". وتابع أنه نقل من الرئيس الشهيد رسائل إلى غازي كنعان ورستم غزالة، وأن الحريري حاول دون جدوى إقناع السوريين أنه لم يكن وراء صدور القرار 1559، لكنهم أرادوا تحميله تبعاته. وعن هذا القرار كان الحريري يرى أنه في مصلحة لبنان، لكنه يتطلب التواصل مع الفرقاء الآخرين في الوسط اللبناني لإكمال تطبيقه. وأكد الشماع أن الحريري عد محاولة اغتيال مروان حمادة رسالة قاسية جدا موجهة إليه وإلى وليد جنبلاط، مشددا على أنه قام بزيارة حمادة مراراَ بعد إصابته، لتأكيد استمراره على نفس مواقفه. واختتم الشماع شهادته بالقول "الحريري كان يرغب في إقناع نصر الله بأن نيته ليست التآمر على سورية، بل إقامة علاقة سليمة معها".