خفضت شركة أرامكو السعودية الأسعار التي تبيع بها النفط الخام إلى زبائنها الذين يرغبون في تحميل بضاعتهم خلال الشهر القادم، ولكنها قدمت لعملائها في آسيا بالذات تخفيضا كبيرا جدا هو الأعلى منذ أربع سنوات، في خطوة يراها بعض المحللين والتجار ضرورية وسط تباطؤ نمو الطلب على النفط ولمواجهة المنافسة الشديدة في المبيعات من باقي دول أوبك. وبحسب "مكة أون لاين"، أعلنت أرامكو الأسبوع الماضي تخفيضا يصل إلى 2 دولار على البرميل لبعض أنواع النفط الخام المتجه للسوق الآسيوية وهو رقم أعلى بكثير من التخفيضات التي كان السوق والتجار يتوقعونها، لتعيد أرامكو بذلك الأذهان ل2010 عندما كانت التخفيضات عالية لمساعدة الزبائن على الخروج من أكبر ركود اقتصادي شهده العالم في 2009 نتيجة لانهيار النظام المالي. ويرى بعض المحللين الذين تحدثت إليهم «مكة» أنه كان من المتوقع أن تقدم السعودية تخفيضات في هذا الوقت لتشجيع الزبائن على شراء النفط السعودي، خاصة أن الطلب عليه بدأ في الركود والاستقرار منذ فترة، بينما زاد الطلب على الأنواع الأخرى التي تصدرها بلدان منافسة لها في منظمة أوبك مثل العراق وأنجولا أو حتى إيران والتيلا يزال نفطها يجد طريقه إلى الأسواق في آسيا رغم الحظر المفروض عليها من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي للضغط على برنامجها النووي، وضعف الطلب على النفط السعودي في الولاياتالمتحدة وفي الصين أكبر سوقين للنفط السعودي هذا العام. وأظهرت بيانات رسمية حكومية قامت «مكة» بتحلليها أن الصين استوردت في الأشهر ال6 الأولى من العام الجاري نحو 177.2 مليون برميل من النفط السعودي، أي بانخفاض عن الكمية التي استوردتها في نفس الفترة من العام الماضي والبالغة 198 مليون برميل. وفي أمريكا لا تزال الصورة غير واضحة لنمو مبيعات النفط السعودي، ففي الأشهر ال6 الأولى من العام الجاري استوردت المصافي الأمريكية كميات من النفط السعودي أكثر مما استوردته خلال نفس الفترة من العام الماضي، إذ بلغ متوسط الواردات الأمريكية من النفط السعودي نحو 1.36 مليون برميل يوميا في المتوسط بين يناير ويونيو ل2014 بزيادة عن 1.21 مليون برميل يوميا عن نفس الفترة من 2013، بحسب أرقام وكالة الطاقة الأمريكية. ولكن بدءا من مايو بدأت واردات الولاياتالمتحدة من النفط السعودي في الانخفاض حتى وصلت في أغسطس إلى أدنى مستوى لها منذ نحو العام والنصف عند نحو 878 ألف برميل يوميا، بحسب أرقام مبدئية للجمارك الأمريكية. وقال مصدر سعودي في حديثه إلى «مكة» إنه من الطبيعي أن يواجه النفط السعودي أوقاتا صعبة، إذ إن السوق الأمريكية أصبحت متخمة جدا نظرا لتزايد إنتاجها من النفط الصخري فيما الأسعار بدأت في النزول وهو أمر غير مشجع للمملكة على بيع المزيد هناك. وأعلنت أرامكو الأربعاء الماضي قائمة أسعار بيع النفط الرسمية لأكتوبر والتي أظهرت تخفيضا قدره 40 سنتا للبرميل على كل أنواع نفطها المتجه لأمريكا مقارنة بأسعار سبتمبر، وهو تخفيض أقل من ذلك الذي أعطته للعملاء في سبتمبر والبالغ قدره 80 سنتا (أي ما يقارب دولارا كاملا) مقارنة بأسعار أغسطس. وقدمت أرامكو تخفيضا للزبائن في آسيا أكبر بكثير من التخفيض الذي قدمته للزبائن في أمريكا الذين سيحصلوا على 2 دولار للعربي الخفيف الاكسترا و1.5 دولار على كل برميل من النفط العربي الخفيف السوبر وهو أخف وأجود أنواع النفط السعودي. فيما بلغ التخفيض للنفط العربي الخفيف وهو أكثر الأنواع مبيعا في كل أسواق العالم 1.7 دولار للبرميل مقارنة بسعر سبتمبر.