قالت السلطات التونسية إنها ستنشر الجيش في المدن الكبرى واعتقلت تسعة أشخاص يوم الخميس بعد مقتل 20 سائحا أجنبيا بالرصاص اثناء هجوم على متحف في تونس العاصمة أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه ووصفه بأنه "أول الغيث". وكان زوار يابانيون وإيطاليون واسبان وبريطانيون بالإضافة لثلاثة تونسيين بين قتلى الهجوم الذي وقع بمنطقة مقر البرلمان التي تخضع لحراسة مشددة. ولم يؤكد مسؤولون صحة إعلان المتشددين للمسؤولية لكنهم قالوا إنهم تعرفوا على المسلحين اللذين قتلتهما قوات الأمن بالرصاص بعد أن فتحا النار على حافلتين سياحيتين عند متحف باردو بجوار البرلمان يوم الاربعاء. وقال رفيق الشلي كاتب الدولة للداخلية في تصريحات لقناة الحوار التلفزيونية التونسية إن الاثنين سافرا الى ليبيا في سبتمبر ايلول حيث تلقيا تدريبات بعدما جندا عبر خلايا استقطاب في المساجد. وقالت شركة إم.إس.سي. كروزس للرحلات البحرية إن 12 من ركابها بينهم كولومبيون وفرنسيون وبلجيكيون ضمن القتلى بينما عثر على زوجين اسبانيين على قيد الحياة يوم الخميس بعدما تمكنا من الاختباء في المتحف طيلة الليل. ووقع الهجوم -وهو الأكثر دموية ضد أجانب في البلاد منذ تفجير انتحاري في جربة عام 2002 - في وقت حساس لتونس مهد الربيع العربي التي بدأت تخرج من المرحلة الانتقالية إلى الديمقراطية الكاملة بعد اربع سنوات على الانتفاضة الشعبية. ونجت البلاد الى حد كبير من العنف الذي عانت منه دول الربيع العربي خلال تلك السنوات الاربعة. وتعتمد تونس بشدة على قدوم السياح الأجانب لمنتجعاتها الساحلية والرحلات الصحراوية وكانت الحكومة بصدد التعامل مع إصلاحات سياسية حساسة تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي. وأشاد تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن الخلافة في مناطق واسعة من العراقوسوريا وينشط في ليبيا بالمهاجمين في تسجيل صوتي باللغة العربية ووصفهما بأنهما "فارسان من فرسان دولة الخلافة ... مدججين بأسلحتهم الرشاشة والقنابل اليدوية." ويمثل التونسيون نسبة كبيرة من المقاتلين الأجانب في سورياوالعراق وليبيا وأصبحت ديمقراطيتهم الوليدة التي تسعى للتصدي للتشدد في الداخل هدفا محتملا واضحا. وجاء في التسجيل الصوتي للدولة الإسلامية "نقول للمرتدين القابعين علي صدر تونس المسلمة أبشروا بما يسوؤكم أيها الأنجاس فإن ما رأيتموه اليوم أول الغيث باذن الله." وكشف عن هوية اثنين من المتشددين قتلتهما قوات الأمن بالرصاص في الهجوم وهما التونسيان حاتم الخشناوي وياسين العبيدي. وذكرت صحيفتان محليتان أن العبيدي أمضى وقتا في العراق وليبيا. وقال رئيس الوزراء حبيب الصيد إن العبيدي كان تحت المراقبة لكن ليس لأي سبب خاص. *الجيش سيحرس المدن الكبيرة ---------------------------------------- وقالت السلطات إنها ألقت القبض على أربعة أشخاص لهم صلات مباشرة بالهجوم وخمسة لهم صلات غير مباشرة به. وقال مصدر أمني لرويترز يوم الخميس إن جنودا تونسيين اعتقلوا اثنين من أفراد أسرة أحد المسلحين الإسلاميين. وأضاف المصدر "تم اعتقال والد وأ**خت الإرهابي حاتم الخشناوي في بيته بمدينة السبيبة بالقصرين" رافضا إ*عطاء مزيد من التفاصيل عن دورهما *في الهجوم لكنه قال إن التحقيق جار معهما. وأفاد بيان صدر عن مكتب الرئيس التونسي أنه سيتم نشر الجيش في الشوارع في اطار تعزيز الأمن بعد الهجوم. وقال البيان إنه في أعقاب اجتماع الرئيس بالقوات المسلحة فقد قرر "القيام بإجراء تأمين المدن.. حماية المدن الكبرى بالجيش". وذكرت وزارة الصحة يوم الخميس أن عدد السياح الأجانب الذين قتلوا في الهجوم ارتفع إلى 20 من 17. وقتل ثلاثة تونسيين أيضا. وقالت لندن يوم الخميس إن امرأة بريطانية كانت بين القتلى فيما وصفته بأنه "هجوم إرهابي" خسيس وجبان. وذكرت إسبانيا أن المرأة التي خرجت مع زوجها من المتحف على قيد الحياة حبلى. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارثيا مارجايو "كانا مختبئين طيلة الوقت دون أن تواتيهما الجرأة لإجراء مكالمة هاتفية ربما لانهما كانا قلقين وخائفين.. بقدر ما يمكنكما التخيل." وبعد أربعة أعوام من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي أكملت تونس تحولها إلى الديمقراطية بإجراء انتخابات حرة ووضع دستور جديد وتبني سياسات الحلول الوسطى بين أحزاب علمانية وإسلامية. لكن قوات الأمن تحارب متشددين إسلاميين بينهم جماعة أنصار الشريعة التي تصنفها واشنطن كمنظمة إرهابية ولواء عقبة بن نافع المرتبط بتنظيم القاعدة الذي ينشط في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر. قال جيف بورتر وهو محلل سياسي في شركة "نورث أفريكا ريسك كونسالتينج" لاستشارات المخاطر إن المعركة ضد هؤلاء المتشددين ربما لعبت دورا في الهجوم على المتحف. وقال "زيادة الضغط على الأنشطة الإرهابية في منطقة جبل الشعانبي ربما أدى الى الانفجار فيما سعى الإرهابيون وراء أهداف أكثر سهولة لكن لها تأثير رمزي أكبر." *مقاتلون أجانب ------------------- وقتل قيادي سابق في جماعة أنصار الشريعة التونسية الأسبوع الماضي وهو يقاتل لحساب الدولة الإسلامية في مدينة سرت الليبية. وقالت مصادر أمنية إنه كان يدير تدريبات وعمليات في مجال الامداد والتموين. وقالت الولاياتالمتحدة إنها لا يمكنها تأكيد ان تنظيم الدولة الاسلامية مسؤول عن الهجوم لكن العملية تتسق مع العنف الذي مارسه التنظيم في السابق. وكان تسجيل سابق من الدولة الاسلامية نشر عبر الانترنت اشار ايضا الى هجوم تونس ووصف منفذيه بأنهم مجاهدون واحتسبهم شهداء لكنه لم يزعم المسؤولية بصورة مباشرة. وذكر حساب على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبط بلواء عقبة بن نافع تفاصيل ايضا عن الهجوم دون إعلان المسؤولية مباشرة. لكن سبق لهذه الجماعة أن نشرت بيانات متناقضة بشأن موقفها من الدولة الإسلامية. وبدا أن الهجوم يستهدف الاقتصاد التونسي بشكل مباشر حيث تمثل السياحة سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وتقدر الحكومة أن الخسائر هذا الموسم لقطاع السياحة ستبلغ 700 مليون دولار. وذكرت شركتان سياحيتان ألمانيتان أنهما ستلغيان رحلات من منتجعات شواطيء تونسية الى العاصمة لعدة أيام بينما قالت شركة أكور وهي أكبر مجموعة فنادق في أوروبا إنها شددت الإجراءات الأمنية في اثنين من فنادقها بتونس وقالت شركة كوستا كروزس الإيطالية وهي وحدة تابعة لشركة كارنيفال يوم الخميس إنها ألغت توقف رحلات في تونس.