تستمر تداعيات رفض أمانة جدة تمديد عقود تأجير مشاريع ترفيهية في الواجهة البحرية للمحافظة، حيث أكدت مصادر حكومية عدم التراجع عن القرار الذي يهدف إلى فتح هذه المناطق أمام المواطنين، فيما قال مستثمرون في هذه المشاريع إنهم رفعوا طلبا إلى الجهات العليا لتمديد عقودهم. ورفضت أمانة جدة أخيرا تمديد عقود مشاريع تجارية وترفيهية في الواجهة البحرية للمحافظة، انتهت فترات تأجيرها الاستثماري لعدد من التجار ورجال الأعمال. وبررت الأمانة هذا الإجراء لفتح "المناطق لعامة أهالي جدة والمتنزهين، بعد أن عانت سنوات كثيرة من الاحتكار والاستثمار"، وفقا لبيان صدر سابقا. وأكد ل "الاقتصادية" محمد البقمي المتحدث الرسمي في الأمانة التزامها بالأوامر السامية المنظمة للاستثمار بشكل عام، وفي الواجهة البحرية بشكل خاص "والتي تشير إلى تقنين المشاريع الاستثمارية على الواجهات البحرية". وقال البقمي، لا يمكن البت في هذا الأمر حاليا بسبب "عدم وجود قضية حتى الآن لأن العقود لم تنته بعد". وعلق مصدر مسؤول في وزارة الشؤون البلدية والقروية على القضية بالقول "هؤلاء مستثمرون انتهت مدة عقودهم وكفاية. الناس تريد أن تشاهد البحر وتستمتع به". وأضاف المسؤول الذي تحدث للصحيفة وتحفظ على ذكر اسمه، "الأمانة تحرص على حفظ حقوق الناس، وتعمل على مشاريع الكورنيش للمواطنين". وهل الوزارة لن تتراجع عن عدم تمديد عقود التأجير؟ قال المصدر "طبعا، الوزارة هدفها المواطن ورفاهيته والاستمتاع بالبحر والمناطق القريبة منه". وذكرت ل "الاقتصادية" مصادر مطلعة أن مستثمرين رفعوا إلى الجهات العليا طلبا بتمديد عقود تأجير مشاريع لهم في الواجهة البحرية لجدة بعد أن رفضت أمانة المحافظة ذلك عدة مرات. وقالت إن توجه المستثمرين إلى المقام السامي "يأتي بعد عدة محاولات مع الأمانة لتجديد عقود مشاريعهم مبكرا قبل انتهائها بعد سنوات قليلة". وأضافت المصادر "رفضت (الأمانة) وأشارت إلى أنها تقوم بتنفيذ توجيهات المقام السامي السابقة فيما يخص هذا الموضوع". وقال أيضا أحد كبار المستثمرين في مشاريع ترفيهية في كورنيش جدة إنهم طالبوا أمانة المحافظة بتمديد عقود التأجير "لأن عدم التجديد يوقف خططهم المستقبلية التي يعكفون عليها". وأضاف المستثمر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه "نطلب (عادة) تجديد العقود من أمانة جدة قبل فترة من انتهائها، لأن هناك أعمال تطوير تكلف ملايين الريالات". وقال "في أحد المنتزهات هناك مشروع يكلف 20 مليون ريال والعقد ينتهي بعد ثلاث سنوات.. في هذه الحالة يكون المشروع لم يسترجع حتى 10 في المائة من رأس المال.. هذا يعود بخسائر على المستثمر". ويستثمر رجل الأعمال في خمسة مشاريع في كورنيش جدة، ينتهي بعضها بعد ثلاث سنوات وأخرى بعد خمس وأخرى بعد سبع سنوات. وأضاف المستثمر "لابد من تجديد العقود ليتسنى إكمال مشاريع التطوير"، مضيفا أن أمانة جدة تعطي من خلال عدم تمديدها العقود "إيحاء بإهمال مشاريع المستثمرين وتركها دون تطوير يعود في الأخير لمصلحة السائح". وبدأت تفاعلات قضية عدم تمديد أمانة جدة عقود تأجير مشاريع الواجهة البحرية بعد أن وجه رجل الأعمال عبد الرحمن فقيه عبر الإعلام رسالة إلى أمين المحافظة عنونها ب "مشاريعنا السياحية للمواطنين هدية وليست احتكارية". وقال إنه أنفق مليار ريال على مشاريع تطوير مواقع النورس والشلال والشراع ومطعم السقالة والأكواريوم لكن إيراداته لم تتجاوز 391 مليون ريال. وقال فقيه "عندما أبرمت عقودي مع الأمانة كان بعضها خرابا ترتاده القطط والكلاب لمدة 10 أعوام ولم تكن إمكانات الأمانة تسمح باستثمارها فاستعانت حينها بالقطاع الخاص".