كشفت دراسة مسحية حديثة أجريت على 200 حدث في دار الملاحظة الاجتماعية بالرياض، عن عودة الأحداث للجريمة لأكثر من مرة، وبنسب تدريجية من المرة الأولى حتى الرابعة. وبحسب "مكة أون لاين"، أكدّت الدراسة أن %63 من الأحداث أودعوا في الدار للمرة الأولى،و %25.5 من المودعين عادوا للجريمة مرة ثانية، و %7.5 للمرة الثالثة، و %4 للمرة الرابعة. وأشارت الدراسة التي أعدها الباحث الاجتماعي بدار الملاحظة الاجتماعية بالرياض، يزيد الصقيل، إلى أن الأرقام النسبية الميدانية عن عودة الأحداث للجريمة مرة أخرى تعطي دلالة على أن المجتمع بمؤسساته والأسرة مطالبون بمضاعفة الجهود للحد من الجريمة والعودة لها. وقال الصقيل: «تشكل عودة الأحداث للجريمة في دور الملاحظة الاجتماعية تحديات وتساؤلات عن فعالية الجهود الاجتماعية المقدمة في الدور، حيث إن هناك جهودا مقدمة من المتخصصين في العمل مع الأحداث في احتوائهم والسعي نحو عدم عودتهم للسلوكيات الإجرامية، إلا أن هناك أعدادا لا يستهان بها تعود للجريمة مما يستوجب مراجعة الأنشطة والبرامج المقدمة لهذه الفئة من المجتمع». وأشار إلى أن المختصين في دور الملاحظة يحرصون على ضمان عدم تكوين علاقات بين الأحداث قد تستمر إلى خارج الدار مما قد يساهم في تنقل الخبرات الإجرامية فيما بينهم، داعيا إلى رفع مخصصات الأنشطة والبرامج الاجتماعية والدينية والترفيهية في جميع الدور مما يفرغ طاقاتهم وينمي مداركهم. وقال إن نوعية الجرائم تختلف من حدث لآخر، حيث تتصدر الجرائم التي يقوم بها الأحداث، جريمة السرقة ومن ثم المشاجرات وتعاطي المخدرات والتفحيط وآخرها عقوق الوالدين، مبينا أن هناك عوامل مساعدة للجريمة كغياب أحد أبرز وسائل الضبط الاجتماعي وهي الأسرة. ولفت إلى أن الأدوار المناطة بالأسرة تجاه الأبناء، تتمثل في متابعة محيط أبنائهم من الأصدقاء ومتابعة التحصيل الدراسي، حيث إن أعدادا من الأحداث يعانون من ضعف وانقطاع للتحصيل العلمي، ولهذا انعكاسات سلبية كثيرة ومن ضمنها الفراغ ومرافقة رفقاء السوء. وأكد الباحث أن غياب القدوة داخل الأسرة قد يساهم في الانحراف، بالإضافة إلى أن محيط الحي والجيران عاملان مهمان في صلاح أو انحراف الحدث، والحالة الاقتصادية كذلك، وملء وقت الفراغ بما يفيد له انعكاسات إيجابية في الحد من الجريمة. وأشار إلى أن بعض أولياء الأمور يهمل متابعة أبنائه وعندما يودع في دور الملاحظة يسعى جاهدا لخروج ابنه ولا يركز على معالجة سلوكياته، فهناك أهمية بالغة بأن تحتضن الأسرة الحدث والقيام بزيارته والنصح له فهذا يساهم في عدم عودته للدار.