أكدت مصادر طبية وإعلامية اليوم السبت مقتل عبد اللطيف موسى، زعيم جماعة تتبنى فكر "السلفية الجهادية" بفلسطين وتطلق على نفسها اسم "أنصار جند الله"، عقب الاشتباكات التي اندلعت الجمعة بين قوات الأمن التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة ومسلحي الجماعة في مدينة رفح جنوبي القطاع، و أسفرت عن مقتل نحو 20 فلسطينيا، وإصابة أكثر من مائة. وقالت مصادر طبية وإعلامية إن:" زعيم جماعة أنصار جند الله بفلسطين التي تتبنى فكر السلفية الجهادية، عبد اللطيف موسى، قتل خلال الاشتباكات التي سماها البعض بمعركة الإمارة". وأفادت مصادر طبية في وزارة الصحة الفلسطينية إن: "عدد القتلى ارتفع إلى 20 شخصا، وعدد الجرحى يربو على المائة" خلال الاشتباكات التي أعقبت إعلان زعيم جماعة "أنصار جند الله" بفلسطين عبد اللطيف موسى عن "ولادة إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس"، بدءا من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وفي هذا السياق ،أعلن معاوية حسنين، مدير عام دائرة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، أن "من بين القتلى قياديا محليا في كتائب القسام يدعى محمد الشمالي وعددا كبيرا من المدنيين، وأن نحو عشرين من الجرحى في حالة حرجة". ومن جهته، قال إسلام شهوان، المتحدث باسم الشرطة في غزة، إن محاولات جرت للتفاوض مع الجماعة لتسليم أسلحتها، لكن مسلحيها بادروا بإطلاق النار على قوات الأمن؛ ما أدى إلى إصابة أربعة منهم بجروح. وقال شهود عيان إن شرطة حماس قامت بتفجير بيت زعيم المجموعة القريب من المسجد المحاصر الشيخ عبد اللطيف موسى، والذي لم يعرف مصيره حتى الآن، كما تم نسف مبنى مجاور له تحصن فيه المسلحون وأخلوا سكانه، ولم يعرف إن كان هناك ضحايا تحت الأنقاض. وتشكل منطقة رفح موطنا للحركة السلفية الجهادية التي تنتمي إليها مجموعة جند أنصار الله القريبة إيديولوجيا من تنظيم القاعدة. وخلال خطبة الجمعة في مسجد "ابن تيمية" برفح طالب الشيخ عبد اللطيف موسى المسلحين التابعين له بمبايعته على السمع والطاعة بعد أن كال اتهامات وشتائم لحكومة حماس في قطاع غزة، مهددا بالمقاومة في حال اقتحام المسجد. وقال موسى، وهو أمين عام الجماعة السلفية الجهادية في غزة، "نعلن اليوم عن ولادة المولود الجديد.. الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف موسى وقد أحاط به عدد من المسلحين: "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا، وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته"، وتوجه إلى حكومة حماس بقوله: "إما أن يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والأحكام الإسلامية أو يتحولوا إلى حزب علماني تحت مظلة الإسلام". وتابع: "في حال تطبيق حماس شرع الله نحن السلفيين لدينا استعداد أن نعمل خدما لهذه الحكومة التي تطبق شرع الله". وفوجئ كثير من المصلين بخطبة موسى بعد أن كانت الغالبية منهم تظن أن موسى ينتمي إلى جماعة "الكتاب والسنة"، وهي جماعة تتبع منهج السلف الصالح بالاحتكام إلى كتاب الله وسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وترى في الخروج على ولي الأمر معصية كبيرة وسببا أكبر في ضعف الأمة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وكان موسى في بداية انطلاقته نائبا لرئيس جمعية الكتاب والسنة، ولكنه لم يصبر طويلا قبل أن يتبع الجهاديين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "السلفية الجهادية" واستولى على مسجد ابن تيمية الذي بني وأسس على منهج "سلفي" يدعو سلما الناس إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم). من جانبها، ردت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة على ذلك في بيان مؤكدة أن "عبد اللطيف موسى أعلن قيام إمارة إسلامية، ويبدو أنه أصابته لوثة عقلية، ونؤكد أن أي مخالف للقانون يحمل السلاح لنشر الفلتان ستتم ملاحقته واعتقاله". كما حمل المتحدث باسم حركة حماس طاهر النونو في مؤتمر صحفي في غزة مساء الجمعة "المدعو عبد اللطيف موسى ومن معه المسئولية الكاملة عما حدث نتيجة إعلانه غير المسئول خلال خطبة الجمعة، ولن نسمح بعودة الفلتان الأمني تحت أي مظلة".