رفعت شركة أرامكو السعودية أسعار جميع خامتها من النفط للتصدير خلال شهر يوليو المقبل، على عملائها في الشرق الأوسط وشمال غرب أوروبا في الوقت الذي خفضت فيه الشركة أسعار الخامات الخفيفة إلى عملائها في الولاياتالمتحدة وآسيا بحسب قائمة أسعار أرامكو التي حصلت "الوطن" على نسخة منها. وجاء قرارأرامكو بخفض أسعار الخامات الخفيفة إلى آسيا وأميركا في أعقاب انخفاض الطلب هناك على هذه الأنواع بحسب ما أوضحه محللون تحدثوا إلى "الوطن" أمس فيما تم رفع أسعار جميع الخامات إلى أوروبا والشرق الأوسط بسبب تراجع إنتاج ليبيا النفطي الذي يتكون غالبه من النفط الخفيف أو ما يعرف بالنفط "الحلو" في أوساط الصناعة نظراً لأنه يحتوي على نسبة أقل من الكبريت مقارنة بالأنواع الثقيلة والذي تستخدمه غالبية المصافي الأوروبية بسبب سهولة تكريره. وتصدرأرامكو السعودية أربعة أنواع مختلفة من الخام إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق والأوسط وهي العربي الخفيف جداً (إكسترا) والعربي الخفيف والعربي المتوسط والعربي الثقيل، فيما تصدر خمسة خامات إلى آسيا بزيادة العربي الخفيف (سوبر) إلى الخامات الأربعة السابقة. والعربي الخفيف (سوبر) هو أفضل أنواع النفط الخام الذي تنتجه الشركة من حقولها. وتنتج أرامكو خمسة أنواع من النفط الخام تختلف درجة سماكتها بحسب مستوى الكبريت بناء على مواصفات معهد البترول الأميركي. وأخف هذه الأنواع هو النفط الخفيف السوبر وأثقلها هو الخام العربي الثقيل. والخام العربي الخفيف هو الخام القياسي لأرامكو. وانخفض سعر خام العربي الخفيف بواقع 1.4 دولار للبرميل أمس بحسب ما أوضحته بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي ليصل إلى 98 دولاراً للبرميل. وأظهرت قائمة الأسعار أن أرامكو خفضت أسعار العربي الخفيف إلى أميركا بمقدار 0.20 دولارا للبرميل عن سعره في يونيو فيما خفضته بمقدار 0.70 دولارا للبرميل إلى آسيا. ورفعت أرامكو سعر العربي الخفيف إلى أوروبا لشهر يوليو بواقع 1.70 دولار للبرميل عن سعره في يونيو وإلى العملاء في الشرق الأوسط بنحو 1.20 دولار. وتعليقاً على الأسعار في يوليو أوضح كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي الدكتور جون إسفاكياناكيس في تصريح إلى "الوطن" أمس أن قرار أرامكو جاء بناءً على معطيات السوق حيث انخفض الطلب من آسيا نظراً لتراجع ورادات اليابان النفطية فيما تراجع الطلب في الولاياتالمتحدة بسبب الركود الاقتصادي هناك. وقال إسفاكياناكيس إن الطلب من اليابان جاء منخفضاً على عكس المتوقع إذ كانت التوقعات تشير إلى أن استهلاك النفط سيزداد هناك من أجل توليد الكهرباء بعد تعطل محطات توليد الكهرباء النووية إلا أن اليابان استوردت المزيد من الغاز الطبيعي بدلاً من النفط لاستخدامه في التوليد. أما فيما يتعلق بالولاياتالمتحدة فإن الطلب انخفض في فترة الصيف بعد النتائج المتدنية لمعدلات التوظيف والتي تشير إلى وجود ركود وهو ما يعني أن استهلاك الوقود للسفر من قبل الاميركان هذا الصيف سيكون أقل. وتعتبر أشهر الصيف الأكثر استهلاكا لوقود السيارات في الولاياتالمتحدة ويعبر عنها ب"موسم القيادة". من جهته أوضح الخبير الاقتصادي فضل البوعينين في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن قائمة أسعارأرامكو لشهر يوليو تعكس تماماً وضعية العرض والطلب في السوق. إلا أن البوعينين أضاف أن هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تنعكس على الأسعار بعيداً عن العرض والطلب مثل الزيادة المتعلقة بتكاليف الإنتاج نظير انسحاب بعض المصدرين من بعض الأسواق مثلما حدث مع ليبيا وبعض الدول المصدرة للنفط في المنطقة والتي شهدت اضطرابات سياسية. وقال إنه من الواضح أن أرامكو تنوي الاستفادة من الطلب القوي على النفط الخفيف والذي تحتاجه المصافي الأوروبية بشدة في أعقاب انخفاض إنتاج ليبيا بصورة كبيرة.