للغيرة مساوئ كثيرة في المجتمع، فهي تنال من المشاعر الزوجية القائمة على المحبة والاحترام، ومنها انعدام الثقة تمامًا بين الزوج وزوجته، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى الإحساس بعدم الأمان والملل والضجر من الطرف الآخر. ووفقا لتقرير "العرب" اللندنية، أكّد الدكتور مجدي مندور أستاذ علم الاجتماع أنه من السلوكيات التي تُظهر غيرة الرجل من زوجته، الغضب السريع وعدم شعوره بالارتياح والسعادة عند تحدث زوجته عن شخص معين.. كذلك زيادة تحديق الرجل في زوجته عند الخروج معاً، وكيف تتعامل مع الآخرين، وتقييم تصرفاتها.. فضلا عن الغضب من بعض الصور والأشياء التذكارية.. والإنزعاج من الآخرين.. كما أن قضاء النساء وقتا مع صديقاتهن قد يقلق بعض الرجال، ويدفعهم إلى اختلاق الشكوك. ويرى الدكتور مندور أنه من الضروري أن نكون على ثقة بأنفسنا وألا تعكس غيرتنا أثرا سلبيا في حياتنا، فهي مشاعر مدمرة، خاصة إذا كانت متطرفة أو مبالغا فيها. ويجب أن يكون هناك تفاهم عميق وترابط تام بين الزوجين. ويضيف الدكتور يحيى عبد الحميد إبراهيم الخبير الاجتماعي في العلاقات الزوجية: "إن أسباب غيرة الرجل الشرقي من المرأة عدم الاتفاق في الطباع والأحلام منذ بداية الزواج، وبالتالي يكون لكل منهما همومه وانشغالاته المختلفة وقد تتفوّق المرأة في مجال عملها مثلاً أكثر من الرجل، مما يشعل نار الغيرة في صدره تجاهها، ويبدأ في إساءة معاملتها وإحكام السيطرة عليها ليفرض رجولته ويشعر بكيانه كما يظن البعض"، وأكد أن الرجل الغيور بطبعه يغار من إخوته وزملائه، بحيث لا يفضل أن يمتلكوا أي شيء جيد يجعلهم أفضل منه، أو يتفوقوا عليه دراسياً، وهكذا ينمو الطفل مع تنامي الغيرة والحقد فيه على المحيطين به ومنهم بالطبع زوجته. وعن أهم ملامح غيرة الرجل من المرأة يوضح، أنه قد يلجأ إلى العديد من الأساليب، كأن يضرب زوجته أو يقهرها بسبب أي شيء وإن كان بسيطاً، أو يظهر تقصيرها بمبالغة شديدة تجاه بيتها وأبنائها أو أسرتهما وإزاءه هو أيضاً، وتابع: "قد يتعمد الرجل عدم القيام بواجباته تجاه المنزل والأبناء ليزيد الأعباء الملقاة على عاتق زوجته ويشغلها عن طموحاتها ونجاحاتها الشخصية ويبيّن أكثر عجزها عن الوفاء باحتياجات أسرتها". وأوضح أن المرأة تحاول استكمال مشوار نجاحها في ظل ظروفها الصعبة ومحاربة الزوج لها في كثير من الأحيان، وألا تنسى أن عملها ودراستها ونجاحاتها تحقق لها كياناً مستقلاً وخصوصية في البيت والعمل والمجتمع ككل، وهي في أحيان كثيرة تكون قوية بصورة كافية لتحقيق أحلامها واستمرار حياتها زوجياً ومهنياً واجتماعياً. وعن الحلول المقترحة يرى الدكتور يحيى أن العلاج يبدأ من بداية تفكير المرأة في الزواج، فإذا كانت صاحبة نجاحات ومشاريع خاصة، فعليها أن تختار الرجل الطموح أيضاً الذي ينمي نجاحاتها ويساعدها في مشوار طموحها لا أن يثبط عزيمتها ويغار منها بصورة قاتلة، ويشير إلى أن الزوجة عليها أن تحترم طبيعة الرجل الشرقي بذكائها المعهود في أن تعطي له الفرصة في التعبير عن كيانه ورجولته التي تمثل كل شيء بالنسبة إليه وقد تتفوّق في أهميتها على أولاده والعشرة الزوجية، فمن حين إلى آخر يجب أن تشاركه نجاحاتها ومشاريعها وهمومها وتتظاهر بأنها مهتمة برأيه وسوف تدخله حيز التنفيذ، كل ذلك من شأنه أن يعيد ثقة الرجل في نفسه ويشعره بأهمية كلمته على بيته وزوجته، وأي امرأة ذكية ناجحة من السهل عليها معرفة الطريقة المثلى لإحكام السيطرة على قلب وعقل الرجل، ويشدد على ضرورة ألا تنسى بدورها أن طاعة الزوج فرض ديني واجتماعي ولا يجب أن تتشبه بالغربيات اللواتي يحسدنها على استقرارها ودفء الشعور الأسري. ويؤكد الدكتور سعيد عبده أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أن الغيرة إحساس يسكن البشر جميعًا ولكن بدرجات متفاوتة، فهو يخشى أن تتحول الغيرة إلى تعسف في الحياة الزوجية كأن يستخدمها الزوج بطريقة ظالمة. وأحيانًا الزوجة التي لا تثق في زوجها تظل تحاصره بالغيرة مرة والشكوك مرات كثيرة، وقد يمل الزوج ويهرب من بيته وقد ينهار هذا البيت. والغيرة تصبح جميلة إذا لم يسرف الرجل في استخدامها، فلابد من الاعتدال وإحكام العقل والتفاهم والاحترام بين الزوجين بعيدا عن الصراع أو الشجار. للاحترام قيمة كبيرة بين الرجل والمرأة يكون كالجدار الشفاف لا يمكن لأحد الأطراف أن يخترقه.