دشن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية ظهر أمس مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية وبحضور حرم سموه الأميرة أميرة الطويل، وذلك بمقر المؤسسة بطريق التخصصي وممثلي الصحف ووسائل الإعلام. ونقلا عن صحيفة الجزيرة ففي البداية رحب سمو الأمير الوليد بن طلال بالحضور، ورأى سموه أن تكون بداية الحديث للشيخ علي النشوان المستشار الديني لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال وعضو المؤسسة الخيرية، حيث تحدث الشيخ علي النشوان ورحب بسمو الأمير الوليد بن طلال وحرمه صاحبة السمو الأميرة أميرة الطويل نائب رئيس مجلس الإدارة، وقال: لا شك أن مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية هي الدوحة المثمرة التي أتت أكلها بعد بناء وتطوير. ولم تكن انطلاقتها من إعلانها اليوم. بل سبق ذلك بناء وتشييد وتأسس وتمهيد. ومضى الشيخ النشوان في حديثه عن هذه المؤسسة قائلاً: كانت البداية أكثر من ثلاثين سنة حيث كان الهاجس الخيري لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال يعيش معه ليل نهار كان حب الخير ونفع الناس ديدنه ومن قصده في حاجة لم يرجع خائباً. حينما باشر سموه تأسيس مؤسسة المملكة للتجارة والمقاولات نظم جلساته المسائية التي يستقبل فيها معارفه ومحبيه حيث تنوعت الطلبات وتعودت الرغبات واتجهت رغبة سموه إلى تعيين مستشار ديني يكون من ضمن مهامه الإشراف على تنظيم وتسهيل وصول مساعدات سموه إلى المواطنين بأفضل السبل وأيسرها، وتم ذلك في شهر رجب في عام 1406ه، ثم اتسعت دائرة نشاط سموه الخيرية مع توسع نشاطه التجاري ورغبة سموه في توسيع دائرة سؤاله للمحتاجين تقلبت الدعوات الموجهة إليه من أمراء وشيوخ القبائل لزيارتهم في أماكن سكناهم في البادية والقرى والهجر، وكان لا بد أن يتم عرض كثير من احتياجاتهم التي لا بد لهم منها لمواكبة التطور الذي تعيشه بلادنا الغالية. وكان سموه يستجيب لطلباتهم فتنوعت مساهمات سموه الخيرية ما بين بناء المساجد وتعبيد الطرق وتوفير مولدات الكهرباء وخزانات المياه وغيرها مما لا يتسع المقام لتفعيله، كما افتتح سموه قسما خاصاً بالمساعدات النسائية. ونظرا لتوسع وتنوع مساهمات سموه الخيرية فقد تطلب الأمر مزيدا من التنظيم والدعم. فرأى سموه رأيا آخر وهو أن يجمع ذلك كله تحت مظلة واحدة تجمع القسم النسائي والقسم المختص بالرجال في إدارة تنفيذية واحدة سماها إدارة المشاريع الإنسانية وجعل المدير التنفيذي عليها هو مستشاره الديني وبعد انتقال مكتب سموه إلى برج المملكة خصص سموه مكان مكتبه القديم في شارع التخصصي مقراً لهذه الإدارة الجديدة. ولكن طموحات سموه ما تزال تتطلب مزيدا من الدوام والاستمرارية فرغب -وفقه الله- في أن يجعل عمله الخيري أكثر استغلالا وقابلية للدوام والاستمرار فصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله- على تحقيق رغبة سموه في جمع وتنظيم النشاط الخيري لسموه في إطار مؤسساتي باشراف الدولة حيث توج ذلك لصدور قرار معالي وزير الشؤون الاجتماعية لتأسيس مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية حاملة للرقم (77) لعام 1429ه. وتناول الشيخ النشوان أهداف الجمعية فقال: منها الإسهام في المشاريع الإنسانية التي تعود بالنفع المباشر على المواطنين، ودعم برامج رعاية الموهوبين والعناية بالمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة ودعم مشاريع الجمعيات والمؤسسات المصرح لها بالعمل في المملكة بشكل رسمي، والارتقاء بالمستوى الحضاري والاجتماعي والثقافي لدى المواطن والاشتراك مع الهيئات الحكومية والأهلية في مساعدة منكوبي الكوارث، كما أن المؤسسة لا تهدف إلى الحصول على الربح المادي، ولا تتعامل مع الجهات والهيئات التي لا تتفق سياستها وتوجهاتها مع سياسة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله. كما اشتمل القرار على تشكيل مجلس الأمناء في دورته الأولى على النحو التالي: صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال المؤسسة الرئيس. الأميرة أميرة الطويل، حرم الوليد بن طلال، نائباً للرئيس. مي عبدالحميد أبوسليمان أمينا عاما. علي بن عبدالعزيز النشوان عضواً. ندى صالح الصقير عضواً. سمو الأمير يجيب على أسئلة الصحفيين بعد ذلك أجاب صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على أسئلة الصحفيين حيث تطرق إلى هذه المؤسسة والحديث عنها في هذا اليوم رغم أن نشاطها منذ زمن طويل، فقال: أولاً نشاطي الشخصي الخيري والانساني منذ أكثر من30 عاماً، وكان منصبا في المملكة العربية السعودية والبلاد العربية ودول العالم كافة. وقد تم تأسيس المؤسسة الخيرية في لبنان وتم إناطة بها كل الأعمال الخيرية خارج المملكة العربية السعودية، وكان الهدف عمل عنصر مؤسساتي وعنصر الديمومة ومن ذلك المنطلق ذهبت إلى خادم الحرمين الشريفين وطلبت منه تأسيس المؤسسة، ووافق بطبيعة الحال وتم تعميد وزارة الشؤون الاجتماعية بإصدار الترخيص، وذلك بالتركيز على النشاط الخيري في المملكة العربية السعودية، وكما هو معلوم يوجد 3 مؤسسات: المؤسسة الخيرية التي نحن بصددها الآن ونشاطها في المملكة العربية السعودية، لكن يوجد مؤسسة أخرى هي المؤسسة الخيرية في لبنان، ومؤسسة أخرى في لبنان وعنصر مؤسساتي عنصر ديمومة، ومن هذا المنطلق تم تأسيس المؤسسة الخيرية والتي أعلن عنها اليوم. تأصل العمل الخيري وأجاب سموه على سؤال ل(الجزيرة) على تأصل العمل الخيري في هذه البلاد فقال: لا شك أن العمل الانساني والعمل الخيري والعمل الاجتماعي أولا قبل كل شيء هذا عمل إسلامي وديني، وواجب وطني ونحن نستمد قوتنا من الله سبحانه وتعالى ثم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتستمد منه القدوة، فيما نعمله. وبهذه المناسبة أرى من الواجب ذكره وهو حينما ذهب الملك عبدالله إلى أحد أحياء الرياض ومنذ ذلك الوقت تم إقرار وجود الفقر في المملكة العربية السعودية. كنا نحن السباقين في الإعلان عن بناء عشرة آلاف وحدة سكنية وتم فعلا البدء بها. وقد تم تسليم ما يقارب من 2000 وحدة سكنية الآن، والعمل مستمر في بناء وحدات سكنية إضافية. وأعود وأقول: إن كل ما لدينا من هذه الدولة وكل خير لدينا من هذه الدولة ومن هذه البلاد ويعود لها. أما موضوع الموهوبين فهو موضوع لا شك عزيز على قلب كل مواطن في المملكة العربية السعودية وبالذات الملك عبدالله، والذي اختارني شخصياً أكون ضمن مجلس الأمناء في جمعية الموهوبين وطبيعة الموهوبين عملية مهمة جدا، فكل دولة وكل كيان فيها موهوبون، لكن الذي ينقصه صقلهم ودعمهم واعطاؤهم المجال للبروز. وبطبيعة الحال نحن سواء كان عن طريق مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية التي أعلن عن بدء نشاطها اليوم أو عن دعمنا غير المباشر، وهو عن طريق دعم الموهوبين. وحول التركيز على هموم المرأة ومساعدتها قال سموه: لا شك أن أحد النشاطات الأساسية لدى المؤسسة هو دعم المرأة السعودية ودعم تطورها ونموها وانخراطها واندماجها في المجتمع بطبيعة الحال كل شيء ضمن التعاليم الإسلامية وتحت سقف الوعاء الإسلامي وهذا مفروغ منه وغير قابل للنقاش والحوار.. الآن المرأة السعودية بدأت تنخرط في النظام الاجتماعي والنظام العملي، ويرحب بها في مجالات عديدة بعد أن كان في السابق يرحب بها في المستشفيات ممرضة أو كدكتورة لكن الآن نرحب بها في مجالات كثيرة، يعني أي مجتمع فيه50% هو عدد النساء تقريباً لا تكون فيه المرأة عامل بناء ومفيد في بناء الكيان من الصعب أن يكون هناك نجاح والتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين هناك تعزيز لدور المرأة. ولا شك أن عهد الملك عبدالله هو العهد الأول الذي تم تأسيس جامعة الأميرة نورة وهذه عملية لا يستهان بها حيث يلتحق بها الآلاف من الطالبات السعوديات. والحمد لله، الدولة تسير في الاتجاه الصحيح ونحن نعتبر مرآة لما يتم في هذه الدولة الفتية الأبية سواء في العمل الإنساني أو الخيري، أو بالتحديد فيما ينطلق بتنويع وتجديد وتقوية وتعزيز دور المرأة في بناء المجتمع وانصهارها وانخراطها التام فيه ومساواتها بالرجل. وأبرز سموه شيئا مما تنفرد به مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، فقال: نحن لا نركز فقط على دعم مشاريعنا الذاتية، فنحن أحد أهدافنا الأساسية دعم أي جمعية وأي مؤسسة خيرية في السعودية لأي نشاط إنساني أو خيري يخدم المواطن السعودي، وهذه ميزة كبيرة، والكثير من المؤسسات كل مواردها هي للدعم الذاتي وللنهوض بما تعمله داخلياً، لكن مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية أحد أهدافها ليس فقط دعم نشاطاتها الذاتية بل أيضاً دعم أي نشاط وأي مؤسسة وأي جمعية خيرية في المملكة العربية السعودية، وكما هو معلوم قل ما يمر أسبوع أو حتى يوم إلا ما يكون هناك تبرع بمحطة كهرباء أو تأمين مولد كهربائي أو لبناء مسجد أو لترجمة القرآن أو لدعم نشاط الفرد السعودي ولدعم نشاط المرأة السعودية إلى آخره، فنحن نغطي كافة أنحاء المملكة العربية السعودية سواء ذاتياً أو بدعم المؤسسات الذي من خلاله نصل تقريباً لكل محتاج في المملكة العربية السعودية. وهذه مناسبة طيبة حيث أتذكر أننا عملنا إحصائية في إحدى السنوات قبل خمس أو أربع سنوات أن مؤسسة المملكة قد امتدت خدماتها إلى حوالي أكثر من مليون ومائتي ألف مواطن ومواطنة في سنة واحدة. وأؤكد لكم أن مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية المسجلة في المملكة برقم (77) هي لدعم النشاط الخيري في المملكة، لكن يوجد مؤسسات أخرى اسمها مؤسسة الوليد بن طلال في لبنان وهذه تدعم أي نشاط خارج المملكة العربية السعودية، ويوجد مؤسسة أخرى اسمها مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية وهي تعمل في لبنان وبالإمكان أن أقول أن نشاط الوليد بن طلال وصل إلى أكثر من 57 دولة في العالم. وأكد سموه أن مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية نشاطها محلي وعمل خيري، لكن هناك أعمال خيرية أخرى خارج المملكة في كافة الدول العربية. زيارة موفقة حقيقة منذ توجه الملك عبدالله إلى أحد الأحياء في مدينة الرياض ثم الإقرار والاعتراف بوجود الفقر وكلنا يعلم ذلك لكن خطوة الملك عبدالله المقدامة والجريئة هي زيارة رمزية لنبدأ معالجة الفقر والقضاء عليه. وأكد سمو الأمير الوليد بن طلال أن الجميع يعمل تحت وعاء وغطاء المملكة العربية السعودية سواء مؤسسة فردية أو مؤسسة مسجلة في الدولة وكل أعمالنا والحمد لله موازية ومتماشية مع سياسة المملكة العربية السعودية. وأجاب سموه على سؤال عن موارد المؤسسة ومستقبلها فقال: على كل حال هذا الموضوع لم يعلن اليوم وعلى قصد ما هي موارد المؤسسة وكم هي ميزانية المؤسة.. وسيكون هناك موارد ذاتية مني شخصياً، وطبعاً نظام المؤسسة الرسمي يسمح بقبول الهبات ونحن لا نطلب الهبات لأنني سوف أقوم بتمويل كل ما هو مطلوب في المؤسسة، ونظام المؤسسة لا يسمح بجمع التبرعات ونحن نحترم كافة الشروط والأنظمة وسأقوم بتلبية كل موارد ومطالب المؤسسة إلى أن يعلن عن وقف للمؤسسة وبالتالي تعطى الديمومه والأبدية إن شاء الله، وهذا سيأتي خلال الفترة القادمة ويعلن عنه رسمياً مؤكداً أن وجود الوقف هو المطلب الرئيسي، وهذ سيعلن عنه فيما بعد وسيكون أكبر وقف خيري في العالم، وستكون مواردنا الذاتية كافية ومغطية إلى أن يعلن عن الوقف لهذه المؤسسة. وحول سؤال ل(الجزيرة) عن دور الإعلام السعودي في إبراز هذه النشاطات فقد أثنى سموه على الإعلام السعودي وقال إنه إعلام بناء إعلام قوي، وعلاقتنا نحن كمؤسسة الوليد بن طلال والوليد بن طلال شخصيا وشركة المملكة القابضة والشركات المنبثقة عنها علاقات قوية والصحافة تعلم حسن نيتنا ورغبتنا نحو النهوض بالمجتمع السعودي وبالفرد السعودي وبالمواطنة السعودية. وأجاب أيضاً على سؤال ل(الجزيرة) عن كيفية وصول خدمات مؤسسة الوليد بن طلال إلى كافة أنحاء المملكة أجاب سموه فقال: إنها ستصل بطريقتين الطريقة المباشرة والطريقة غير المباشرة لدينا الآن مشاريع الإسكان غطت (11) منطقة في المملكة العربية السعودية والعمل سار للوصول إلى بقية المناطق، وهناك الكثير من المواطنين ارتباطات أما بالطريق غير المباشر فنحن ندعم كل الجمعيات في المملكة العربية السعودية وكذلك المؤسسات عن طريق التبرعات وتصل إلى مستحقيها فمثلا بالنسبة لنشاط الكهرباء فقد وصلت إلى أكثر من 344 قرية، وهذه خدمت أكثر من 41 ألف منزل. وأكد سموه: لم تعد هناك حاجة إلى افتتاح فروع للجمعية في أنحاء المملكة، ولدينا خطة مميزة لإيصال خدمات المؤسسة. وأكد سموه اهتمام الدولة - أعزها الله - بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين - بهذا الوطن. وحول سؤال عن تحمل سمو الأمير الوليد بن طلال القيام بأعباء هذه المسؤوليات والمهام أجاب سموه قائلاً: أنا سوف أجيب من منطلق إنساني وخيري.. لا شك، وأنا عن يميني الأميرة أميرة الطويل، أن عائلتي ستلعب دوراً كبيراً في إدارة المؤسسة بطبيعة الحال مع مجلس الأمناء، والأمين العام هي منى أبو سليمان وهي فعالة في المجتمع السعودي، وكذلك الشيخ علي العشوان وندى الصغير عضو مجلس الأمناء.. فأنا مدعوم بدعم قوي من مجلس الأمناء والعمل الخيري والإنساني في دمي؛ فمثلاً كل أسبوع يأتيني في البيت على الأقل 30-40 معوقاً وضعهم حرج جداً؛ لذا أجتمع مع الأميرة أميرة ونناقش تلك الاحتياجات التي يطلبونها من منزل صغير أو علاج.