أنفلونزا الخنازير هذا الضيف الثقيل قلب الدنيا رأسا علي عقب.. وكل يوم تتزايد المخاوف منه ومن احتمالات تحوره ليصبح أكثر ضراوة, لأنه حتي الآن يعد فيروسا ضعيفا رغم أنه يحمل بين طياته موروثات الضراوة والخوف منها لأن هذا الفيروس يصيب جميع الثدييات والطيور والإنسان وهو سريع الانتشار, فهو خليط من4 فيروسات تشمل الخنازير والطيور والإنسان, ونقل عن الاهرام المصرية فعلى رغم أن بعض الخبراء الأمريكيين يتهمون بعض العلماء بالعمل لصالح الشركات العالمية العاملة في مجال إنتاج اللقاحات, حيث قاموا بأبحاث لإنتاج هذا الفيروس معمليا وإطلاقه, إلا أننا لانستطيع تأكيد ذلك حيث يشير بعض العلماء إلي ان التاريخ يؤكد أن مثل هذا الفيروس الخليط نشأ من قبل وانتشر, فكما يوضح علماء الفيروسات المصريون أن فترات انتشار الأوبئة خاصة الانفلونزا تنتشر فيها الفوضي والتكهنات والضغوط علي المسئولين, ويجب عدم الجزم برأي معين الآن, فالأمور غير واضحة, ويؤكدون أن لقاح أنفلونزاH1N1 الذي توصلت له عدة شركات عالمية مازال في طور التجارب الأولية وتم إنتاجه بنفس تكنولوجيا انتاج اللقاح الموسمي, ولذلك لم يستغرق وقتا في تصنيعه إلا ان أبحاث أي لقاح تتطلب5 سنوات حتي يتم تجريبه في جميع المراحل المختلفة والتأكد من أمانه وفاعليته. ومن ناحية أخري تقوم الشركة القابضة للأمصال واللقاحات البشرية بإنشاء أول خط انتاج للقاحات الأنفلونزا في مصر يتكلف96 مليون جنيه وينتج خلال18 شهرا مما يوفر أي كميات لأي نوع من أنواع لقاحات الأنفلونزا, كما يوفر أكثر من30% من ثمنه الذي يتم استيراده به, فنتيجة للهلع الذي يعيشه العالم هناك ضغوط علي الشركة حيث وصل الطلب من400 ألف جرعة لقاح للأنفلونزا الموسمية في العام الماضي إلي2 مليون في مصر نتيجة تزايد الوعي. وللإجابة علي بعض التساؤلات المثارة حول فيروس أنفلونزا الخنازير' وفرملته' باللقاح الواقي الذي لم يأخذ حظه الكامل في الأبحاث, أي خرج قبل نضوجه, وما دور الشركات العالمية في الدفع بهذا الفيروس.. يؤكد الدكتور حسين علي حسين أستاذ ورئيس قسم الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة والمتخصص في بيولوجيا الفيروسات وله العديد من الأبحاث في هذا المجال, أن فكرة استخدام اللقاحات مهمة جدا كدفعة مناعية لجسم الانسان ضد فيروسH1N1 مثل باقي الفيروسات, وفي الوقت نفسه استخدام اللقاح ليس هو الحل برغم أنه ضروري جدا, لكن لابد من التقييم الحقلي الحقيقي قبل استخدامه وتعميمه علي الانسان, فعملية التقييم وحدها تستغرق من2 3 أعوام علي الأقل, وتاريخ الفيروس الجديد لم يتعد عاما, والتقييم يأخذ مراحل مختلفة ومتعددة للكشف عن أمان اللقاح وقوته وفاعليته قبل استخدامه علي نطاق واسع, فلابد قبل الإنتاج المحدود انتهاء التجارب الأولية والإجراءات المستندية لاعتماد اللقاح, إلا أن الشركات العالمية استغلت وجود خبرة لديها في انتاج لقاح الأنفلونزا الموسمية, وعليه يمكن اختصار الوقت في تقييم وانتاج لقاح أنفلونزا الخنازير, حيث سيجري الانتاج بنفس الأسلوب العلمي والتكنولوجيا المستخدمة في لقاحات الأنفلونزا, وقد أعلنت بعض الشركات إنتاج كميات من اللقاح فالصين أعلنت أنها لديها القدرة علي انتاج مليارات الجرعات وعلي مسئوليتهما. لكن ما يحدث حاليا من هلع واندفاع واستخدام لقاح دون استكمال أبحاثه وضع طبيعي؟!.. يقول الدكتور حسين علي إن الأوضاع والاضطراب والهلع الذي نراه في العالم طبيعي حدوثه مع ظهور أي وباء عالمي, فهناك منافسة قوية بين الشركات العالمية المنتجة للأدوية واللقاحات, وعليه فمن المتوقع حدوث مشكلات وشائعات بين الشركات ويضيع جزء من الحقيقة وتظهر طبقة مستفيدة من تلك المشكلات. وينادي الدكتور حسين بضرورة عدم الانتظار أكثر من ذلك حتي ننتج لقاحاتنا بأيدينا محليا, فلابد من خط إنتاج للقاحات الأنفلونزا ولا ننتظر الاستيراد, فيجب الإسراع بدعم خط الانتاج في الشركة القابضة للقاحات ويكون علي مستوي عال, فهو يوفر الكميات المطلوبة وكميات طائلة من الأموال المخصصة لاستيراد اللقاح, فإنتاج اللقاح يكون عاملا مهما في الظروف الحالية, ومصر لديها خبرة في هذا المجال إلا أن المشكلة الموجودة تمويلية فتكون عائقا في التنفيذ, مع صعوبة إمكانية الحصول علي الخطوط التصنيعية, بالتجهيزات العالمية من بعض الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا ذات المصلحة المشتركة لأنهم يمتلكون المعدات والمعامل والتكنولوجيا, وفي النهاية هم مستفيدون لأنهم ينتجون ويصدرون, ولذلك ننادي بالإسراع في انشاء الخط للدخول في انتاج لقاح الإنفلونزا في مصر. وبوضع هذه التساؤلات أمام الدكتور محمد ربيع رئيس الشركة القابضة للقاحات والأمصال أكد أن لقاح الأنفلونزا الجديدH1N1 مازال جديدا وفي طور التجارب, وهناك ضغوط علي وزارة الصحة فهناك مدارس وحج إلي جانب بعض الظروف الأخري والفيروس ينتشر, إلا أن اللقاح المتخصص مازال في التجارب الأولية عالميا, وانتاج هذا النوع من اللقاحات ليس بجديد لأن لقاحات الأنفلونزا, ليست جديدة علي البشرية, فالمختلف في عملية انتاج اللقاح هو الفيروس فقط, ولقاح الأنفلونزا الموسمية آمن وفعال وهو لن يختلف كثيرا عن لقاح أنفلونزا الخنازير في أمانه وفاعليته, لأننا لاندخل في تكنولوجيا جديدة بل متكررة فعملية الأمان مغطاة مع الأنفلونزا الموسمية ولامخاطر من استخدامه, وهو الآن تحت التجربة عالميا, وقد أعطت المراحل الأولي نتائج مبشرة كما تقول الشركات المنتجة, فالأهم الأمان أولا فهو لن يسبب أمراضا خطيرة, ثم الفاعلية ثانيا ونتائجها مازالت غير معلومة والاجابة لدي الشركات المنتجة. ومن ناحية اختباره في مصر يشير إلي أنه لا يوجد وقت لاختبارات' الله يكون في عون وزارة الصحة لأنها معذورة تحت هذه الضغوط, والمستحضر مازال جديدا, فاللقاح العادي لكي يتم تصنيعه يستغرق5 سنوات, لكن في هذا الفيروس تم ضغط الأبحاث والإنتاج في عدة شهور, وستكون الجرعة في حدود30 جنيها مثل لقاح الأنفلونزا العادية. والسؤال لماذا لايوجد مصنع في مصر لتصنيع لقاح الأنفلونزا؟.. يجيب الدكتور محمد ربيع لايوجد فعلا خط لإنتاج اللقاح في مصر سواء أنفلونزا موسيمية أو غيرها, لكن في الوقت الحالي أمكن الحصول علي جزء من تمويل مشروع تصنيع لقاحات الأنفلونزا في مصر, وتجري حاليا اجراءات إنشاء الخط الانتاجي في موقع الشركة بمدينة6 أكتوبر, وتم الحصول علي تمويل من الخارج ووعدت وزارة الصحة بدعم المشروع, الذي سيتكلف96 مليون جنيه حتي يبدأ الانتاج للأمصال, وستحصل مصر علي حق المعرفة من منظمة الصحة العالمية والجانب الهولندي, وتم الحصول علي8 ملايين جنيه من المنظمة, وسيبدأ الإنشاء خلال شهرين حيث تقوم به القوات المسلحة بسرعة, علي أن يتم انتاج اللقاح خلال18 شهرا في منتصف عام2011, والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة مهتم بدعم هذا المشروع, لأنه سيوفر جميع لقاحات أنواع الأنفلونزا سواء بشرية أو خنازير أو طيور وبجميع الكميات, ومصر تملك القدرات البشرية والبحثية لتطوير اللقاح, وسيتم انتاجه باستخدام تقنية البيض المعمول بها عالميا حاليا رغم أنه يوجد تقنية أحدث بالإنتاج علي الخلايا, حيث يجري تطويرها, لكن لضيق الوقت فنحن في صراع ولذلك سنستخدم تقنية البيض في بداية الإنتاج. أما عن لقاح الأنفلونزا الموسمي يقول أنه يتم استيراد نحو400 آلف جرعة إلا أن الطلب زاد إلي2 مليون جرعة هذا العام, لكن ما تم استيراده300 ألف جرعة لوزارة الصحة و100 ألف جرعة لأنه يصعب تدبير جميع الطلبات لكن بعد افتتاح المصنع سنغطي أي طلبات, فتصنيع لقاحات الأنفلونزا محليا يوفر أموالا طائلة لمصر كما أن التصنيع المصري لها يقلل30% علي الأقل من التكاليف. ويوضح الدكتور حسين علي حسين أن خطر أنفلونزا الخنازير يكمن في أنه متحور رغم أن الأنفلونزا الموسمية أشد, إلا أن فيروسH1N1 مختلط حيث يوجد به بعض الجينات الخاصة بالضراوة في تركيبه الداخلي قد تمكنه مستقبلا من قدرات جديدة خاصة بزيادة الضراوة ومن هنا ينشأ التخوف, لأنه ينتقل بين العوائل المختلفة ولذلك فتكاثره لفترة طويلة وبكثرة داخل البشر سيؤدي لظهور أنواع وقدرات جديدة تحمل خصائص جديدة لهذا الفيروس, رغم إنه إلي الآن قليل الضراوة, ويؤكد أن أصل الوقاية من انتشار الفيروس الحماية منه, فالخوف من اختلاطه مع الأنواع الأخري من فيروسات الأنفلونزا داخل البشر, فتظهر أنواع شرسة جديدة, لأن هذا الفيروس له مستقبلات في خلايا الانسان ونحن عرضة للإصابة به بأعداد مهولة, ولايجب المقارنة بين الوضع في فرنسا وبريطانيا بمصر لأن في هذه الدول وعي وثقافة وهذا ما يجب الاهتمام به حيث نفتقده. أما عن منشأ هذا الضيف الثقيل فيوضح الدكتور حسين أن هناك بعض التقارير التي أعلنت مؤخرا أن فيروسH1N1 الجديد مهندس وراثيا بمعرفة العلماء ومنتج معمليا بغرض الأبحاث وحدث تسرب له, وهناك بعض الخبراء الأمريكيين اتهموا بعض العلماء بأنهم وراء هذا الفيروس الجديد وحالة الرعب التي يعيشها العالم منه لصالح بعض الشركات المنتجة للقاحات والأدوية, ولايستطيع أحد أن يكشف الحقيقة أو يجزم بها فهذا الخلط بين الفيروسات حدث سابقا وحتي هذه اللحظة غير معروف مصدره, فلايوجد وضوح في الرؤية وهناك تخبط في هذا الوضع, وشائعات تنتشر مثلما حدث في موجات سابقة.. وأصبح الهلع سيد الموقف.